من هو قائد معركة القادسية وما هي أسبابها ونتائجها

من هو قائد معركة القادسية هو السّؤال الّذي يشكّل محور المقال. ولكن لا بدّ من الحديث عن المعارك في الإسلام قبل كل شيء. وإنّ المعارك هي الّتي لم يشارك بها رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- بل حارب بها المسلمون دونه، وقد كثرت المعارك في العصور الإسلاميّة الأولى. وخاض المسلمون بها حروباً عظيمةً، وقد تمّت فيها فتوحاتٌ عظيمةٌ وتحوّلاتٌ كثيرة. ويهتمّ موقع المرجع في ذكر أهمّ المعارك في الإسلام وذكر قائدها وسيرته.

معركة القادسية

معركة القادسية من أشهر المعارك في العهد الرّاشديّ، وتحديداً في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب رضي الله عنه وأرضاه. وكانت ضدّ الفرس الّذي ظلموا وطغوا في الأرض، وقد هزمهم المسلمون عدّة مرّاتٍ في معارك مختلفةٍ. ممّا سبّب لهم اليأس والغضب، كما فتح المسلمون الكثير من المناطق الّتي كانت تحت حكم الفرس. وقد وقعت معركة القادسية في الرّابع عشر من محرّم، وذلك في السّنة الرّابع عشرة للهجرة النّبويّة المباركة.[1]

و كذلك كان ميدان القتال قرب القادسيّة في العراق، ودامت هذه المعركة أربعة أيّامٍ كاملةٍ. ظفر بها المسلمون بالنّصر العظيم على الفرس، رغم أنّ المعركة لم تكن متكافئةً بين طرفيّ القتال. إلّا أنّ الإيمان في قلوب المسلمين وثباتهم كان أكبر وأقوى من الفرس الأعداء، ومدّ الله المسلمين بالعون والرّحمة والإرشاد. ورزقهم ما أرادوا وابتغوا والله أعلم.[1]

من هو قائد معركة القادسية

إنّ قائد معركة القادسية هو الصّحابيّ الجليل سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه وأرضاه. وقبل معركة القادسية كان قد خرج الخليفة عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- مع جيشه، وعسكر خارج المدينة المنوّرة قاصداً الغزو والقتال ضدّ الفرس. لكنّ الصّحابيّ عبد الرّحمن بن عوفٍ رضي الله عنه قد أشار عليه بألّا يخرج للقتال بنفسه. وأن يولّي أحد الصّحابة على الجيش ليحارب الفرس، فبعث الحليفة عمر رضي الله عنه إلى سعد بن أبي وقّاص، وولّاه على الجيش ليخرج به إلى القادسية لقتال الفرس.[2]

وقد بلغ عدد الجنود المسلمين الّذين خرج بهم سعد أربعة آلاف جنديٍّ فقط، ثمّ أرسل عمر بن الخطّاب إلى المثنّى ليلحق بجنوده سعد بن أبي وقّاص. ثمّ أمر بالمرتدّين التّائبين أن يذهبوا لمساعده إخوانهم في المعركة، حيث بلغ بعد ذلك جيش سعدٍ ثلاثين ألف جنديٍّ. أمّا الفرس الّذين كانوا بقيادة الفارسيّ رستم جاذويه والّذي كان تحت قيادته أكثر من مائةٍ وعشرين ألف مقاتل، ورغم ذلك كان النّصر حليف المسلمين ونصيبهم. وكان لهذه المعركة العظيمة العديد من النّتائج الّتي كانت لصالح المسلمين. والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: من هو صقر قريش وقصة دخوله الأندلس.

سعد بن أبي وقاص

هو الصّحابي الجليل سعد بن مالكٍ بن أهيب بن عبد مناف، قريب آمنة بنت وهبٍ أمّ الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- ويعدّ بمقام خاله، وهو أحد الّذين بشّرهم رسول الله بالجنّة يوم القيامة، وقد ولد في مكّة النكرّمة قبل ثلاثٍ وعشرين عاماً من الهجرة النّبويّة المباركة. كان من المقرّبين لرسول الله من أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين، أسلم على يولسعد د أبي بكرٍ الصّدّيق وهو ابن سبعة عشر عاماً فقط.[3]

و كذلك لسعد رضي الله عنه العديد من المناقب والفضائل أحدها أنّ النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- فداه بأبيه وأمّه، وأيضاً كان يباهي به ويقول هذا خالي، كما لسعد العديد من المواقف مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- منها أنّه عندما هاجر النّبيّ إلى المدينة دعا أن يحرسه أحد أصحابه فجاء سعد بن أبي وقّاص وحرس اللّيل بطوله، وقد عرف سعد بحبّه الكبير للجهاد في سبيل الله تعالى، وكان أوّل من رمى سهماً في سبيل الله، رضي الله عنه وأرضاه.[3]

سعد بن أبي وقاص في معركة القادسية

قد ولّى الخليفة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه الصّحابيّ الجليل سعد بن أبي وقّاص قيادة جيس المسلمين، الّذي كان متّجهاً إلى القادسيّة في العراق لقتال الفرس، وقد كانت معركة القادسية من أصعب وأقسى وأعظم المعارك الّتي دارت بين المسلمين والفرس، فتجلّت في هذه الموقعة فراسة وكفاءة سعدٍ رضي الله عنه في قيادة الجيوش الإسلاميّة، وكان في قراراته المتعلّقة بالمعركة كلّها ناتجةً عن عقلٍ حكيمٍ وذكاءٍ حادّ.

وكان من قراراته الحكيمة أنّه اختار موقعاً مثاليّاً للجيش وحمايته وقد توافرت في هذا الموقع العددي من المقوّمات منها أنّه منعزلٌ عن أهل بلاد العراق فثقة المسلمين بهم لم تكن جيّدة، وكذلك كان موقعاً سهلاً مناسباً للإنسحاب إن أرادوا ذلك أو لجمع شتات الجيش لاستئناف القتال، وقد مكّنهم الموقع من حصر الفرس بنهر الفرات وسهولة حركة الجيش الإسلاميّ، وكذلك من القرارت كان أنّه قد أمر بزيادة الحماية على النّقاط الضّعيفة في الجيش، واعتماد تكتيك التّوغّل الالتفاف حول القوّات، كما حدّد موعد بدء المعركة بعد أن ترتفع الشّمس ليرى المسلمون بوضوح، ونظمّ القتال اللّيليّ الّذي تحدّدت به نتيجة المعركة.[3]

شاهد أيضًا: من هو سيد القراء وسبب تسميته بهذا الاسم.

أسباب معركة القادسية

إنّ لمعركة القادسية سبب واحد كبير، وهو أنّه في الرّابع عشر من محرّم في السّنة الرّابعة عشر للهجرة، قد وصل خبرٌ للمثنّى بن حارث الشّيبانيّ، أنّ الفرس يجمعون لقتال المسلمين في العراق، فنقل بدوره الخبر لأمير المؤمنين عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، فبادر المسلمون للجمع بدورهم للخروج لقتالهم وملاقاتهم، وأعلنوا النّفير العام وتجنيد المسلمين لقتال الفرس.

وخرج أمير المؤمنين بالجيش إلى خراج المدينة المنوّرة متّجهين إلى العراق لملاقاة جيش الفرس، الّذي كان تحت قيادة رستم، فأشار الصّحابيّ عبد الرحمن بن عوفٍ على أمير المؤمنين أن يولّي قيادة الجيش لسعد بن أبي وقّتص رضي الله عنه، وليبقى هو في المدينة المنوّرة مع من تبقّى من المسلمين، وخرج جيش المسلمين إلى القادسيّة في العراق وسحقوا الفرس عن آخرهم، وورزقهم الله تعالى بالنّصر المبين على الفرس وملكهم والله أعلم.[4]

نتائج معركة القادسيّة

أعزّ الله تعالى المسلمين بالنّصر العظيم في معركة القادسية. وسحقوا جيش الفرس وقتلوا قائدهم رستم، وأسفرت المعركة عن نتائج عظيمةً. غيّرت حدود العالم الإسلاميّ وشكل حدوده، وكسرت بها شوكة الفرس ورهبتهم في العالم. ومن بعض النتائج الّتي أسفرت عنها معركة القادسية:[5]

  • إعلان الكثير من القبائل العربيّة العراقيّة إسلامها وتوافدت إلى سعد بن أبي وقّاص بعد نهاية المعركة.
  • كذلك دخول عدد كبيرٍ من الجنود الفرس الإسلام بعد هزيمتهم العظيمة في المعركة.
  • و سيطرة المسلمين على بلاد العراق بالكامل.
  • و كذلك خروج الفرس من أراضي العراق وتقليص نفوذها في السّيطرة على البلاد العربيّة.
  • إعادة كتابة العهود المنقوضة من قبل أهل العراق، رغبةً من المسلمين بإقامات علاقات الودّ بينهم وبين أهل العراق.
  • كذلك كسب المسلمون من هذه المعركة غنائم عظيمةٌ وكبيرة من الفرس. وأبرز هذه الغنائم راية فارس الكبرى وكانت تسمّى درفش كابيان.

شاهد أيضًا: نبذة مختصرة عن صلاح الدين الأيوبي.

وفاة سعد بن أبي وقاص

قد زخرت حياة الصّحابيّ الجليل سعد بن أبي وقّاص في الإسلام، وكان له العالم الإسلاميّ العديد من البصمات العظيمة. وقد توفّي في قصره القائم بالعقيق، الّذي يبعد عن المدينة المنوّرة سبعة أميالٍ. ودفن بالبقيع وكانت وفاته في السّنة الخامسة والخمسين للهجرة. وهو آخر من مات من المهاجرين رضي الله تعالى عنهم أجمعين.[6]

من هو قائد معركة القادسية مقالٌ فيه تمّ الحديث عن المعارك في الإسلام قبل كل شيء. وعن الصّحابي الجليل سعد بن أبي وقّاص الذي يعدّ من عمالقة الصّحابة وأقربهم لرسول عليه الصّلاة والسّلام، والذي قد قاد معركة القادسية وأحرز فيها نصراً عظيماً للعالم الإسلاميّ، وقد ذك رهذا المقال سيرته العظيمة، وإنجازاته وقراراته في معركة القادسية، وكذلك تاريخ ومكان وفاته، كما تحدّث المقال عن معركة القادسية وأسبابها ونتائجها وموقعها وقائدها.

المراجع

  1. alukah.net , قصة معركة القادسية , 03/03/2021
  2. islamqa.info , معركة القادسية , 03/03/2021
  3. islamstory.com , سعد بن أبي وقاص , 03/03/2021
  4. wikiwand.com , معركة القادسية , 03/03/2021
  5. alukah.net , قصة معركة القادسية , 03/03/2021
  6. islamweb.net , مكان وفاة ودفن سعد بن أبي وقاص , 03/03/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *