من هو النبي الذي مات ولم يدفن

من هو النبي الذي مات ولم يدفن وما هي قصته؟ ومن الصحابي الذي وجد جثته؟ وكيف تم دفنه؟ ومن هو النبي الذي دفنه ابليس حيا؟ ومن هو النبي الذي قتله ابليس؟ ومن هو النبي الذي ما زال حيا؟ وغيرها من الأسئلة يجيب عنها موقع المرجع في هذا المقال، بالإضافة للحديث عن دفن الأنبياء عليهم السلام وقبورهم.

من هو النبي الذي مات ولم يدفن

إن النبي الذي مات ولم يدفن هو نبي الله دانيال عليه السلام، فقد ورد أنه لما تولى الصحابي الجليل أبو موسى -رضي الله عنه- خلافة مدينة السوس بعد فتحها في عهد عمر بن الخطاب، وجد فيها جثة يقال أنها جثة النبي دانيال عليه السلام، إلى جنبه مال موضوع من شاء أتى فاستقرض منه إلى أجل فأتى به إلى ذلك الأجل وإلا برص، فالتزمه أبو موسى وقبله وقال: دانيال ورب الكعبة! ثم كتب في شأنه إلى عمر، فكتب إليه عمر أن كفنه وحنطه وصل عليه ثم ادفنه كما دفنت الأنبياء، وانظر ماله فاجعله في بيت مال المسلمين، فكفنه في قباطي بيض وصلى عليه ودفنه، وقد كانت جثته في بابل، ونقلت إلى مدينة السوس بعد أن طلبها أهلها من بابل؛ ليستسقوا بالنبي دانيال بعد أن أصابهم القحط والجوع، فأعطوهم إياه، وقد حفر أبو موسى -رضي الله عنه- ثلاث عشرة حفرة في النهار، ودفنه في إحداها لما حل الليل، وجعلها كلها متشابهة حتى لا يميز الناس في أيها دفن فينبشوا قبره.[1]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي قطع راسه وشرب الخمر في جمجمته

نبذة عن النبي دانيال عليه السلام

هو نبي من أنبياء بني إسرائيل ممن لا يُعلم وقته على اليقين، إلا أنه كان في الزمن الذي بعد داود، وقبل زكريا و يحيى عليهم السلام، وكان في الوقت الذي قدم فيه بختنصر إلى بيت المقدس وخربه، وقتل فيه من قتل من بني إسرائيل وسبى من سبى وأحرق التوراة، وقيل: إنه أسر دانيال الأصغر، وقيل: بل وجدوه ميتاً عندما دخل بختنصر بيت المقدس، والظاهر أنه كان في بني إسرائيل دانيال الأكبر و دانيال الأصغر، ويروى أن بختنصر سلط أسدين على دانيال بعد أن ألقاه في جُب -أي بئر- فلم يفعلا به شيئاً، فمكث ما شاء الله تعالى ثم اشتهى ما يشتهي الآدميون من الطعام والشراب، فأوحى الله إلى أرمياء وهو من أنبياء بني إسرائيل وهو بالشام أن أعد طعاماً وشراباً لـ دانيال، فقال: يا رب أنا بالأرض المقدسة، ودانيال بأرض بابل من أرض العراق، فأوحى الله إليه أن أعد ما أمرناك به فإنا سنرسل من يحملك ويحمل ما أعددت، ففعل وأرسل إليه من حمله وحمل ما أعده حتى وقف على رأس الجب، فقال دانيال من هذا؟ قال أنا أرمياء فقال: ما جاء بك؟ فقال: أرسلني إليك ربك، قال: وقد ذكرني ربي؟ قال: نعم، فقال دانيال : الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، والحمد لله الذي يجيب من دعاه، والحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره، والحمد لله الذي يجزي بالإحسان إحساناً. والحمد لله الذي يجزي بالصبر نجاة، والحمد لله الذي هو يكشف ضرنا وكربنا، والحمد لله الذي يقينا حين يسوء ظننا بأعمالنا، والحمد لله الذي هو رجاؤنا حين تنقطع الحيل عنا.[1]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي يعرف لغة الطير

دفن الأنبياء عليهم السلام

لا يوجد هناك دليل من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على الأمر بإخفاء قبور الأنبياء، ولا يوجد مكان واضح لقبر أي نبي من الأنبياء، بسبب طول المدة بين عصر الأنبياء وعصر رسول الله، مما أدى إلى زوال أثر هذه القبور، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “وليس في الأرض قبرٌ اتّفق على أنّه قبر نبيٍّ غير قبره، أي قبر رسول الله صلى الله عليه وسلّم”، وقد حذر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الناس من أخذ قبره مكانًا للتجمع بالقرب منه للتضرع إليه، أو للبناء عليه، كما حذر من فعل ذلك على جميع القبور، فقال صلى الله عليه وسلم: “لا تجعلوا بيوتَكُم قبورًا، ولا تجعلوا قَبري عيدًا، وصلُّوا عليَّ فإنَّ صلاتَكُم تبلغُني حَيثُ كنتُمْ”، وعليه فإن قبور الأنبياء لم يتم اخفائها عمدًا، وإنما اختفت بمرور الزمن، إلا قبر النبي دانيال فقد أمر عمر بن الخطاب بغخفائه، أما قبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمكانه واضح ومعروف؛ وذلك بسبب العناية الشديدة التي تلقاها منذ عهد الخلافة الراشدة وحتى وقتنا الحاضر.[2]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي لقب بذي النون

من هو النبي الذي دفنه ابليس حيا

إن النبي الذي دفنه إبليس، هو نبي الله شيث عليه السلام، وهو من أبناء آدم عليه السلام، فقبل أن يموت آدم -عليه السلام- بأحد عشر يومًا مرض، فأوصى إلى شيث من بعده، وكان شيث أفضل ولد آدم وأكثرهم شبهًا بأبيه، وقد أنزل الله تعالى عليه خمسين صحيفة، وبعد أن تولى قومه وسكن الجبل، منع قومه من الاختلاط بقوم أخيه قابيل الذين كانوا يسكنون في السهل، لأن الشيطان كان قد أضلهم واتخذوا المعازف والملاهي، وغرقوا في اللهو، ويروى أن قومه اتفقوا مع الشيطان وتجمعوا عليه وقاموا بدفنه حيًا.[3]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي صام عن الكلام ثلاثة أيام

من هو النبي الذي قتله ابليس

إن النبي الذي قتله ابليس هو نبي الله زكريا عليه السلام، حيث يروى أنه لما قُتل يحيى -عليه السلام- على يد أحد ملوك بني إسرائيل، أرسل هذا الملك في طلب أبيه زكريا -عليه السلام- فاستخفى منهم، فدخل بستانًا ومر بشجرة عند بيت المقدس فنادته الشجرة بمشيئة الله، فلما أتاها عليه السلام انشقت بقدرة الله ومشيئته فدخلها فانطبقت عليه وبقي -عليه السلام- في وسطها، وأتى إبليس فأخذ طرف رداء زكريا -عليه السلام- فأخرجه من الشجرة ليصدقوه إذا أخبرهم، ثم لقي القوم الذين خرجوا في طلب زكريا عليه السلام وكان متشكلًا لهم بصورة رجل، فقال لهم: ما تريدون؟ فقالوا: نلتمس زكريا، فقال لهم: إنه سحر هذه الشجرة فانشقت له فدخلها، فقالوا له: لا نصدقك! قال لهم: فإن لي علامة تصدقونني بها، فأراهم طرف ردائه فأخذوا الفؤوس وقطعوا الشجرة وشقوها بالمنشار فقتل نبي الله زكريا فيها ومات شهيدًا.

وقد سلط الله تبارك وتعالى عليهم أخبث أهل الأرض فانتقم منهم، والله عزيز ذو انتقام. وقد أخبرنا الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم عن إجرام اليهود وقتلهم الأنبياء قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ * وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّـهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَّا يُؤْمِنُونَ}،[4] وقال الله تعالى إخبارًا عن هؤلاء اليهود قتلة الأنبياء: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّـهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّـهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا}.[5][6]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي ما رآه أحد إلا أحبه

من هو النبي الذي ما زال حيا

إن النبي الذي ما زال حيا هو نبي الله تعالى عيسى المسيح عليه السلام، وقد وردت العديد من الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية تدل على صحة هذا القول، قال تعالى: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}،[7] فعيسى عليه السلام، يسكن السماء حتى الآن، وذلك بقدرة الله جل جلاله، وقد بشر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنزوله في آخر الزمان ليشهد بأن دين الإسلام هو الدين الحق، فيكسر الصليب ويقاتل المسبح الدجال ويقتله عند باب لد، وسيحكم الأرض بالعدل ويعلي كلمة الله فيها.[8]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي سمي بخاتم الأنبياء

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي تحدثنا فيه عن من هو النبي الذي مات ولم يدفن، وعن دفن الأنبياء عليهم السلام، وعن من هو النبي الذي دفنه ابليس حيا، وعن من هو النبي الذي قتله ابليس، وعن من هو النبي الذي ما زال حيا.

المراجع

  1. islamqa.info , من هو النبي دانيال عليه السلام ؟ , 22/08/2021
  2. islamweb.net , توضيح حول إخفاء قبور الأنبياء , 22/08/2021
  3. al-eman.com , باب ذكر خلافة شيث أباه آدم عليه السلام , 22/08/2021
  4. سورة البقرة , 87-88
  5. سورة النساء , الآية 155
  6. islamweb.net , قصة زكريا عليه السلام , 22/08/2021
  7. سورة النساء , 157-158
  8. islamqa.info , نبذة عن نبي الله عيسى عليه السلام , 22/08/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *