معنى لا تزول قدما عبد يوم القيامة
جدول المحتويات
معنى لا تزول قدما عبد يوم القيامة، تشكل بعض النصوص الدينية بما فيها من فصاحة وبلاغة غرابة لغير المتقنين للغة العربية، فيجدون صعوبة في فهمها مع أنها كانت بسيطة يسيرة على الأفهام في العهد الذي قيلت فيه. وأحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيها من البساطة والسلاسة ما لم يجادل به أحد من القدماء. في هذا المقال يقدم موقع المرجع إيضاحا لمعنى حديث لا تزول قدما عبد يوم القيامة، وذلك من خلال التطرق إلى مدى صحة الحديث وثبوته عن النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، ثم شرح معنى الحديث من البداية وحتى النهاية.
صحة حديث لا تزول قدما عبد
ورد ذكر حديث الرسول الكريم هذا في مصادر عدة، تناوله ما صحَّ منها بمعنى واحد ولفظ متشابه يكاد يكون متطابقًا في جميع المصادر التي صح سند الحديث فيها. ومن تلك المصادر ما جاء في سنن الترمذي، وصحيحه، وصحيح الجامع، وفي مجموع فتاوى ابن باز، وفي صحيح الترغيب، وتخريج سير أعلام النبلاء، وكذلك في صحيح الترغيب الذي أورده بإسنادٍ حسنٍ صحيح. ومن الروايات التي ورد فيها الحديث بإسناد صحيح ما جاء في صحيح الترمذي من قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم “لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يسألَ عن عمرِهِ فيما أفناهُ، وعن عِلمِهِ فيمَ فعلَ، وعن مالِهِ من أينَ اكتسبَهُ وفيمَ أنفقَهُ، وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ”[1].
شاهد أيضًا: شرح حديث من سن في الإسلام سنة حسنة
معنى لا تزول قدما عبد يوم القيامة
ومعنى قول الرسول (لا تزول قدما عبد يوم القيامة) فيه إشارة إلى استحالة انقضاء يوم الحساب دون أن يسأل كل إنسان عما صنع فيما أعطاه الله من أرزاق، ومن خلال تتمة الحديث يمكن فهم المقصود منه ببساطة ويسر، فقد لجأ النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى أسلوب التبسيط والإيضاح من خلال تفنيد الأمور التي سيسأل عنها الناس يوم القيامة:
- العُمر: وهو أثمن هدية وهبها الله للإنسان، إذ جعله موجودا كائنا يملك الإرادة والحياة، لذلك يسأل المرء عنه لأنه مسؤولية وتكليف جوهره تشريف.
- العِلم: لقد أوصى الله عباده بالعلم، واختص العلماء منهم فهم إليه أقرب ولليقين به أسرع، والعلم مسؤولية يجب الحفاظ عليها واستعمالها فيما يرضي الله وينفع البشرية ولا يؤذيها.
- المال: المال أساس الحياة والاستمرار، وهو رزق من الله يوزعه على عباده بمقدار لحكمة لا يعلمها سواه، وفي سعة الرزق امتحان للعبد كي يرى فيما سينفق رزقه، وهل سيستحقه وينفق منه على الفقراء أم سيبذر فيه ويجعله وسيلة لفعل المحرمات.
- الجسم: وضع الله تعالى تشريعات مهمة لحفظ البدن وصون النفس، فحرم على الإنسان كشف مواطن من جسده وحرم عليه الجماع دون زواج شرعي، وحرم عليه استعمال جسده للأذى والسرقة وغيرها من الأمور، لذلك فإن كل إنسان سيسأل يوم القيامة عما فعل في بدنه وإذا ما كان قد حفظه أم لا.
شاهد أيضًا: من هو القتات في حديث لا يدخل الجنة قتات
شرح حديث لا تزول قدما عبد
فجوهر الحديث يتناول المسؤولية موضوعا له، فقد نبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من خلال نص الحديث إلى مقدار مسؤولية العبد تجاه كل النعم التي وهبه الله إياها، وهو تنبيه يوجب عدم الاستهتار في الأفعال والأقوال وفيما يفعل الإنسان بالعمر والمالز وإنها جميعا نعمٌ من الله ونعمة الله حقها أن تشكر بالحفظ والرعاية وبأن تكون بابا ينال به رضا الله تعالى بالتزام الطاعات وترك الكبائر والمحظورات، وبذلك تدوم النعم وتحفظ في الدنيا والآخرة فتكون سببا في سعادة المرء بدل أن تصبح مفتاحا لشقائه وأذى نفسه.
شاهد أيضًا: حديث عن الصلاة عن النبي
حديث لا تزول قدما عبد بالصور
ترك الني المصطفى كلاما شريفا يستضاء بهديه إلى يوم القيامة، واختلفت اليوم طرائق الناس في تعاطيهم مع النصوص الدينية، حيث أصبحوا يتبادلون صورا تضمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي طمعا بالأجر والمثوبة من الله ورغبة في نشر الهداية والصلاح بين الناس. وفي حديث الرسول المذكور أعلاه معانٍ جميلة رائعة تلهم الناس ليستفيقوا من غفلتهم، لذلك يستحب نشر مثل هذه الأحاديث في عصر خفت فيه صوت الحق وعلا صوت الباطل:
بهذه الصور يكون ختام المقال الذي قدم محاولة متواضعة لتبسيط معنى لا تزول قدما عبد يوم القيامة، فعرض المقال لصحة الحديث المروي عن الرسول المصطفى، وأدرج إحدى روايات الحديث صحيحة السند، ثم قدم المقال شرحا موجزا لمضمون الحديث، تبعه تعقيب عن الغرض منه.
التعليقات