حكم قراءة القرآن بدون وضوء من الجوال

حكم قراءة القرآن بدون وضوء من الجوال هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال. فالقرآن الكريم هو كلام الله المعجز، والذي أنزله على سيدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم. وقد جعل الله -سبحانه وتعالى- للقرآن فضائل كثيرة ينتهل منها المؤمنون. ويساعدنا موقع المرجع على معرفة الأحكام الشرعية التي تتعلق في تلاوة القرآن الكريم من الهاتف وغيره.

فضل تلاوة القرآن الكريم

قبل كل شيء لا بدّ من الحديث عن فضل تلاوة القرآن. لذلك فقد أفاضت السنة النبوية الشريفة وكذلك القرآن الكريم نفسه بذكر فضل تلاوة القرآن الكريم. فقارئ القرآن الكريم لا بد أن يحصد الكثير من ثمار الخير في الدّنيا والآخرة. ومن فضائل القرآن وفضله:[1]

• أولاً: أنّ تلاوة القرآن الكريم منجاةٌ من السوء. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنَّ الذي ليس في جوفِه شيءٌ من القرآنِ كالبيتِ الْخَرِبِ“.[2]
• ثانياً: البركة المطروحة في حياة قارئ القرآن الكريم. وكذلك قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَثَلُ المُؤْمِنِ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ، رِيحُها طَيِّبٌ وطَعْمُها طَيِّبٌ“.[3]
• ثالثًا: رفعة المؤمن في دنياه وآخرته. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنَّ اللهَ تعالى يَرفَعُ بهذا الكِتابِ أَقوامًا ، و يَضَعُ بِه آخَرينَ“.[4]
• رابعًا: أنّ قراءة القرآن خيرٌ من الدنيا ومن عليها. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِن كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ له مِن نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ له مِن ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ له مِن أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإبِلِ”.[5]
• خامسًا: كل حرف من القرآن بعشرٍ من الحسنات، والله يضاعف لمن يشاء.

شاهد أيضًا: ترتيب سور القرآن الكريم حسب المصحف

حكم قراءة القرآن بدون وضوء من الجوال

إنّ حكم قراءة القرآن بدون وضوء من الجوال هو أمر جائز شرعًا. فقد بيّن أهل العلم والاختصاص أنّ هذه الجوالات ولو حملت المصاحف بتطبيقاتٍ الكترونيّة فهي لا تأخذ حكم المصحف الشريف. ونتيجة لذلك يمكن للمؤمن أن يحمل هاتفه ويقرأ منه ولو كان على غير وضوء. [6]

وكذلك أوضح أهل العلم أنّه من نسي هاتفه في جيبه وكان هاتفه يحمل تطبيق المصحف الشريف، وثمّ دخل إلى بيت الخلاء فلا إثم عليه ولا تثريب. فالكتابة الالكترونيّة تختلف تمامًا عن المصحف الشريف. ونتيحة لذلك لا تشترط الطهارة في قراءة القرآن من الجوال. والله ورسوله أعلم.[6]

هل يجوز قراءة القرآن من الهاتف على جنابة

بالتأكيد إنّ حكم قراءة القرآن بدون وضوء من الجوال هو أمر جائز شرعًا. ونتيجةً لذلك قد يتساءل البعض حول جواز قراءة القرآن من الجوال على جنابة، والإجابة تكمن في أنّ الجنب لا يحلّ له تلاوة القرآن مطلقًا، لا من الجوال ولا من المصحف وغيرها. وإنّما فقط أباح له أهل العلم قراءة ما تيّسر ممّا حفظ للتعوذ وما كان نحو ذلك. والله ورسوله أعلم.[7]

أجر قراءة القرآن من الجوال

ذهب أهل العلم إلى بيان أنّ أجر قراءة القرآن من الجوال لن ينقص عن أجر قراءته من المصحف. وإنّما الأجر مقرونٌ بالخشوع والتدبر وحضور القلب والانتفاع بما يقرؤه المؤمن. وقد بيّن أهل العلم أنّ حكم قراءة القرآن بدون وضوء من الجوال هو أمر جائز. لذا قد يبحث عن الأفضل دومًا لانتهال المكاسب الحسنة، والأفضل والله أعلم أن يقرأ المرء على طهارةٍ من المصحف الشريف، ولكن لن ينقص أجره لو قرأ من الهاتف، وقد استدلّ العلماء بذلك:[8]

• قول الله تعالى في سورة محمّد: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}.[9]
• وكذلك قول الله تعالى في سورة ص: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}.[10]

حكم قراءة القرآن بدون وضوء من المصحف

إنّ حكم قراءة القرآن بدون وضوء من المصحف هو أمرٌ لا يجوز بإجماع أهل العلم. فقراءة القرآن للمحدث لا ضير فيها لو كان ذلك عن ظهر قلب، أمّا ما لا يجوز هو مسّ المصحف الشريف. وعلى ذلك أجمع الأئمة الأربعة وجمهور أهل العلم، واستدلّوا بذلك:[11]

• من قول الله تعالى في سورة الواقعة: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ * لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}.[12]
• وكذلك قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أنْ لا يَمَسَّ القرآنَ إلا طاهرٌ“.[13]

كيفيات قراءة القرآن الكريم

بعد بيان حكم قراءة القرآن بدون وضوء من الجوال يقتضي الخوض في ذكر كيفيات قراءة القرآن الكريم. وبعبارة أخرى فإنّ لتلاوة القرآن الكريم أربع كيفيّات. وهي:[14]

1. الترتيل: وهو ما يكون من التجويد والتقويم. ويعتمد على الإتقان والإجادة في مخارج الحروف، فيفخم المؤمن ما يجب تفخيمه، ويرقق ما يجب ترقيقه، وفيه يكون الإدغام والإخفاء والقلقلة وغيرها من أحكام التجويد الكثيرة.
2. التحقيق: وينطبق عليه ما يكون في الترتيل، ولكن مع مراعاة الابتعاد عن السرعة في قراءة القرآن. ويكون أكثر طمأنينةً للمؤمن.
3. الحدر: بفتح الحاء وسكون الدال. وهو كذلك ينطبق عليه ما ينطبق على الترتيل من أحكام، ولكن يكون مع سرعة عالية في القراءة. ويكون ذلك بشرط إعطاء كل حرف حقه.
4. التدوير: وهو في الأحكام كغيره من كيفيات قراءة القرآن الكريم. وعلاوة على ذلك يكون بين العجلة والتأني، والترتيل والحدر.

شاهد أيضًا: ما هي السورة التي ذكر فيها البعوض

حكم مس غير المسلم للمصحف

ذهب جمهور أهل العلم إلى أنّ حكم مس غير المسلم للمصحف بغير ضرورة هو أمر غير جائز. وكذلك حرموا تمكين الكافرين من المصحف الشريف. وقد استندوا بذلك على نهي رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن السفر بالمصحف إلى أراضي العدو، فقد روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: “نَهَى أنْ يُسافَرَ بالقرآنِ إلى أرضِ العَدُوِّ“.[15] ولكن ما كان من ترجمة المصحف الشريف فقد ذهب العلماء إلى جواز لمسه من غير المسلمين. والله ورسوله أعلم.[16]

حكم قراءة القرآن بدون وضوء من الجوال مقالٌ فيه تمّ بيان فضل تلاوة القرآن الكريم قبل كلّ شيء. وبالتأكيد ذكر الحكم الشرعيّ لتلاوة القرآن الكريم من الجوال على غير وضوء. وعلاوة على ذلك ذكر الحكم الشرعيّ لتلاوته من المصحف الشريف بغير وضوء. بالإضافة إلى ذلك ذكر المقال أجر قراءة القرآن من الهاتف. بعد ذلك ذكر كيفيات قراءة المصحف الشريف.