من مؤلف كتاب تفسير القرآن الكريم العظيم

من مؤلف كتاب تفسير القرآن الكريم العظيم؟ سؤالٌ من أهمّ الأسئلة الدينية، والتي من الخير أن يكون كلّ إنسانٍ مسلم مُطّلعٍ على إجابتها، وعلى علمٍ ودراية بكلّ ما يرتبط بكتاب تفسير القرآن الكريم العظيم، وذلك لأنّ هذا الكتاب يهتمّ بأعظم كتابٍ في الوجود وهو كتاب الله القرآن الكريم، كتاب المسلمين الأول ومصدر تشريعهم ودستورهم، وفي هذا المقال، سيعرّفنا موقع المرجع على مؤلف كتاب تفسير القرآن الكريم العظيم وسيُطلعنا على معنى علم التفسير وأهميّته.

من مؤلف كتاب تفسير القرآن الكريم العظيم

إنّ مؤلف كتاب تفسير القرآن الكريم العظيم هو إسماعيل بن عمر بن كثير، المعروف بعماد الدّين، وأبو الفداء الشّافعي إمامٌ وحافظ ومحدّث ومؤرّخٌ من أفذاذ العلماء في زمانه، وهو شخٌ علّامة ابن الشّيخ شهاب الدين أبو حفص القرشي البصروي الدمشقي الشافعي، يُعرف باسم ابن كثير، والذي وُلد في سنة 1301م الموافق 701 هـ، وكانت ولادته في إحدى قرى بصرى في حوران، كان والده خطيبًا وفقيهًا، توفّي في شبابه ليبقى ابن كثير في رعاية أخيه، ارتحل بعدها لدمشق وليميل نحو العلم في سنٍّ مبكرة، وقد لازم أخيه عبد الوهّاب ونهل منه الكثير من العلم، وتتلمذ على يد الكثير من العلماء والمشايخ الكبار.[1]

شاهد أيضًا: تفسير اية وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا

صفات وملامح شخصية ابن كثير

كان ابن كثير رجلًا عالمًا وصالحًا، وقد امتاز بالصّفات الحميدة والأخلاق الكريمة، وكان من خيرة العلماء، ومن صفاته:

  • كان قويّ الحفظ: وذلك بما وهبه الله من قدرة وذاكرة قوية، فكان يحفظ المتون ويكنز العلم، وقد استطاع أن يحفظ القرآن كاملًا في عمر الحادية عشرة.
  • كان قوي الاستحضار للمعلومة: وهي من الصفات الملازمة لقوة الحفظ، فقد كان قليل النّسيان.
  • كان صاحب فهمٍ وإدراك: وهو من توفيق الله له، والتي اكتسبها من خلال الإخلاص والعمل الدّؤوب، والاجتهاد في الدّراسة.
  • كان ملتزمًا بالحديث والسنة: فقد كان يدعو لاتّباع السّلف الصالح وعدم مخالفة سنّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان يحارب البدع ويدعو لإنكارها.
  • كان صاحب خُلقٍ وفضيلة: فقد كان واسع الصّدر حليمًا صدوقًا، كان يحترم الكبير ويوقّره ويعطف على الصّغير، وكان حسن الصّحبة والمعشر.
  • كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر: وهذه من أهمّ الخصال التي لا بدّ أن تكون في الدّاعية.
  • كان صاحب عدل: فقد كان يُنصف خصومه، وهي مرتبة لا يبلغها من الناس إلا قلة من الناس.

شاهد أيضًا: من هو مؤلف كتاب على هامش السيرة

كتاب تفسير القرآن العظيم

بعد معرفة من مؤلف كتاب تفسير القرآن الكريم العظيم وهو الشّيخ العلاّمة ابن كثير، فإنّ كتاب تفسير القرآن العظيم لابن كثير من أفضل التّفاسير وأهمّها على الإطلاق، وقال فيه أهل العلم أنّه لا يوجد كتابٌ يشبهه على الإطلاق، وذلك يعود للمنهج الذي انتهجه في تأليفه.[2]

شاهد أيضًا: من هو مؤلف كتاب مجمع الامثال

منهج ابن كثير في تفسير القرآن

اعتمد ابن كثير في تأليف كتاب تفسير القرآن العظيم على منهجٍ واضحٍ وقويم، وممّا اعتمده في تفسير القرآن الكريم ما يأتي:[3]

  • فسّر القرآن بالقرآن: وقد كانت هذه الطّريقة هي الأولى لديه، فهو يعتقد أنّ القرآن هو أولى بأن يُفسّر القرآن.
  • فسّر القرآن بالسّنّة: فبعد تفسير القرآن بالقرآن انتقل إلى تفسيره بالسّنة النبوية الشريفة، حيث يذكر الأحاديث التي تفسّر وتوضّح معاني الآيات، فمن السّنة الكثير من الأحاديث التي جاءت موضّحةً لمجمل القرآن، وبعضها لبعض الآيات، وبعضها يؤكّد حكمًا ما، فاعتمد ابن كثير على الصّحيح من الأحاديث في دعم تفسيره.
  • تفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين: فهم من أعلم النّاس بعد النّبي -صلى الله عليه وسلم- وقد عاصروا نزول الوحي ومنهم من كتبه، فإن لم يجد تفسيرًا للقرآن في القرآن ولا في السّنة اتّجه لأقوال الصّحابة رضوان الله عنهم.
  • تفسير القرآن باللغة العربية: فكانت اللغة العربية مرجعًا لا بدّ منه وحكمًا لتفسيره، مستشهدًا بكلام العرب وأقوال علماء اللغة العربية.

شاهد أيضًا: من هو مؤلف كتاب رياض الصالحين

أقوال العلماء في ابن كثير

بعد الاطلاع على من مؤلف كتاب تفسير القرآن الكريم العظيم فإنّه لن يغيب أبدًا فضل ابن كثير ومكانته بين أهل العلم وفي تاريخ التفسير والعلوم الإسلامية، ولذلك فقد أثنى عليه ومدحه الكثير من العلماء والمفسّرين، ومن أقوال العلماء في ابن كثير:

  • قال عنه الإمام الذهبي: إمامٌ فقيه بارع، درس الفقه وأفتى وتفّهم اللغة العربية والأصول، ويحفظ جملة صالحة من المتون والرجال وأحوالهم، وله حفظٌ ومعرفة.
  • قال عنه الإمام السيوطي: الإمام المحدث الحافظ، ذو الفضائل عماد الدين، وله التفسير الذي لم يُؤلّف مثله.
  • قال عنه الحافظ بن حجر: سارت تصانيفه في البلاد في حياته، وانتفع بها النّاس بعد وفاته.
  • قال ابن حبيب فيه: إمامٌ ذوي تسبيح وتهليل، وزعيم أرباب التأويل، سمع وجمع وصنّف، وأطرب الأسماع بقوله وشنّف، حدّث وأفاد، وطارت فتاويه إلى البلاد، واشتهر بالضبط والتحرير، وانتهت إليه رئاسة العلم في التاريخ والحديث والتفسير.

اقرأ أيضًا: من هو مؤلف كتاب الأمير والمطارحات وفن الحرب

مؤلفات وكتب ابن كثير

إنّ ابن كثير هو مؤلف كتاب تفسير القرآن الكريم العظيم وهو واحدٌ من الكثير من مؤلفاته، التي بلغت أكثر من أربعين مؤلّفًا، والكثير منها لا يُعرف عنه شيئًا، وأغلب مؤلّفاته مع علم التفسير، كان في علم الحديث، وقد طُبع منها فقط:[4]

  • الاجتهاد في طلب الجهاد.
  • أحاديث التوحيد والرد على أهل الشرك.
  • اختصار علوم الحديث.
  • البداية والنهاية.
  • تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب.
  • تفسير القرآن العظيم.
  • سيرة عمر بن عبد العزيز.
  • فضائل القرآن.
  • الفصول في اختصار سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • المسائل الفقهية التي انفرد بها الإمام الشافعي من دون إخوانه من الأئمة.
  • مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • النهاية أو الفتن والملاحم.

شاهد أيضًا: مؤلف كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور هو

علم التفسير

يُعرف علم التفسير في اللغة أنّه علمٌ يدور حول الكشف لغموض لفظ أو غير ذلك، ويعرّف اصطلاحًا بأنه كشف وبيان معاني ألفاظ القرآن الكريم وآياته وبيان المراد والمقصود منه، وهو من أهم وأعظم العلوم التي توصل الإنسان لفهم القرآن الكريم، وهو علمٌ يُرشد المسلمين لفهم كلام الله ووحيه المنزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيعينهم على تبيان المعاني واستخراج الأحكام منه، وقد بدأ علم التفسير منذ عهد النّبي ثمّ توسّع به بعض الصّحابة الكرام كعبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود، وقد مرّ بعدّة مراحل حتّى وصل لما هو عليه اليوم.[5]

شاهد أيضًا: مؤلف كتاب جامع البيان عن تأويل آي القرآن هو

أفضل كتب تفسير القرآن الكريم

قبل ختام الحديث عن من هو مؤلف كتاب تفسير القرآن الكريم العظيم إنّ علم التفسير علمٌ يوضّح لبني البشر المُراد والمقصود من آيات كتاب الله ودلالاتها، وإنّ كتب التّفسير كثيرة وعلماء التّفسير كثر، وهم من خيرة أهل العلم وأفضلهم، وذلك لما يحملونه من العلم في عقولهم وقلوبهم، ولما لهم من الفضل الكبير في توضيح معاني الآيات وأسباب نزولها للأمّة الإسلامية، ومن أشهر وأفضل كتب التفسير المعروفة، والتي ينبغي للمسلم أن يطّلع عليها ويعرفها هي:[6]

  • جامع البيان وتأويل القرآن لشيخ المفسرين ابن جرير الطبري.
  • تفسير ابن كثير.
  • الجامع لأحكام القرآن الكريم لأبي عبد الله محمد بن أحمد القرطبي.
  • تفسير البغوي.
  • تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، لعبد الرحمن ناصر السعدي.

شاهد أيضًا: من هو العالم الذي كتب في علم المكي والمدني

هنا نصل لنهاية مقال من مؤلف كتاب تفسير القرآن الكريم العظيم والذي وتمّ التّعريف فيه بابن كثير وملامح شخصيّته وصفاته، وعرّف المقال بكتاب تفسير القرآن العظيم ومنهج ابن كثير في تفسير القرآن الكريم، ثمّ عرض أقوال أهل العلم في ابن كثير وعرض أهمّ مؤلّفاته، وعرّف علم التفسير مبيّنًا أهمّ كتب تفسير القرآن الكريم.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *