كم عدد السور المكية والمدنية

كم عدد السور المكية والمدنية هو الموضوع الّذي سيحدّث عنه هذا المقال. فقد نزل القرآن الكريم مفرّقاً على رسول الله عليه الصّلاة والسّلام، واستمرّ بالنّزول مدّة ثلاثٍ وعشرين عاماً، أي خلال دعوته في مكذة المكرّمة، ومن ثمّ خلال المدّة الّتي عاشها في المدينة المنوّرة بعد أن هاجر إليها مع المسلمين، ويساعد موقع المرجع في معرفة عدد السورة المكية والمدنية، وماهي المبادئ الّتي اعتمد عليه العلماء في تصنيف السّور القرآنيّة، وكذلك يهتمّ ببيان خصائص القرآن وآداب تلاوته والضّوابط في سوره.

عدد سور القرآن الكريم

قد نزل القرآن الكريم على النّبيّ محمّد -عليه الصّلاة والسّلام- وهو في غار حراء، حيث نزل الوحي عليه بأمرٍ من الله تبارك وتعالى، وعلّم رسول الله سورة العلق، فكانت أوّل سورةٍ نزلت من القرآن الكريم، وقد بلغ عدد السّور القرىنيّة الّتي نزلت على النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- مائةً وأربع عشرة سورة، حيث اتّفق جمهور العلماء في هذه المسالة،كما نفوا بعض الأقوال الّتي تشير إلى أنّ سورة الأنفال وسورة التّوبة هما سورةٌ واحدةٌ لا سورتان، كذلك القول الشّائع بأنّ سورتي العلق والنّاس هما واحدةٌ لا اثنتان، وهذه السّور المائة والأربعة عشرة، هي السّور الّتي جمعت في المصحف العثمانيّ على يدي صاحبيّ رسول الله -رضي الله عنهما- عثمان بن عفّان وأبو بكر ٍالصّدّيق، في عهد الخلافة الرّاشديّة، وقد اجتهد العلماء في تصنيف السّور القرآنيّة الكريمة، إن كانت قد نزلت في مكّة أو في المدينة، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: ترتيب سور القران الكريم بحسب المصحف

كم عدد السور المكية والمدنية

إنّ عدد السّور المكية كما ذكر عن أهل العلم هو اثنتين وثمانون سورة، أمّا السّور المدنيّة فعددها هو عشرون سورة. ويبقى من عدد سور القرآن الكريم اثتني عشرة سورة، وفيها قد اختلف العلماء المسلمون فيما إذا كانت مدنية أو مكية، حيث اجتهد علماء الأمّة الإسلاميّة في دراسة القرآن وعلومه وضوابطه، فقسموا السّور القرآنيّة الكريمة لسورٍ مكية ومدنية، وفقاً إلى مبادئ واصطلاحاتٍ اعتمدوها في ذلك، وقد اختّص كلّ قسمٍ منهما بذكر أمور ٍتختلف عن الآخر.[2]

السور المكية

السور المكية هي السّور والآيات الكريمة الّتي نزلت في مكّة المكرّمة، وما حولها من ضواحي وقرى. وذلك قبل هجرة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- مع أصحابه الكرام إلى المدينة المنورة. حيث بلغ عددها اثنتين وثمانين سورة. وقد تناولت المواضيع الّتي تتحدّث عن إنذار المشركين من غضب الله تعالى وعذابه الّذي وعدهم به في الآخرة، كما جاءت فيها الدّعوات لرسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- وأصحابه للثّبات على دين الله تعالى، والأمر بالصّبر على الأذى والمعاناة من مشركي مكّة وكفرتها، وكذلك تناولت أحداث يوم الحساب والنّشور وأهواله،[2]

السور المدنية

أما السور المدنية هي السّور الّتي نزلت على رسول الله في المدينة المنوّرة وما حولها. وذلك بعد الهجرة من مكّة المكرّمة. و كذلك بلغ عددها عشرون سورةً فقط. وقد تناولت أسس وقواعد الشّريعة الإسلاميّة، والأمور والإجراءات الّتي تنظّم شؤون المسلمين، وتضع حجر الأساس لبناء الدّولة الإسلاميّة العظيمة، والله أعلم.[2]

اصطلاحات العلماء في المكي والمدني

اعتمد العلماء المسلمين على مصطلحين اثنين في تصنيف السّور القرآنيّة إلى مكيّة ومدنيّة، وهذان المصطلحين مبدأيهما متعاكسين تماماً، وسيذكر فيما يأتي المصطلحين اللّان اعتمدوهما وشرحهما بشكلٍ وافٍ:[3]

  • المصطلح الأوّل: هو المصطلح الّذي يعتمد فيه بشكلٍ أساسيٍّ على العنصر المكانيّ بشكلٍ كلّيٍّ، ويهمّش العنصر الزّمانيّ، حيث تكون السّور المكية في هذا المصطلح هي كلّ ما نزل في مكّة المكرّمة وما حولها من ضواحٍ كمنىً وعرفات، أمّا السّور المدنيّة فهي السّور الّتي نزلت بالمدينة المنوّرة وما يحيط بها من قرى وضواحي.
  • كذلك المصطلح الثّاني: هو المصطلح الّذي يعتمد فيه على العنصر الزّمانيّ لا المكانيّ إطلاقاً، حيث تعرف فيه السّور المكيّة على أنّها السّور الّتي نزلت قبل الهجرة النّبويّة أينما كان مكان نزول السّورة سواءً في المدينة أو مكة، أو أي مكانٍ آخر، والسّور المدنيّة هي السّور الّتي نزلت بعد أن أذن الله -جلّ وعلا- لرسوله الكريم وصحابته بالهجرة من مكّة إلى المدينة المنوّرة، فقد همّش العلماء في هذا المصطلح العنصر المكانيّ كلّيّاً.
  • لكنّ أغلب العلماء يعتمدون المصطلح الأوّل وهو أصحّهما وأفضلهما والله أعلم.

فوائد معرفة السور المكية والمدنية

استنبط علماء الأمّة الإسلاميّة العديد من الفوائد، والّتي نتجت عن تصنيفهم سور القرآن الكريم وتقسيمهم لسور مكيّة ومدنيّة، مع أنّ هذا لم يكن مأثوراً عن النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- أو عن السّلف الصّالح حتّى، فالفوائد من معرفة السور المكيّو والمدنيّة هي:[3]

  • دراسة تاريخ الدّعوة الإسلاميّة، ومعرفة كلّ مرحلةٍ من مراحلها.
  • كذلك فهم الآيات القرآنيّة ومضامينها، واستيعاب أحكامها وخصائصها.
  • تسهيل معرفة الآيات النّاسخة والمنسوخة في الأحكام القرآنيّة، حيث تساعد معرفة تاريخ نزول السّور في ذلك.
  • و كذلك الإلمام بالأسباب وبالأحوال والظّروف الّتي استدعت نزول الآيات الكريمة.
  • إثبات الارتباط الوثيق والمتين بين الرّوايات المتعدّدة في السيرة النّبويّة، وبين القرآن الكريم والسّنّة المباركة.
  • كذلك التحقّق من أنّ الطّريقة الّتي سارت عليها الدّعوة الإسلاميّة، هي التحجّج بالبراهين، وكذلك بالإقناع والحوارات والمناقشات والله ورسوله أعلم.

ضوابط السور المكية

لمعرفة السّور المكيّة من السّور المدنيّة، وجب التّنويه إلى بعض الضّوابط الّتي تميّزهما عن بعضهما، ويسهل بها التّفريق بين السّور المكيّة والسور المدنية على حدٍّ سواء، فضوابط القسم المكّيّ هي:[4]

  • لم ترد كلمة (كلّا) إلّا في السّور المكيّة، حيث وُجّهت للمشركين الجبابرة من باب التّهديد والتّعنيف.
  • كذلك لم ترد قصّة آدم مع إبليس إلّا بالسّور المكّية باستثناء سورة البقرة فهي مدنيّة.
  • ابتداء السّور بالحروف الأبجديّة لم يكن إلّا بالسّور المكيّة عدا سورتي البقرة وآل عمران فهما مدنيّتان.
  • و كذلك ورود جميع السّجدات في القرآن الكريم في السّور المكيّة فقط.
  • ذكر قصص الأنبياء وقصص الأمم السّابقة لم يرد إلّا في السّور المكّيّة عدا سورتي البقرة وآل عمران.

