هل يجوز صوم عاشوراء بدون نية ابن عثيميين

هل يجوز صوم عاشوراء بدون نية ابن عثيميين؟ يعتبر عاشوراء من أفضل الأيام عند المسلمين، حيثُ إنّ لصيامه أجر وفضل عظيم، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصوم عاشوراء وهذا ما دلَّت عليه العديد من الأحاديث الصحيحة، كما أن النية هي ركن من أركان العبادات، حيث إنّ الأعمال بالنية، فلا تصح جميع العبادات الشرعية إلا بوجود النية فيها، لذا سوف يقدم موقع المرجع لزواره الكرام في هذا المقال حكم صوم عاشوراء بدون نية لابن عثيمين.

هل يجوز صوم عاشوراء بدون نية ابن عثيميين

يجوز،  وهذا مما لا خلاف به بين أهل العلم، حيث ثبت عن الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- جواز صيام أيام النافلة غير المفروضة بدون نية، بحيث إنَّ صيام النافلة لا يحتاج نية مُسبقة، وبناءً على ذلك فلا يُشترط لصحته تبييت النية من الليل، بل يجوز للمسلم أن ينوي صيامه خلال النهار إذا لم يتناول أيّ نوع من المفطرات بعد طلوع الفجر، بدليل ما روت السيّدة عائشة -رضي الله عنها- عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: “دَخَلَ عَلَيَّ النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- ذَاتَ يَومٍ فَقالَ: هلْ عِنْدَكُمْ شيءٌ؟ فَقُلْنَا: لَا، قالَ: فإنِّي إذَنْ صَائِمٌ”^[1][2].

اقرأ أيضًا: هل يجوز صوم عاشوراء بدون نية ابن باز

هل يجوز صيام يوم عاشوراء بنية القضاء

يجوز، حيث أوضح ابن باز -رحمه الله- بأنّ المسلم يستطيع صيام عاشوراء بنية القضاء عن ما فاته من شهر رمضان المبارك، بحيثُ أنّ قضاء الصّوم الواجب أهم من النوافل، كما يمكن أيضًا صيام تاسوعاء وعاشوراء واليوم الحادي عشر من شهر الله المحرم بنية القضاء وله أجران بإذن الله، فقد قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: “من صام يوم عرفة، أو يوم عاشوراء وعليه قضاء من رمضان فصيامه صحيح، لكن لو نوى أن يصوم هذا اليوم عن قضاء رمضان حصل له الأجران: أجر يوم عرفة، وأجر يوم عاشوراء مع أجر القضاء”.^[3]

اقرأ أيضًا: مراتب صيام عاشوراء وفضله

هل يجوز صيام يوم عاشوراء بنيتين

هناك خلاف بين العلماء فيما يخصّ الصوم بنيتين، نظرًا لكونها تقع تحت مسمى التداخل بين العبادات، حيث ينبغي صيام هذا اليوم بنية قضاء رمضان لأنه الأولى، والرجاء من الله نيل ثواب عاشوراء، صيام القضاء أهم من النافلة،  فقد أوضح الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- بأن من صام عاشوراء وعليه قضاء من رمضان فصيامه صحيح، ولكن لو نوى أن يصوم هذا اليوم عن قضاء حصل له الأجران بإذن الله وهما أجر القضاء، وأجر يوم عاشوراء.^[4]

نعم، حيثُ إنّ صيام يوم قبل أو بعد عاشوراء هو من السنن الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حيث يعود السبب في صيام يوم قبل أو بعد عاشوراء من أجل مخالفة اليهود، ففي الحديث عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أيضًا قال: “حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ قَالَ، فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ”^[6][7]