علامات الشفاء بعد قراءة سورة البقرة

علامات الشفاء بعد قراءة سورة البقرة  تظهر على قارئها والمقروئ عليه إذا أصيب أحدهما بالعين أو السّحر أو غير ذلك من الأذى، فالله -سبحانه وتعالى- جعل  في القرآن الكريم ما هو شفاءٌ للنّاس وهدى، شفاءٌ من العين والسّحر والمرض، ومعافاةٌ من القلّة والهمّ والغم، وهدىً ونور للقلب وراحةٌ للنّفس والرّوح، وقد أمر الله عباده بتلاوة القرآن آناء الليل وأطراف النّهار وجعل تلاوته عبادة لها أجرٌ عظيم، ويهتمّ موقع المرجع في هذا المقال بإخبارنا عن علامات الشفاء بعد قراءة سورة البقرة مبيّناً فضلها، وسيذكر علامات الحسد وأعراض السّحر بعد قراءتها.

سورة البقرة

إنّ البحث والحديث عن علامات الشفاء بعد قراءة سورة البقرة دليلٌ على فضل هذه السّورة الكبير، فسورة البقرة أوّل سورة في المصحف الشّريف بعد الفاتحة، وهي من أعظم سور القرآن ولها فضائل كثيرة منها:[1]

•  إنّ سورة البقرة تحوي على أعظم آيةٍ في القرآن الكريم وهي أية الكرسي.
• سورة البقرة حافظة وكافية لمن يقرأها فهي تحفظه من شياطين الإنس والجن.
• سورة البقرة تطرد الشّياطين من البيوت عند سماعها لأنّ وقعها عليهم شديد.
• جعل الله -سبحانه وتعالى- سورة البقرة شفيعةً للعبد المسلم  الذي يقرأها يوم القيامة فعن أبي أمامة -رضي الله عنه- أنّه قال: “اقرؤوا القرآنَ ؛ فإنه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابِه ، اقرؤوا الزهْرَاوينِ : البقرةَ وآلَ عمرانَ ، فإنَّهما يأتيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غمامَتانِ أو غيايتانِ ، أو كأنَّهما فِرْقَانِ من طَيْرٍ صَوَافَّ ، تُحَاجَّانِ عن أصحابِهما ، اقرؤوا سورةَ البقرةِ ؛ فإنَّ أخْذَها بركةٌ ، وترْكُها حسرةٌ ، ولا تستطيعُها البطَلَةُ”.[2]
• جعل الله المداومة على تلاوة آية الكرسي بعد الصّلوات المكتوبة سبباً لدخول العبد إلى الجنّة.

شاهد ايضًا: كم عدد آيات سورة البقرة

علامات الشفاء بعد قراءة سورة البقرة

عند الحديث عن علامات الشفاء بعد قراءة سورة البقرة لابدّ من الحديث عن أعراض الأمراض التي تصيب المسلم، أمراضٌ في القلب وأمراضٌ في الروح وأمراضٌ في الجسد، ولها أسبابٌ كثيرة كالسّحر والشّعوذة والعين والعياذ بالله، وأمّا الأعراض التي قد تكون فيمن مسّه وأصابه شيءٌ ممّا ذكر من عينٍ أو حسد أو سحر فقد يكون منها الابتعاد عن ذكر الله -سبحانه وتعالى- والصدود عن الطاعات وخاصّة الابتعاد عن الصلاة ، وصداعٌ دائم لا سبب عضوي له، وحالات غضبٍ ونسيان وشرود ذهنيّ والقلق والخوف والغرابة، والكثير من الأعراض التي تُنهك الإنسان وتفتك به، وقد جعل الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الشّفاء التّام من جميع الأدواء القلبيّة والبدنيّة والرّوحيّة، وأمر المسلمين بالاستشفاء به، قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا}.[3]

فالتّداوي بالقرآن وخاصّة بسورة البقرة من الأمور المشروعة في الإسلام، فعند تلاوة القرآن وسورة البقرة سيتحسّن القارئ أو المقروء عليه، وسيجد أنّ أعراض وعلامات المرض والسّحر والعين بدأت بالزّوال، وسيبدأ يرى علامات الشفاء بعد قراءة سورة البقرة ومن تلك العلامات ما يأتي:[4]

• الإقبال على عبادة الله -سبحانه وتعالى- والإسراع إلى التّقرب منه بالطّاعات بعدما كان يحدث العكس.
• القيام بالصّلوات الخمس وتأديتها في وقتها المحدّد مع زيادة الرّغبة في قراءة القرآن.
• انتهاء حالة الاكتئاب والعزلة التي كانت تلازم المريض، ورغبته بالاختلاط بالنّاس ومع أسرته.
• إحلال الرّاحة النّفسيّة والطمأنينة وكذلك الشّعور بالفرح والسّرور وذهاب مشاعر الحزن والتّعاسة.
• عودة القدرة على النّوم واختفاء الكوابيس والمنامات المزعجة.
• النّشاط والحيويّة الذي يحل في جسد المريض بدل الخمول والكسل، والقدرة على ممارسة الحياة بشكلٍ أفضل.

شاهد أيضً: فضل قراءة سورة البقرة يومياً والاستغفار

طريقة قراءة سورة البقرة

إنّ قراءة القرآن من العبادات التي لا حرج على العبد أن يتوسّل بها إلى الله -سبحانه وتعالى- لطلب أيّ شيءٍ فيه خير للعبد المسلم، أو دفع ضرٍّ عنه، وفي طريقة قراءة القرآن أو طريقة قراءة  سورة البقرة فإنّه لم يرد عن أهل العلم أو في السّنّة ما فيه تحديدٌ لطريقة القراءة لسورة البقرة، لكي ينال المسلم من فضلها  ويكسب أجرها، فلا حديث روى أنّه يجب قراءتها في جلسةٍ واحدة، أو قراءتها بعددٍ معيّن أو طريقةٍ ما، فكلّ ذلك من البدع ولا يصحّ عن رسول الله  -صلّى الله عليه وسلّم- فللمسلم أن يقرأ ما يسّر له الله أن يقرأه من سورة البقرة، فإن لم يستطع أن يقرأها في جلسةٍ واحدة فلا بأس بقراءتها في جلساتٍ متفرّقة، ويمكن للعبد أن يقرأ من القرآن ما تيسّر له وما استطاع إلى ذلك، على أن لا يترك تلاوته ولا يهجره أبداً وأن يجعل القرآن رفيق دربه ووقته.[5]

علامات الحسد بعد قراءة سورة البقرة

إنّ القلب هو محلّ نظر الله تعالى، فالله تعالى لا ينظر لوجوه عباده، بل ينظر لقلوبهم، وعلى العبد أن يحافظ على طهارة قلبه من الأمراض والأحقاد، ومثل الأمراض الّتي تصيب القلب وتلوّث طهارته الحسد، فهو من أسوء وأقبح الصّفات، والحاسد يكون ذو نفسٍ خبيثةٍ وحاقدةٍ، ويعرف الحسد في الشّريعة الإسلاميّة على أنّه تمنّي زوال النّعمة عن الغير والحصول عليها، ولا يصاب بهذا المرض إلّا ذو نفسٍ مريضة، وضعيف الإيمان بالله تعالى، وكثيرٌ من النّاس يحسدون بعضهم البعض، وقد أوصى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بأن يستعيذ الإنسان من الحسد، وتناولت بعض الأحاديث النّبويّة هذا الأمر، لكن كيف يعرف الإنسان أنّه محسود؟ للحسد أعراضٌ وعلاماتٌ ظاهرة، يُعرف من خلالها، وعندما تظهر، يجب على المسلم أن يري نفسه بالرّقية الشّرعيّة المذكورة في السّنّة النّبويّة المباركة، وعلامات الحسد هي:[6]

• الصداع المتنقّل والمستمرّ في الرأس.
• صفره الوجه وشحوب لونه.
• كثرة التّعرّق والتّبوّل.
• الشّهيّة الضّعيفة والابتعاد عن الأكل والشّرب.
• برودة الأطراف أو سخونتها، أو حتّى تنميلها.
• ضيقٌ في الصّدر والشّعور بالألم والحزن.
• خفقان القلب وتسارع دقّاته.
• ألم الظّهر والكتفين.
• الانفعالات الشّديدة عند الخوف أو الغضب.
• الرّغبة في النّوم والكسل والخمول.
• الأرق ليلاً، وغيرها من الأمراض الّتي لا يجد لها الأطبّاء تفسيراً، وقد تظهر جميع الأعراض أو بعضها، بحسب قوّة الحسد أو ضعفه، والله أعلم.

شاهد أيضًا: دعاء تحصين النفس من العين والسحر والحسد

آيات الرقية الشرعية في سورة البقرة

قد تحدّثنا فيما سبق عن علامات الشفاء بعد قراءة سورة البقرة، حيث أنّ لسورة البقرة فضلٌ كبيرٌ في علاج المرض مهما كان، وقد وُضعت الكثير من آياتها الكريمة ضمن الرّقية الشّرعيّة، والّتي أخبر عنها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من أصابه حسدٌ أو عينٌ أو سحر، وغيرهم من الأمراض، وهذه الرّقية الشّرعيّة لها فضائل وتأثيراتٌ عظيمةٌ في شفاء المريض وتحسّن حالته، وآيات الرقية الشرعية في سورة البقرة هي:[7]

• {الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُون * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.[8]
• {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.[9]
• {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}.[10]
• {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.[11]
• {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.[12]
• {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ}.[13]
• {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}.[14]
• {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}.[15]
• {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.[16]
• وتتضمّن الرّقية الشّرعيّة الكثير من الآيات المأخوذة من سورٍ مختلفة، كسورة الأعراف والنّساء ويوسف ويونس وغيرهم الكثير، والله أعلم.

آيات الشفاء من السحر في سورة البقرة

السّحر من كبائر الّذنوب، ومن الأمور الّتي تجعل المرء مشركاً بالله تعالى والعياذ بالله من ذلك، وتردّ الإنسان عن ملّة الإسلام، وعقوبة السّحر هي القتل، وقد أعدّ الله تعالى للسّحرة والدّجّالين نار جهنّم وسعيرها خالدين فيها، ولا يجوز التّعامل مع السّحرة إطلاقاً، ومن تعامل معهم وصدّقهم فقد أشرك بالله، ويجب عليه المسارعة للتّوبة والاستغفار عسى أن يغفر له الله تعالى ما أقدم عليه، والسّحر من الأمراض الّتي تصيب المسلم ولا يستطيع الطّبّ علاجها أو تفسير أسبابها، وللتّداوي منها لا بدّ من قراءة الرّقية الشّرعيّة، فهي خير علاجٍ ودواء للسّحر وغيره من الأمراض، وسنذكر فيما يأتي آيات الشّفاء من السّحر في سورة البقرة، والتي من شأنها علاج السّحر وإبطال مفعوله، والآيات هي:[17]

• آية الكرسيّ: { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}.[18]
• {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}.[19]
• { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.[20]
• وبهذه الآيات من سورة البقرة، وعددٍ من الآيات الأخرى الموجودة في سورة يوسف ويونس وطه وكذلك الأعراف، يتمّ العلاج من السّحر والجنّ والوقاية منهما والله أعلم.

أعراض المسحور بعد قراءة سورة البقرة

إنّ للسحر انواعٌ كثيرةٌ وعديدة، ولكلّ نوعٍ أعراضه المختلفة عن النوع الآخر، لكنّ الأعراض المشتركة نوعاً ما بين هذه الأنواع، هي ما يأتي، والّتي إن ظهرت على المسلم وجب عليه المسارعة إلى الرّقية الشّرعية والتّداوي بالقرآن الكريم والأدعية النّبويّة، والعلامات هي:[21]

• الكره الشّديد والنّفور عند سماع القرآن أو الذّكر أو الأذان.
• آلام المعدة المستمرّة والقيء أحياناً.
• ضيق شديدٌ عند دخول المنازل.
• البعد عن العبادات والتّكاليف الشّرعيّة.
• الكوابيس والأحلام المفزعة في النّوم واليقظة.
• كراهية الزّوج والنّفور منه أو رؤيته بشكلٍ قبيح.
• البكاء اللّاإرادي أو الضّحك من غير سبب.
• التأثر عند سماع آيات السّحر دون غيرها من الآيات.
• الصّداع الدّائم والمتنقّل.
• خفقان القلب، وآلام الظّهر والكتفين.

ختاماً يجب على المسلم أن يكون مداوماً على ذكر الله تعالى، وعلى الصّلاة والطّهارة، ويجتنب المعاصي ما أمكنه ذلك، وعليه أن يرقي نفسه بين الحين والآخر لكي يقي نفسه من الحسد والسّحر وغيرها من الأمراض القلبيّة، ولقد قدّمنا في هذا المقال علامات الشفاء بعد قراءة سورة البقرة، مع بعض المعلومات عن السّحر والحسد وأعراضهما وكيفيّة العلاج منهما.