لماذا منعت البسملة في سورة التوبة

لماذا منعت البسملة في سورة التوبة، القرآن الكريم هو كلام الله -تعالى-، المُنزل على نبيّه محمد -صلى الله عليه وسلم-، المعجز بلفظه، المتعبّد بتلاوته، المُفتتح بسورة الفاتحة، والمُنتهي بسورة الناس، المكتوب في المصاحف، والمنقول إلينا بالتواتر، ومنْ خلالِ موقع المرجع سنتعرفُ على سورة التوبة أحد السور المدنيّة في القرآن الكريّم، وسببِ نزولِها.

سورة التوبة

سورةُ التوبة هي سورة مدنيّة من آخر ما نزل من القرآن الكريم على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وقيّل بأنَها نزلت جُملة واحدّة، وقيل بل منجّمة متفرّقةً، وهو القول الأرجح، وهيّ السورةُ التاسعة في ترتيبِ المصحف الشريّف، عددُ آياتِها مائةٌ واثنان وتسعون آيةً، تطرّقت في مواضيعها إلى الحديث عن المنافقين وأعمالهم التي يحاولون بها زعزعة صفّ المؤمنين وخذلانهم، كما تُعدّد السورة أصناف الناس في المدينة؛ فمنهم المؤمنون، ومنهم المنافقون، ومنهم الأعراب سكان الصحراء أصحاب الشدّة والفظاظة في القول والفعل، كما وردَت فيها آية مهمة أوضحت مصارف الزَّكاةِ، وذكرت قصة الهجرة النَبويَّةِ للرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- وصاحبه أبي بكر الصِدِّيق.

شاهد أيضًا: لماذا سورة التوبة بدون بسملة

لماذا منعت البسملة في سورة التوبة

من المعلوم أنّ كُلَ سورة من سورِ القرآن الكريّم تبدأُ بالبسملة، والبسملة تكون بقول: “بسم الله الرحمن الرحيم”، إلّا أنّ هناك استثناء واحدٌ في القرآن الكريم وهي سورة التوبة، وقد قالَ العُلماء في تعليلِ ذلك أنّهُ: سورة التوبة جاءت متممّة لسورة الأنفال، وهذا ما أجاب به عثمان -رضي الله عنه- عندما سُئل عن سبب وضع سورة الأنفال بين السور الطوال وقبل سورة التوبة، فقال إنّه لمس تشابهًا بين آيات سورة التوبة والأنفال بالرغم من طول المسافة بين نزول السورتين، لكنّ النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- لم يذكر له إن كانتا سورة واحدة أو سورتين، فاجتهد فوضعهما متتاليتين، ولم يفصل بينهما بالبسملة، وأمّا السبب الآخر، فهو ما ذكره العلماء بأنّ سورة التوبة جاءت على ذكر فضائح وجرائم المنافقين، وتتوعّد الله لهم بالعذاب، وتتحدّث عن القتال، وتحضّ المؤمنين عليه، فلم يكن من المناسب أن تُبدأ بذكر صفات الرحمة لله -تعالى- المتمثّلة بالبسملة، ثمّ تنتقل مباشرةً إلى الشدّة في قتال أعداء الله، فكان الأنسب عدم التلفظ بالبسملة في البداية.

شاهد أيضًا: لماذا لم تذكر البسملة في سورة التوبة

سبب تسمية سورة التوبة

سُميّت سورة التوبّة، لأنّ اللهَ -سبحانهُ وتعالى- تابَ فيّها على الثلاثةِ الذينَ تخلفوا عن غزوةِ تبوك، حيثُ قالَ -سبحانهُ وتعالى-:  (لَقَد تابَ اللَّـهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالمُهاجِرينَ وَالأَنصارِ الَّذينَ اتَّبَعوهُ في ساعَةِ العُسرَةِ مِن بَعدِ ما كادَ يَزيغُ قُلوبُ فَريقٍ مِنهُم ثُمَّ تابَ عَلَيهِم إِنَّهُ بِهِم رؤوف رَحيمٌ* وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذينَ خُلِّفوا حَتّى إِذا ضاقَت عَلَيهِمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت وَضاقَت عَلَيهِم أَنفُسُهُم وَظَنّوا أَن لا مَلجَأَ مِنَ اللَّـهِ إِلّا إِلَيهِ ثُمَّ تابَ عَلَيهِم لِيَتوبوا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ التَّوّابُ الرَّحيمُ)[1]، ولسورة التوبّة عدّة مُسميّات أخرى، فقيّل إنّ لها عشرة أسماء، ومنّها سورةُ براءة، لأن الله -تعالى- افتتح السورة بالبراءة، وسورة الفاضحة، لأنها فضحت المُنافقين وأفعالهم، وسورة العذاب، لتكرارِ ذكر العذاب فيّها، والسورة المُقشقشة، لأنّها وصفت المُنافقين وأفعالهم، ومن ابتعد عن هذه الصفات فقد برّأته من النفاق، والعديدُ من المسميّاتِ الأخرى.

سبب نزول سورة التوبة

نزلت سورة التوبّة على رسول الله مُحمد -صلى الله عليّه وسلم-، لتبلغه بتوبة الله سبحانه وتعالى على المتخلفين عن غزوة تبوك، ويذكر بأنهم كانوا قد تراجعوا عن ساحة المعركة دون عذر، ثم نزل بهم الندم الشديد حين رأوا بأنهم مع النساء في المدينة وباقي الرجال والصحابة إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ساحة الجهاد، ولبيان ما كان بين النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- وبين المُشركين من العُهود والمواثيق.

إلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهايةِ مقالنا لماذا منعت البسملة في سورة التوبة، حيثُ تعرفنا على الحكمة في بدأ سورة التوبّة دون بسملّة، ولسورة التوبّة عدة أسماء أخرى دالّة عليها منها براءة، وسورة العذاب، والعديدُ غيّرها.

المراجع

  1. سورة التوبة , الآية 117

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *