حكم قراءة سورة بعد الفاتحة

حكم قراءة سورة بعد الفاتحة في صلاة النافلة والفرض، من المسائل الهامة للمسلمين فيجب على المسلم أن يصلي في اليوم والليلة خمس صلوات، وفي هذا المقال سنوضح حكم قراءة سورة بعد الفاتحة في صلاة الفرض أو صلاة النافلة، كما سنبين المقدار المطلوب قراءته من القرآن بعد سورة الفاتحة، ويساعدنا موقع المرجع في معرفة الأحكام والمعلومات الشرعية الهامة التي تنفع المسلمين.

حكم قراءة سورة بعد الفاتحة

فرق العلماء في حكم قراءة سورة بعد الفاتحة إذا كانت في صلاة الفرض أو في صلاة النافلة على التفصيل الآتي:[1]

حكم قراءة سورة بعد الفاتحة في صلاة الفرض

إن قراءة شيء من القرآن بعد قراءة الفاتحة في أول ركعتين من الصلاة الرباعية والثلاثية، وركعتي الفجر هو مطلوب باتفاق المذاهب الأربعة على خلاف في حكمها على التفصيل التالي:

  • سنة: وهذا هو مذهب الجمهور من المالكية، والشافعية، والحنابلة، فقراءة السورة بعد الفاتحة في الفرض سنة للإمام والمنفرد والمأموم في حالة واحدة وهي إذا لم يسمع قراءة الإمام، ولكن خالف المالكية بقراءة المأموم فقالوا تكره له القراءة في الصلاة الجهرية وإن لم يسمع أو سكت الإمام.
  • واجب:  فيجب على المفرد والإمام أن يقرأ سورة بعد الفاتحة وهذا مذهب الحنفية، أما المأموم فلا يجوز له أن يقرأ ويكتفي بقراءة الامام عنه.

حكم قراءة سورة بعد الفاتحة في صلاة النافلة

إن قراءة شيء من القرآن بعد قراءة الفاتحة مطلوب في صلاة النافلة سواء كانت ركعة أو ركعتين أو أكثر، وتفصيل المذاهب الأربعة كما يلي:

  • المالكية: قالوا بأن قراءة ما تيسر من كتاب الله بعد الفاتحة مندوب، سواء كان يصلي ركعتين أو أكثر.
  • الحنفية: قالوا بأن حكم قراءة ما تيسر من القرآن الكريم واجب في جميع الركعات.
  • الشافعية: قالوا بأنه يسن قراءة ما تيسر من القرآن في أول ركعتين فقط سواء صلى المسلم ركعتين أو أكثر، فإنه يكتفي بقراءة الفاتحة فيما زاد عن ركعتين.
  • الحنابلة: قراءة ما تيسر من القرآن بعد الفاتحة في صلاة النفل سنة في جميع الركعات.

شاهد أيضًا: حكم قراءة الفاتحة في الصلاة

المقدار  المطلوب قراءته من القرآن بعد الفاتحة

على المسلم أن يقرأ ما تيسر من القرآن بعد الفاتحة وهذا المقدار الذي يشرع قراءته اختلف فيه الفقهاء كما يلي:[1]

  • الحنفية: قالوا بأن على المسلم أن يقرأ بعد الفاتحة ما مقداره: سورة أو ثلاث آيات قصار أو آية طويلة.
  •  الشافعية والمالكية: اتفقوا على أنه يجزأ عن المسلم قراءة سورة صغيرة أو آية أو بعض آية فمتى أتى بهذا بعد الفاتحة فقد حصل أصل السنة.
  • الحنابلة: قالوا أن المقدار الذي يجزأ قراءته على المسلم هو : قراءة آية لها معنى مستقل غير مرتبط بما قبله ولا بعده، فلا يجزأ أن يقول  المصلي: ” مدهامتان ” أو ” ثم نظر ” أو نحو ذلك.

ما يسن قراءته في الصلوات الخمس

هناك بعض السور يسن قراءتها بعد قراءة الفاتحة في الصلاة وفيما يلي تفصيل ذلك:[2]

  • صلاة الفجر: يسنّ فيها تطويل القراءة، وذلك باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة، واستدلوا بحديث أبو برزة -رضي الله عنه- فقد قال :”كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقرأ في الفجر ما بين السّتّين إلى المائة آية”.[3]
  • صلاة الظهر: تسنّ القراءة في الظّهر بأوساط المفصّل، وهذا مذهب الحنابلة لحديث جابر بن سمرة -رضي الله عنه-: “كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقرأ في الظّهر باللّيل إذا يغشى، وفي العصر نحو ذلك، وفي الصّبح أطول من ذلك”،[4] وأما مذهب الجمهور: الحنفية، والمالكية، والشافعية أنه يسن قراءة طوال المفصّل.
  • صلاة العصر: تسنّ القراءة في العصر بأوساط المفصّل، وهذا مذهب الجمهور: الحنفيّة، والشافعيّة، والحنابلة، وقد استدلوا بالحديث الذي تقدم ذكره عن جابر بن سمرة رضي الله عنه.
  • صلاة المغرب: تسنّ القراءة في المغرب بقصار المفصّل، وهذا باتّفاق المذاهب الفقهيّة الأربعة: لورود مجموعة من الأحاديث في ذلك، ولأن وقت المغرب ضيّق؛ فحسن فيه القصار.
  • صلاة العشاء: تسنّ القراءة في العشاء بأوساط المفصّل، وذلك باتّفاق المذاهب الفقهيّة الأربعة، وذلك لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: “ما صلّيت وراء أحد أشبه صلاة برسول الله صلّى الله عليه وسلّم من فلان، قال سليمان: كان يطيل الرّكعتين الأوليين من الظّهر، ويخفّف الأخيرتين، ويخفّف العصر، ويقرأ في المغرب بقصار المفصّل، ويقرأ في العشاء بوسط المفصّل، ويقرأ في الصّبح بطوال المفصّل”.[5]

إن حكم قراءة سورة بعد الفاتحة من الأمور الخلافية بين أهل العلم، فقد قال الجمهور بأن حكمه سنة، وأما الحنفية فقالوا: بأن حكمه الوجوب، واختلفوا أيضًا في المقدار الذي يجزأ عن المسلم قراءته بعد الفاتحة وفي هذا المقال بينا تفصيل هذه المسألة.

المراجع

  1. http://islamport.com/ , الفقه على المذاهب الأربعة - الجزيري , 2021-1-14
  2. dorar.net , قراءةُ ما زاد على الفاتحةِ، وما يُسَنُّ قراءتُه في الصَّلاةِ , 2021-1-14
  3. الراوي : أبو برزة الأسلمي نضلة بن عبيد | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه الصفحة أو الرقم: 674 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
  4. الراوي : جابر بن سمرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي الصفحة أو الرقم: 979 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
  5. راوي : أبو هريرة | المحدث : النووي | المصدر : الخلاصة الصفحة أو الرقم: 1/386 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *