من هو زوج السيدة زينب عليها السلام

من هو زوج السيدة زينب عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمها أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وهي أكبر بنات النبي صلى الله عليه وسلم، ويهتم موقع المرجع في الحديث عن زينب عليها السلام، وعن من هو زوج السيدة زينب عليها السلام، وعن أسره غزوة بدر، وإسلامه، وعن أبناء السيدة زينب عليها السلام.

نبذة عن السيدة زينب عليها السلام

قبل أن نجيب عن سؤال من هو زوج السيدة زينب عليها السلام، سنستعرض بعض المعلومات عن زينب عليها السلام، هي زينب بنت سيد ولد آدم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم القرشية الهاشمية، وأمها خديجة بنت خويلد، وكانت أكبر بناته صلى الله عليه وسلم وأول من تزوج منهن رضي الله عنهن، وقد ولدت قبل البعثة بمدة قيل إنها عشر سنين وتزوجها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع العبشمي، وأمه هاله بنت خويلد خالة زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وولدت زينب لأبي العاص علياً وأمامة فتوفي علي وهو صغير، وبقيت أمامة فتزوجها علي بن أبي طالب بعد موت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت زينب رضي الله عنها من المهاجرات.[1]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي ختم القرآن في ركعة واحدة

نشأة السيدة زينب عليها السلام

ولدت السيدة زينب في مكة سنة 23 قبل الهجرة، أي قبل بعثة النبي محمد بعشر سنوات، وعمره يومئذٍ ثلاثين عامًا، ونشأت في كنف النبي -صلى الله عليه وسلم- وزوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، تزوجت قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- وعمرها يومئذٍ أقل من عشرة أعوام، ولما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسلمت زينب وبقي زوجها على دينه، وبقيت زينب عند زوجها كل على دينه، حتى هاجرت إلى المدينة بعد غزوة بدر.

شاهد أيضًا: من هو قائد معركة القادسية وما هي أسبابها ونتائجها

من هو زوج السيدة زينب عليها السلام

إن زوج السيدة زينب عليها السلام هو الصحابي أبو العاص بن الربيع رضي الله عنه، وهو أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، العبشمي القرشي الكناني، وأمه هالة بنت خويلد أخت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، واسم أبي العاص: القاسم، وقيل: مقيسم، وقيل: لقيط، وقيل: مِهْشَم، وقيل: مُهَشِم، وقيل: هُشيم، وقيل: ياسر، وقيل: الزبير، كانت خديجة هي التي سألت رسول الله أن يزوجه بابنتها زينب، وكان لا يخالفها، وذلك قبل الوحي، وكان النبي محمد قد زوج ابنتيه رقية وأم كلثوم من عتبة وعتيبة أبناء أبي لهب، فلما جاء الوحي قال أبو لهب: اشغلوا محمداً بنفسه، وأمر ولديه أن يطلقا ابنتي رسول الله قبل الدخول، ومشوا إلى أبي العاص فقالوا: فارق صاحبتك ونحن نزوجك بأي امرأة من قريش شئت، قال: لا والله إذاً لا أفارق صاحبتي، وما أحب أن لي بامرأتي امرأة من قريش.[2]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي يدخل الجنة بغير حساب

أسر أبي العاص في غزوة بدر

خرج أبي العاص في غزوة بدر مع المشركين لمحاربة النبي، لكنه أسر من قبل المسلمين، فلما بعث أهل مكة في فداء أسراهم، بعثت زينب -عليها السلام- في فداء أبي العاص بمال، وبعثت فيه بقلادة لها كانت خديجة -رضي الله عنها- أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها، فلما رآها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رق لها رقة شديدة وقـال: “إن زينب بعثت بهذا المال لافتداء أبي العاص، فإن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها مالها فافعلوا”، فقالوا: “نعم، ونعمة عين يا رسول الله”، غير أن النبي -عليه الصلاة والسلام- اشترط على أبي العاص قبل إطلاق سراحه أن يسير إليه ابنته زينب من غير إبطاء، فما كاد أبو العاص يبلغ مكة حتى بادر إلى الوفاء بعهده، قال المسور بن مخرمة: “أثنى النبي على أبي العاص خيراً”، وقال: “حدّثني فصدقني، ووعدني فوفى لي”، وقد وعد النبي أن يرجع إلى مكة بعد وقعة بدر فيبعث إليه ابنته، فوفى بوعده، وفارقها مع شدة حبه لها.[2]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي المستجاب الدعاء

هجرة السيدة زينب عليها السلام

بعد إطلاق سراح زوجها وعند وصوله مكة أمرها زوجها باللحوق بأبيها في المدينة المنورة وفاءً لوعده، فحملها أخو زوجها كنانة بن الربيع على بعير له فركبته وهي في هودج، فخرج بها نهارًا حاملاً قوسه معه يحرسها، فعلمت بذلك قريش ولحقوا بها، وكان أول من سبق إليها رجل يدعى هبار بن الأسود وآخر اسمه نافع بن عبد قيس، فأخافها هبار برمح له وهي في الهودج، وتذكر الروايات أنها كانت حاملاً، فلما خافت أسقطت حملها، وتفاوض أبو سفيان مع كنانة بأن يرجع بها إلى مكة وينطلق بها سرًا ليلاً خوفًا من أن يتحدث أهل مكة بذلك، ففعل كنانة ذلك، وسلمها لزيد بن حارثة ورجل آخر كان رسول الله قد أرسلهما بعد غزوة بدر لاصطحابها إلى المدينة، وقد أرسل النبي محمد لاحقاً سرية لقتل هبار ونافع، فقال: “إن ظفرتُم بهبارِ بنِ الأسودِ والرجلِ الذي سبق معَه إلى زينبَ فحرِّقوهما بالنارِ فلما كان الغدُ بعث إلينا فقال إني قد كنتُ أمرتُكُم بتحريقِ هذين الرجليْنِ إن أخذتموهما ثم رأيتُ أنَّهُ لا ينبغي لأحدٍ أن يحرقَ بالنارِ إلا اللهُ عزَّ وجلَّ فإن ظفرتُم بهما فاقتُلُوهما”.

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي لقب بأمين هذه الأمة

إسلام أبي العاص بن الربيع

بعد انتقال زينب للعيش في المدينة المنورة، بقي أبو العاص مقيمًا في مكة، وفي عام 8 هـ قبل فتح مكة بقليل، سافر أبو العاص بمالٍ له لبعض قريش متاجرًا إلى الشام، فلما عاد اعترضته أحد سرايا النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وأخذوا ما معه من مال، فذهب أبو العاص ودخل المدينة المنورة ليلاً، واستجار بزينب، فصرخت بالناس فجرًا وهم يصلّون: “أيُّها النَّاس، إنِّي قد أَجَرتُ أَبَا العَاص بن الرَّبيع”، فأقرّ ذلك النبي محمد بقوله: “إنَّهُ يُجِيرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَدْنَاهُمْ”، ثم طلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ممن أغاروا عليه وسلبوا ماله أن يردوا عليه ماله، ففعلوا، ثمّ عاد بأمواله كاملة إلى مكة وأعاد أموال قريش لهم، ثم أعلن إسلامه وعاد مهاجرًا إلى المدينة المنورة، وعند وصوله المدينة المنورة رد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ابنته زينب إلى أبي العاص كزوجة له بعقد نكاح ومهر جديدين، وقيل على عقد نكاحها الأول.[2]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي قتل مائة مشرك مبارزة

أبناء السيدة زينب عليها السلام

ولدت زينب لأبي العاص بن الربيع علياً وأمامة، وسنذكرهما بالتفصيل فيما يأتي:

علي بن أبي العاص بن الربيع

هو علي بن أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف، وأمه: زينب بنت محمد صلى الله عليه وسلم، كان علي مسترضعًا في بني غاضرة، فضمه رسول الله صلى الله عليه وسلم إِليه، وأبوه يومئذ مشرك، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن شارَكَني في شيءٍ فأنا أحقُّ به وأيُّما كافرٍ شارَك مُسْلِمًا في شيءٍ فهو أحقُّ به منه”،  وقال ابن الأثير الجزري: لما دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة يوم الفتح أردف عليًا خلفه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أردفه على راحلته يوم الفتح، وقد توفي علي بن أبي العاص وقد ناهز الحلم، فهناك من قال أنه توفي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر بعض أهل العلم بالنسب أنه قتل يوم اليرموك.[3]

أمامة بنت أبي العاص بن الربيع

هي أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف، وأمه: زينب بنت محمد صلى الله عليه وسلم، توفيت أمها وهي صغيرة عام 8 هـ، لتعيش بكفالة جدها  صلى الله عليه وسلم، وقد كان يحبها ويحملها على عاتقه وهو يصلي، ويخصها بالهدايا، فقد روت عائشة أم المؤمنين: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُهْدِيَتْ لَهُ هَدِيَّةٌ فِيهَا قِلادَةٌ مِنْ جَزْعٍ، فَقَالَ: لأَدْفَعَنَّهَا إِلَى أَحَبِّ أَهْلِي إِلَيَّ. فَقَالَ النِّسَاءُ: ذَهَبَتْ بِهَا ابْنَةُ أَبِي قُحَافَةَ. فَدَعَا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمامة بِنْتُ زَيْنَبَ فَأَعْلَقَهَا فِي عُنُقِهَا”، وقد كان أبوها قبيل وفاته قد أوصى أن يتزوجها الزبير بن العوام، إلا أن الزبير قد زوجها من علي بن أبي طالب بعد بعد وفاة زوجته وخالتها فاطمة بنت محمد، وقد ولدت لعلي محمد الأوسط، وتزوجت بعد وفاة علي رضي الله عنه من المغيرة بن نوفل، وولدت له يحيى، وتوفيت عنده، وقيل: إنها لم تلد لعلي ولا للمغيرة.[4]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي تعلم لغة اليهود في 15 يوم

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي تحدثنا فيه عن زينب عليها السلام، وعن من هو زوج السيدة زينب عليها السلام، وعن أسره غزوة بدر، وإسلامه، وعن أبناء السيدة زينب عليها السلام.