فضل قراءة سورة البقرة يوميا والاستغفار

فضل قراءة سورة البقرة يوميا والاستغفار من الأمور التي لطالما بحث عنها المؤمنون على شبكات الانترنت، فالمرء المؤمن بفطرته يسعى دائماُ لانتهال ما استطاع من الخيرات والحسنات في يومه، ويهتم موقع المرجع في بيان الفضل الكبير التي تحمله سورة البقرة من خلال قراءتها بشكلٍ يوميّ، وذلك إلى جانب الاستغفار.

سورة البقرة

إنّ سورة البقرة من السبع الطوال في القرآن الكريم، وهي السورة الثانية في ترتيب سور المصحف الشريف بعد سورة الفاتحة، وفي بيان مكيّتها من مدنيّتها فهي سورةٌ مدنيّةٌ بكاملها، نزلت على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في مكّة المكرّمة بعد الهجرة إلى المدنية، وقد نقل ذلك على إجماع أهل العلم وعدد من مفسري هذا القرآن العظيم، وقد أطلق على هذه السورة اسمين اثنين:[1]

• سورة البقرة: وهو ما ورد في الحديث الصحيح لأبي مسعود عقبلة بن عمرو -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ“.[2]
• وكذلك سمّيت بالزهراوين: وذلك مع سورة آل عمران، وهو ما رواه أبو أمامة الباهليّ -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ”.[3]

شاهد أيضًا: كم عدد ايات سورة البقرة

فضل قراءة سورة البقرة يوميا والاستغفار

قد شرع الله -سبحانه وتعالى- على المؤمنين قراءة القرآن، والإكثار من ذكره سبحانه وتعالى. ولعلّ أفضل الذكر هو قراءة القرآن الكريم، والاستغفار. وقد ورد عن النّاس فضل قراءة سورة البقرة يوميا والاستغفار لهما من العجائب ما لا يخطر على قلب بشر.

وكما أنّ لها فضلٌ عامٌّ في العبادة وما يترتّب عليها من الخيرات، فإنّ لها فضلٌ خاصٌّ بهما. فمن الناس من يلازم قراءة سورة البقرة والاستغفار يوميًا بنيّة الزواج، ومنهم من يفعل ذلك بنيّة الرزق، وحاشى لله أن يردّ سائله. ولكن لا بدّ من الإشارة إلى أنهّ لم يرد في ملازمتهما سويًا يوميًا من الفضائل التي يبحث عنها العبد في السنة النبوية الشريفة، والله ورسوله أعلم.

فضل قراءة سورة البقرة يوميا والاسغفار بنية الزواج

وكذلك شرع الإسلام الزواج، والزواج من الأمور المحتومة كالأرزاق، فهي مقسومةٌ للعبد لن يموت قبل نيلها. وقد يتأخر زواج العبد المؤمن فيبحث عن وسيلة الخير التي من خلالها قد يكتب الله له قسمته من الزواج، ونزولاً عند ذلك قد يبحث المرء عن فضل قراءة سورة البقرة يوميا والاستغفار بنية الزواج، وقد وجبت الإشارة إلى أنّه لم يرد في الأثر فضل خاص بملازمتهما يوميًا بقصد الزواج، وإنّما يقوم بهما المرء للحصول على الفضل العام لهما، وهو:[4]

• أنّ الاستغفار لله سبحانه واحدٌ من أهمّ الأسباب التي تجلب الأرزاق. قال تعالى في سورة نوح: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}.[5]
• وكذلك قراءة القرآن بشكلٍ عام، وسورة البقرة بشكلٍ خاصّ، هي من الأمور التي تجلب الطمأنينة والسعادة. ولها أثرٌ كبيرٌ في التخلص من القلق والهموم.

فضل قراءة سورة البقرة يوميا والاستغفار بنية الرزق

وكذلك لم يرد في السنة النبوية عن فضل قراءة سورة البقرة يوميا والاستغفار بنية الرزق على وجه الخصوص. وإنّما على المؤمن أن يتّق الله تعالى، ويلتزم عبادته وطاعته. وأن يكثر من الإلحاح لله سبحانه في الدعاء، وذلك في أوقات الدعاء المستحبة.

ولكن ممّا لا شكّ فيه أنّ الاستغفار لوحده وملازمته هو واحدٌ من أهم أسباب حصول الرزق. قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}.[5] وإذا تأخّر الرزق على المؤمن بعد ملازمته للاستغفار، فما هو إلا امتحانٌ من الله لعبده، ليختبر حبّه له وصبره على بلاءه والله ورسوله أعلم، وقد أفلح الصابرون.[6]

فضائل سورة البقرة

إنّ سورة البقرة من السور العظيمة في القرآن الكريم، وكذلك هي أطول سور القرآن الكريم، وقد جعل الله سبحانه وتعالى لها الفضل الكبير، وخصّها بخصائص تميّزها عن بقيّة السور، ومن فضائل سورة البقرة وخصائصها:[1]

• تنفير الشيطان: فالبيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا تدخله الشياطين، وهو ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ“.[7]
• البركة يوم القيامة: فهي تدافع عن قارئها يوم القيامة، وهو ما رواه أبو أمامة الباهلي-رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ”.[3]
• وكذلك كان الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- يعظموا قارئها، فقد روي في الصحيحين: “عن أنسٍ رضي اللهُ عنهُ كانَ الرَّجلُ إذا قرأَ البقرةَ وآلَ عمرانٍ جدَّ فينا“.[8]

شاهد أيضًا: فضل قراءة اخر ايتين من سورة البقرة

من عجائب قراءة سورة البقرة

إنّ الخوض في بيان فضل قراءة سورة البقرة يوميا والاستغفار يدفع إلي بيان العجائب التي تفرضها قراءة سورة البقرة، فقد ورد الكثير من القصص والفضائل لهذه السورة العظيمة، ومن عجائب قراءة سورة البقرة:[9]

• أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال فيها: “تَعلَّموا سورةَ البَقَرةِ؛ فإنَّ أخْذَها بَرَكةٌ، وتَرْكَها حَسْرةٌ، ولا تَستَطيعُها البَطَلةُ”.[10]
• كانت إحدى المؤمنات واقعةٌ في الضيق ولا تواطئ زوجها على مرّ العام. فبدأت تقرأ البقرة في قيام الليل في كلّ ليلة، فما لبث الله أن شرح لها صدرها وأعاد لها حياتها الطبيعيّة.
• وفي الوقت نفسه ورد في الصحيح من الحديث أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “إِنَّ اللهَ كتب كتابًا قبلَ أنْ يَخْلُقَ السمواتِ والأرضَ بِألفَيْ عَامٍ ، أنْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ ، خَتَمَ بِهما سورةَ البَقَرَةِ ، لا يقْرَآنِ في دَارٍ ثلاثَ لَيالٍ فَيَقْرَبُها شَيْطَانٌ“.[11]

حكم قراءة سورة البقرة أربعين يوما لقضاء الحاجات

لم يرد في السنة النبوية الشريفة عن فضل قراءة سورة البقرة يوميا والاستغفار دليلٌ ثابت. وكذلك قراءة هذه السورة لأربعين يوم. وعلى ذلك فإنّ حكم قراءة سورة البقرة أربعين يوما لقضاء الحاجات هو من المحدثات. وذلك لأنّ التخصيص بسور القرآن الكريم بدون دليل يعدّ من المحدثات، والله ورسوله أعلم.[12]

مقاصد سورة البقرة

سورة البقرة كغيرها من سور القرآن الكريم تحمل بين طيّاتها عديد المقاصد، ومن أهمّ مقاصد سورة البقرة:[1]

• التشريع الإسلامي: بيانه وتوضيح جوانبه، في العبادات التي شرعها الله سحبانه. وبالمثل في الأحوال الشخصية للمسلمين، والمعاملات في الأموال، وحدود الله، وغيرها.
• العقيدة الإسلامية: فقد اهتمّت السورة بالجانب العقدي. حيث أوضحت للمسلمين أصول العقيدة، وذكرت عديد الأدلة في التوحيد، وكذلك ذكرت البراهين على البعث يوم القيامة.

أهمية الاستغفار في حياة المسلم

الاستغفار هو أن يطلب العبد المغفرة من خالقه عزّ وجلّ، ولعلّ هذه العبادة لها أهميّة بالغة وفضلٌ عظيم يعود بالنفع الكبير على المرء، ومن أهمية الاستغفار في حياة المسلم:[13]

• أولاً: يخرج فيه العبد من المكروهات والنواقص من العمل ويتجه إلى المحبوب من الأعمال وأكملها.
• وثانيًا: كذلك يرفع الله سبحانه به العبد من المقامات الدنيا إلى العلى.
• وثالثًا: كذلك يكفر الله به سيئات المؤمنين ويرفعهم درجات.
• ورابعًا: قد يعدّ الاستغفار من أهم أسباب جلب الرزق وسعته.
• وخامسًا: كذلك كونه من أسباب جلاء الحزن من القلب وبياضه.
• وسادسًا: كما يساعد المرء على الحصول على القوة في البدن.
• وسابعًا: هو سببٌ من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب.
• وثامناً: كذلك يعدّ سببًا لكسب محبة الله سبحانه ورضاه.

فضل قراءة سورة البقرة يوميا والاستغفار مقالٌ فيه تمّ الحديث عن سورة البقرة والتعريف بها قبل كل شيء. بالإضافة إلى ذلك بيّن الفضل الخاص لكل من سورة البقرة والاستغفار. وكذلك تمّ الحديث عن مقاصد السورة، وبيان حكم قرائتها لأربعين ليلة. وفي الختام تمّ بيان أهمية الاستغفار في حياة المسلم.