حكم قراءة الفاتحة في الصلاة في المذاهب الاربعة

حكم قراءة الفاتحة في الصلاة في المذاهب الاربعة من الأمور الهامة لجميع المسلمين، وسورة الفاتحة أعظم سورة في كتاب الله عز وجل، كما أنها السورة الأولى في ترتيب المصحف الشريف، وفي هذا المقال سنبين حكم قراءة الفاتحة في الصلاة في المذاهب الأربعة، كما سنوضح حكم قراءة سورة الفاتحة للمأموم ويساعدنا موقع المرجع على معرفة المعلومات والأحكام الشرعية الهامة.

تعريف بسورة الفاتحة

سورة الفاتحة هي سورة مكية وعدد آياتها سبع نزلت بعد المدّثّر، وهي أول سورة في ترتيب المصحف الشريف، كما أنها أعظم سورة في كتاب الله عز وجل ، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم، لأبي سعيدِ بنِ المُعَلَّى – رضي الله عنه-:”لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن، فقال عليه السلام: الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته”،[1] وكان من تعظيم هذه السورة المباركة أن ورد لها أسماء عديد فقد ذكر جلال الدين السيوطي في كتابه “الإتقان في علوم القرآن” خمس وعشرون اسمًا، ومنها: أم الكتاب، أم القرآن، القرآن العظيم، السبع المثاني، الوافية، وإنَّ كثرة الأسماء يدل على شرَف المسمَّى وعظمه، كما أنها تضمنت على جميع معاني القرآن الكريم ومقاصده الأساسية فاشتملت على أصول الدين وفروعه، وتناولت العقيدة، والعبادة، والتشريع.[2]

حكم قراءة الفاتحة في الصلاة في المذاهب الاربعة

اختلف الفقهاء الأربعة في حكم قراءة الفاتحة في الصلاة للمفرد والإمام على قولان:[3][4]

  • أن قراءة سورة الفاتحة ركن: فلا تصح الصلاة إلا بقراءتها، فمن تركها مع القدرة عليها لم تصحّ صلاته، وهذا هو مذهب الجمهور من: المالكيَّة، والشافعيَّةِ، والحنابلةِ، وداودَ الظَّاهريِّ، وقد استدلوا على ذلك بحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب”،[5] ووجه الدلالة في الحديث قول النبي -عليه السلام-: “لا صلاة” ظاهره حمل النفي فيه على الصحة، ولو تركها المصلي عامدا في ركعة من الركعات بطلت الصلاة لا فرق في ذلك بين أن تكون الصلاة مفروضة أو غير مفروضة، أما لو تركها سهوا فعليه أن يأتي بالركعة التي تركها فيها.
  • أن قراءة سورة الفاتحة واجبة: فيجب أن تقرأ الفاتحة في الركعتين الأوليين أي أن الصلاة تجزئ بدون فاتحة الكتاب، فإن ترك المصلي الفاتحة ساهيا فيجب عليه أن يسجد للسهو فإن لم يسجد وجبت عليه إعادة الصلاة، كما تجب الإعادة إن تركها عامدًا، والفرض هو مطلق القراءة وأقله ثلاث آيات قصار، أو آية طويلة، واستدلوا بذلك على قوله -تعالى-:”إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ”[6] فهذا يدل على أن الفرض أن يقرأ أي شيء تيسّر من القرآن، لأن الآية وردت في القراءة في الصلاة.

إقرأ أيضًا: ما معنى كلمة امين التي يسن قولها بعد قراءة الفاتحة

حكم قراءة سورة الفاتحة للمأموم

اختلف الفقهاء في حكم قراءة سورة الفاتحة للمأموم سواء كانت في الصلاة الجهرية أو السرية وفيما يلي تفصيل هذه الأحكام على المذاهب الأربعة:[4]

  • الشافعية: قالوا بأن المأموم يفرض عليه قراءة الفاتحة سواء في الصلاة الجهرية أو السرية خلف الإمام، الا إن كان مسبوقًا بجميع الفاتحة أو بعضها، فإن الإمام يتحمل عنه ما سبق به.
  • الحنفية: قالوا بأن قراءة المأموم الفاتحة خلف إمامه مكروهة تحريمًا في الصلاة السرية والجهرية لما روي عن رسول -صلى الله عليه و سلم-: ” من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة “،[7] وهذا الحديث روي من عدة طرق هذا وقد نقل منع المأموم من القراءة عن ثمانين نفرا من كبار الصحابة منهم المرتضى والعبادلة.
    المالكية: قالوا بأن القراءة خلف الإمام في الصلاة السرية مندوبة وفي الصلاة الجهرية مكروهة الا إذا قصد المأموم مراعاة الخلاف فيندب.
    الحنابلة: قالوا بأن القراءة خلف الإمام في الصلاة السرية مستحبة وفي سكتات الإمام في الصلاة الجهرية ومكروهة في حال قراءة الإمام في الصلاة الجهرية.

شاهد أيضًا: كيف نستدل بسورة الفاتحة على اقسام التوحيد

بينا في هذا المقال حكم قراءة الفاتحة في الصلاة في المذاهب الاربعة، كما بينا حكم قراءة سورة الفاتحة للمأموم سواء في الصلاة الجهرية والسرية على المذاهب الأربعة وعرضنا نبذة مختصرة عن أعظم سورة في كتاب الله العزيز.

المراجع

  1. الراوي : أبو سعيد بن المعلى | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 4474 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
  2. د وهبة الزحيلي، التفسير المنير، دار الفكر المعاصر - دمشق، الطبعة الثانية، ١٤١٨ هـ، الصفحة 53، الجزء1.
  3. dorar.net , حُكمُ قراءةِ الفاتحةِ في الصَّلاةِ , 2021-1-11
  4. islamport.com , الفقه على المذاهب الأربعة , 2021-1-11
  5. الراوي : عبادة بن الصامت | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 756 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
  6. سورة المزمل - الآية 20
  7. الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الدارقطني | المصدر : سنن الدارقطني الصفحة أو الرقم: 1/669 | خلاصة حكم المحدث : لم يسنده عن موسى بن أبي عائشة غير أبي حنيفة والحسن بن عمارة وهما ضعيفان

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *