من جوامع الكلم للنبي _صلى الله عليه وسلم _اجابته لسفيان الثقفي بقوله

من جوامع الكلم للنبي _صلى الله عليه وسلم _اجابته لسفيان الثقفي بقوله، فكل ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول فعل يعد مصدرًا من مصادر التشريع للأمة الإسلامية، ويسمى بالسنة النبوية، المسلم المخلص لله عز وجل يحب نبيه الكريم ويتبع نهجه ويتقفى أثره إلى يوم الدين، وفي هذا المقال الذي نعرضه لكم من خلال موقع المرجع، سنذكر أحد الأقوال التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي سفيان بن أحمد الثقفي، والتي اعتبرها الصحابة رضوان الله عليهم وعلماء الأمة رحمهم الله من جوامع الكلم.

من جوامع الكلم للنبي _صلى الله عليه وسلم _اجابته لسفيان الثقفي بقوله

يطلق مصطلح جوامع الكلم على كل ما كان لفظه قليل ويدل على معاني كثيرة وعظيمة، وهذا فضل عظيم يهبه الله لمن يشاء وقد من به سبحانه وتعالى على رسوله الكريم، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (فُضِّلتُ على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون )[1]، ومن جوامع الكلم التي قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم لسفيان الثقفي:

• قُلْ: آمَنْتُ باللَّهِ، ثم اسْتَقِمْ.

حيث ورد في الحديث الشريف عن سفيان الثقفي: (قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، قُلْ لي في الإسْلامِ قَوْلًا لا أسْأَلُ عنْه أحَدًا بَعْدَكَ، وفي حَديثِ أبِي أُسامَةَ غَيْرَكَ، قالَ: قُلْ: آمَنْتُ باللَّهِ، ثم اسْتَقِمْ)[2].

شاهد أيضًا: حديث عن فضل يوم الجمعة وسننه

شرح حديث (قل آمنت بالله ثم استقم)

يشير رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف إلى الإيمان الصادق بالله عز وجل، ثم الاستقامة على الطريق الصحيح التي حثنا عليه ربنا عز وجل، وأن هذين الأمرين من مسببات النجاح والسعادة في الدنيا والآخرة، وكان الصحابة حريصون دائمًا على السؤال عن ما ينفعهم في الدنيا ويهديهم إلى طريق الفلاح والرشاد، وفي هذا الحديثِ يَسألُ الصَّحابيُّ سُفيانُ بنُ عبدِ اللهِ الثَّقَفيُّ رَضيَ اللهُ عنه النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلم عن العمل الذي ينال به النجاة في الدنيا والآخرة، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «قُلْ: آمَنْتُ باللهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ»، أي: قُل وأنتَ مُوقِنٌ بقَلبِكَ: آمنتُ باللهِ، ثُمَّ داوِم على هذا الإيمانِ وأنت مُستَقيمٌ على هَديه ومُقتَضاهُ، والاستِقامةُ جامِعَةٌ للإتيانِ بجَميعِ الأوامِرِ، والانتِهاءِ عن جَميعِ المَناهي، فالمُعوَّلُ عليه هو الثَّباتُ على الإيمانِ مع الاستِمرارِ على العَملِ الصَّالِحِ الذي يَهدي صاحِبَه إلى الطَّريقِ المُستَقيمِ، ومن بُشرَياتِ الاستِقامةِ ما جاء في قَولِ اللهِ تَعالَى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}[3]، وقال عزَّ وجلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[4].

وفي ختام مقالنا الذي بعنوان من جوامع الكلم للنبي _صلى الله عليه وسلم _اجابته لسفيان الثقفي بقوله، قل آمنت بالله ثم استقم، هذا هوالقول الذي قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لسفيان الثقفي، ووضحنا أيضًا معنى الحديث.