ضوابط السور المدنية

كذلك بعد بيان كم عدد السور المكية والمدنية وبيان ضوابط السور المكية لا بدّ من الخوض في ذكر ضوابط السور المدنية. فللقسم المدنيّ ضوابط ومميّزات كثيرة، ومنها:[4]

  • ورود جميع الحدود والأحكام الشّرعيّة والفروض في السّور المدنيّة.
  • كذلك ذكر المنافقين وأحوالهم لم يرد إلّا بالسّور المدنيّة باستثناء سورة العنكبوت فهي مكّيّة.
  • ذكر الأمر والإذن بالجهاد وأحكام الصّلح والمعاهدات لم يكن إلّا في السّور المدنيّة والله أعلم.

شاهد أيضًا: أسماء سور القرآن الكريم ومعانيها وترتيب سور القران حسب النزول وفضائلها

خصائص القرآن الكريم

فإنّ القرآن الكريم هو أعظم المعجزات الّتي أيّد الله تعالى بها نبيّه عليه الصّلاة والسّلام، وقد تفرّد واختصّ بالعديد من الأمور الّتي تجعله استثنائيّاً ومختلفاً عن باقي الكتب السّماويّة الّتي سبقته ومن هذه الخصائص:[5]

  • ذكر قصص الأنبياء وأخبار الأمم السّابقة.
  • ورود بعضٍ من الأخبار الغيبيّة والأحداث المستقبليّة.
  • الإعجاز الّذي يتجلّى بآياته على جميع المستويات من الإعجاوز البلاغيّ والتّصويريّ وغيرهما.
  • ثبات العديد من الأسماء والصّفات العظيمة له.
  • يأتي شفيعاً يوم القيامة لمن اتذبعه وحافظ على تعاليمه ودوام تدبّر آياته.
  • لا ينسب القرآن الكريم لغير الله تبارك وتعالى.
  • تلاوته وقراءته عبادةٌ عظيمةٌ.
  • في تلاوته الأجر العظيم وفي الاستماع إليه الفضل الجزيل.
  • تكفّل الله -سبحانه وتعالى- بحفظه إلى قيام السّاعة.
  • هو آخر الرّسالات والكتب السّماويّة.
  • الهيمنة على الكتب السّماويّة السّابقة ونسخها وإبطال أحكامها.

آداب تلاوة القرآن الكريم

إنّ أحد خصائص القرآن الكريم أنّ تلاوته عبادةٌ عظيمة، وعدّها الإسلام من أجلّ وأعظم القربات لله سبحانه وتعالى، وجعل الله فيها الأجر العظيم والخير الكثير في الدّنيا والآخرة، فينبغي للمسلم إن أراد تلاوة القرآن الكريم أن يلتزم بعض الآداب عند تلاوته فللقرآن حقٌّ على المسلم ومن هذه الآداب:[6]

  • الطّهارة في المكان والثّوب والبدن.
  • نظافة الفم وزكاوة رائحته.
  • استقبال القبلة عند التّلاوة.
  • إخلاص النّيّة لوجه الله تبارك وتعالى.
  • التّفاعل مع الآيات الكريمة وتدبّرها ومحاولة استيعاب أحكامها.
  • الاستعاذة قبل الشّروع بالتّلاوة.
  • اجتناب الملهيات عن التّلاوة كالضّحك والأكل أو الشّرب.
  • خشوع القلب وحضوره مع ترتيل اللسان للآيات.

شاهد أيضًا: كم عدد صفحات القران الكريم

كم عدد السور المكية والمدنية مقالٌ أشار إلى أنّه لم يكن من المأثور عن رسول الله أو صحابته تصنيفٌ لسور القرآن الكريم. لكنّ تصنيفها لمدنيّة ومكيّة، كان من اجتهاد العلماء المسلمين، لما فيه من الفوائد العديدة، والّتي قد ذكرها المقال كاملةً ،كما ذكر الاصطلاحات الّتي اعتمدها العلماء في التّصنيف، وكذلك جاء في هذا المقال آدجاب تلاوة القرآن وخصائصه، وضوابط السّور المكيّة والمدنية.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *