حكم صيام الست من شوال قبل القضاء

حكم صيام الست من شوال قبل القضاء إنَّ شهر شوال هو الشهر العاشر من السنة الهجرية ويأتي بعد شهر رمضان المُبارك، وأول يوم فيه يُصادف عيد الفطر المُبارك، وهو من الأشهر العظيمة التي اختصها الله -سبحانه وتعالى- بعبادات خاصة كصيام ستة أيام منه، وبداية الحج تكون في هذا الشهر حيث يعد أول شهر من أشهر الحج، وفي هذا المقال سوف يقدم لنا موقع المرجع شرحًا مفصلًا حول أحكام صيام الست من شوال وفضل صيام هذه الأيام وغيرها.

حكم صيام الست من شوال قبل القضاء

إنَّ صيام الست من شوال قبل القضاء جائز وهو صحيح على مذهب جمهور الفقهاء والعلماء، وجائز بلا كراهة عند الحنفية، وجائز مع الكراهة عند المالكية والشافعية، والراجح من القول أنه جائز بلا كراهة لأن القضاء موسع يجوز فيه التراخي، وصيام الست قد يفوت فيفوت فضله، والله أعلم[1].

فضلُ صيامِ الست من شَوال

لصيام الست من شوال فضل عظيم و أجر كبير أولها امتثال أوامر النبي -صلى الله عليه وسلّم- واتباع سنته وهديه فقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: “مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ“[2]،ذلك أن من صامها بعد رمضان يكتب له أجر صيام سنة كاملة، وذلك لأنَّ الحسنة بعشرة أمثالها فصيام شهر رمضان يعادل صيام عشرة أشهر وصيام ستة أيام بشهرين فذلك صيام سنة، وفي صيام هذه الأيام فائدة مهمة هي تعويض النقص الحاصل في شهر رمضان إذ لا يخلو الصائم من حصول تقصير أو ذنب يؤثر على صيامه ويوم القيامة يُؤخذ من النوافل لجبران نقص الفرائض كما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ أوَّلَ ما يُحاسَبُ الناسُ به يومَ القيامةِ مِن أعمالِهم الصَّلاةُ، قال: يقولُ ربُّنا عزَّ وجلَّ لملائكتِه -وهو أعلَمُ-: انظُروا في صلاةِ عبدي أتَمَّها أم نقَصَها؟ فإنْ كانتْ تامَّةً كُتِبتْ له تامَّةً، وإنْ كان انتقَصَ منها شيئًا، قال: انظُروا، هل لعبدي مِن تطوُّعٍ؟ فإنْ كان له تطوُّعٌ قال: أَتِمُّوا لعبدي فريضتَه مِن تطوُّعِه. ثمَّ تؤخَذُ الأعمالُ على ذاكم”[3].

شاهد أيضًا: هل يجوز الجمع بين صيام الست من شوال والايام البيض

كيّفيةُ صيامِ الست من شوال

و الآن بعد أن اتضح ما حكم صيام الست من شوال قبل القضاء سنتعرف عن كيفية صيام هذه الأيام الست، الصيام في هذه الأيام لا يختلف عن غيره من الأيام ولا يوجد أيام محددة بذاتها، بل يختار المسلم الأيام التي يريدها من هذا الشهر سواءً كانت في أول الشهر أو منتصفه أو آخره، ويمكن أن يصومها متتابعة و يمكن أن يصومها متفرقة، وإن بادر إلى صومها متتابعة في أول الشهر فإن ذلك أفضل من باب المسارعة إلى الخيرات، ويمكن للمسلم أن يصومها بعض السنين ويتركها سنين أخرى، لأنها نافلة تطوع وليست فريضة، فالأمر فيه سعة والحمد لله، والله أعلم[4].

هل يجوزُ الجمع بين نيةِ قضاءِ رمضان والست من شوال

لا يصح الجمع بنية واحدة بين قضاء رمضان و صيام الست من شوال لأنَّ كل منهما عبادة مستقلة عن الأخرى مقصودة بذاتها، تحتاج إلى نية خاصة في أيام مخصوصة[5]،فصيام شهر رمضان وكذلك قضاؤه مقصود لذاته، وصيام ست من شوال مقصود لذاته فهما معًا كصيام الدهر، ولذلك فلا يصح التداخل والجمع بينهما بنية واحدة، وأما إن صام المؤمن ما عليه من رمضان في شهر شوال واكتفى بقضاء ما فاته عن صيام الستة فإنَّه يحصل على ثوابها لكون هذا الصيام قد وقع في شهر شوال، و لكنه لا يحصل على الثواب الكامل المترتب على اتباع رمضان بصيام ست من شوال[6]،والله سبحانه وتعالى أعلم.

هل يجوزُ الإفطار في صيام الست من شوال

صيام الست من شوال هو صيام نافلة، ويصح للمؤمن أن يفطر متى شاء في صيام النافلة مع أنَّ الأفضل ألا يفطر إلى لأسباب شرعية مثل المرض، أو التعب الشديد، أو شدة الحر، أو نزول ضيف، أو زواج أو غيره مما يجبره على الإفطار، فالأمر فيه سعة ولكن الأفضل للمسلم أن يتم صومه، وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلّم-:”أدَخَلَ عَلَيَّ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ فَقالَ: هلْ عِنْدَكُمْ شيءٌ؟ فَقُلْنَا: لَا، قالَ: فإنِّي إذَنْ صَائِمٌ ثُمَّ أَتَانَا يَوْمًا آخَرَ فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، أُهْدِيَ لَنَا حَيْسٌ فَقالَ: أَرِينِيهِ، فَلقَدْ أَصْبَحْتُ صَائِمًا فأكَلَ”[7]،والله سبحانه وتعالى أعلم[8].

قد يهمك أيضًا: هل يجوز الإفطار في صيام القضاء بسبب الجوع

مقالات مقترحة

نرشح لك المقالات التالية:

وبذلك وفي نهاية هذا المقال نكون قد تعرفنا على حكم صيام الست من شوال قبل القضاء وعرفنا فضل صيام هذه الأيام والأجر والثواب العظيم الذي يناله المؤمن بصيامها وكيفية صيام هذه الأيام و الأحكام المتعلقة بها.