حديث عن فضل قيام الليل في استجابة الدعاء

حديث عن فضل قيام الليل في استجابة الدعاء ففي هذه الأيام الفضيلة ترى العبد المسلم يسعى باحثاً عن أفضل العبادات والطاعات وأكثرها أجراً عند الله تعالى، بهدف التقرب من الخالق والاستغفار من الذنوب والخطايا، فما هو المقصود بقيام الليل وهل صلاة التراويح تغني عن قيام الليل، هو ما سوف نعلمه في موقع المرجع، الذي سيلقي الضوء على فضل قيام الليل، ويورد لكم بعض الأحاديث النبوية التي تحثنا عليه، ويعلمكم بكيفية قيام الليل في العشر الاواخر من رمضان.

قيام الليل

يقصد بقيام الليل إفراده كله أو جزء منه للطاعات والعبادة سواءً بالصلاة أو قراءة القرآن أو الذكر، فالقيام فيه عموم العبادات أما صلاة الليل فيها تخصيص بالعبادة، ورد عن السلف الصالح وصف قيام الليل بدأب الصالحين كما أنه تجارة المؤمنين عدا عن كونه عمل الفائزين، ففيه يتوجه المؤمنون لبارئهم بقلوب مطمئنةً إليه وجلةً من معصيته، سائلين المولى من فضله شاكين إليه همومهم، فالنفس في تلك اللحظات قائمةً تناجي بين يدي الله تعالى، متضرعةً إليه ومتوسلةً منه المزيد من الهبات والعطايا.

شاهد أيضًا: متى وقت صلاة القيام في العشر الاواخر من رمضان

حديث عن فضل قيام الليل في استجابة الدعاء

ورد ذكر قيام الليل على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً لشدة فضله في الوصال بين العبد وربه، ففي الليل يزهد عن الدنيا ويتعلق قلبه بالله أكثر، ولا يشغله عن الطاعة والعبادة شاغل، وعن فضل قيام الليل أخبرنا الرسول الكريم ما يلي:

  • قال الرسول الكريم: {أفضلُ الصيامِ بعدَ رمضانَ شهرُ اللهِ المحرَّمُ, وأفضلُ الصلاةِ بعدَ الفريضةِ صلاةُ الليلِ}.[1]
  • قال الرسول الكريم: {من قامَ بعشرِ آياتٍ لم يُكتَبْ مِنَ الغافلينَ ، ومن قامَ بِمئةِ آيةٍ كتبَ منَ القانتينَ ، ومن قامَ بألفِ آيةٍ كُتِبَ منَ المقنطِرينَ}،[2]الغافلين هم غفلوا عن ذكر الله تعالى، والقانتين هم المُواظِبينَ على العبادات والتَّائبِين من الذنوب والخاشِعينَ لله، أما المقنطرين فهم من ينالون الأجر بالقناطير.
  • قال الرسول الكريم: {إِنَّ ‌فِي ‌الْجَنَّةِ ‌غُرْفَةً ‌يُرَى ‌ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا، فَقَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: لِمَنْ أَلَانَ الْكَلَامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَبَاتَ لِلَّهِ قَائِماً وَالنَّاسُ نِيَامٌ}،[3] يدل الحديث على المنزلة التي أفرد الله تعالى بها عباده الصالحين القائمين في ليلهم.

شاهد أيضًا: ما يقال في الركوع والسجود في صلاة القيام

الحث على قيام الليل

حثنا الله تعالى على قيام الليل لفضله الكبير عن سواه من الطاعات، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[4]، وبما أنّ الليل هو وقت الراحة والسُّكون فانصراف العبد  للطاعات ببذل المشقة ثوابه أعظم، كما أمرنا نبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام بقيام الليل وحثنا عليه، بقوله الكريم: {أتاني جبريلُ ، فقال : يا مُحمَّدُ ! عِشْ ما شِئتَ فإنَّك مَيِّتٌ ، وأحْبِبْ من شِئتَ فإنَّكَ مُفارِقُه ، واعمَل ما شِئتَ فإنَّك مَجْزِيٌّ بهِ ، واعلَم أنَّ شرفَ المؤمنِ قيامُه باللَّيلِ ، وعِزُّه استِغناؤُه عن النَّاسِ}[5] ففي الحديث وصايا عظيمة نقلها الملك جبريل عليه السلام إلى رسولنا الكريم وجمل نافعة عن التكليف، فإن صرف النَّفْس عن الراحة وإتعابها بالعبادة وأفضل وأثوب عند الله تعالى.

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات قيام الليل في العشر الأواخر

فضل قيام الليل والاستغفار

إنّ قيام الليل للمؤمن بمثابة الاستغفار وإيعاد بالتوقف عن الذنوب والتفرغ للطاعات، ويمكن إيجاز فضل قيام الليل بما يلي:

  • قيام الليل يجعل العبد من عباد الرحمن المقربين له والصالحين.
  • لقيام الليل أجر مخفي لا يعلمه إلا الله تعالى.
  • قيام الليل يجعل العبد من القانتين الشاكرين لله على نعمه.
  • قيام الليل ينجي من النار ويقرب العبد من ربه.
  • قيام الليل خير وقت للدعاء وهو أحد أسباب دخول الجنة.
  • قيام الليل يحبب الله بعبده الملتزم بطاعته فيعجب منه ويضحك إليه.
  • قيام الليل فك عقدة الشيطان.
  • قيام الليل يقي من لفح نار جهنم.

شاهد أيضًا: صفة صلاة القيام في العشر الأواخر من رمضان

معجزات قيام الليل

إنّ قيام العبد ليله والتزامه بالطاعات له معجزات عظيمة الشأن، فجعله رسول الله عليه الصلاة والسلام من بين الفضائل الخمس، فقال فيه: {عليكمْ بقيامِ الليلِ فإنَّه دأبُ الصالحينَ قبلكمْ، وقربة إلى اللهِ تعالى، ومنهاة عنِ الإثمِ، وتكفير للسيئاتِ، ومطردة للداءِ عنِ الجسدِ}[6]، فقيام الليل يعتبر من أجل الأعمال تقرباً من الله وأكثرها فضلاً لذا حثنا الله عليه مع الاستدامة، ففيه سلامة الروح وصحة الجسد.

هكذا؛ وفي ظل اطلاعنا على معجزات قيام الليل، نصل بكم لختام مقالنا، وهو بعنوان حديث عن فضل قيام الليل في استجابة الدعاء، الذي تعرفنا عبر فقراته على معنى قيام الليل ومدى عمومه، كما اطلعنا على بعض الأدلة الواردة في حث العبد المؤمن عليه في القرآن والسنة، وعلى فضله أجره.

المراجع

  1. الإلزامات والتتبع , الوادعي ، أبو هريرة ، أخرجه مسلم (1163 ، 151 ،لا يضره إرسال شعبة لأن أبا عوانة ثقة فزيادته مقبولة ،
  2. نتائج الأفكار , ابن حجر العسقلاني، عبدالله بن عمرو ، 3/253 ، حسن لشواهده
  3. تخريج المسند , شعيب الأرناؤوط ، عبدالله بن عمرو ، 6615 ، حسن لغيره
  4. سورة السجدة , الآية (16 - 17)
  5. صحيح الجامع , الألباني ، جابر بن عبدالله وسهل بن سعد ، 73 ، حسن
  6. صحيح الجامع , الألباني ، بلال وأبو أمامة وأبو الدرداء وسلمان وجابر بن عبدالله ، 4079 ،صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *