من هو النبي الذي قطعت النساء ايديهن عندما رأوه
جدول المحتويات
من هو النبي الذي قطعت النساء ايديهن عندما رأوه سؤالٌ مستنبطٌ من آيات القرآن الكريم، وخلف هذا السّؤال قصّةٌ لواحدٍ من الأنبياء الّذين بعثهم الله تعالى لبني إسرائيل، وتبيّن هذه القصّة إحدى صفات هذا النّبيّ العظيم الّتي وهبه إيّاها الله تعالى، ويهتمّ موقع المرجع بإطلاعنا على هذه القصّة، والإجابة على السّؤال المطروح، كذلك يعرّفنا على العديد من الأحداث والقصص الّتي مرّ بها هذا النّبيّ.
الأنبياء والرسل
فضّل الله -سبحانه وتعالى- الأنبياء والرّسل عليهم السّلام، على بقيّة البشر والخلق، واصطفاهم لحمل رسالة التّوحيد ونشرها بين شعوب الأرض على مرّ التّاريخ، وقد دلّ الكتاب والسّنّة المباركة والإجماع على ذلك، وقد أدّى كلّ رسولٍ وكلّ نبيٍّ رسالته ومهمّته على أكمل وأحسن وجه، ود ذكرهم القرآن الكريم وعظّم ذكرهم، وجعل الله تعالى الإيمان لا يكتمل إلّا من خلال الإيمان بهم، كما قد أنّ الكافر بوجود الأنبياء فهو كافرٌ وخارجٌ من الملّة والعياذ بالله.
وذُكرت قصصهم في القرآن الكريم وأوّلهم آدم عليه السّلام، وخاتمهم رسول الله محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وكانت الغاية الرّبّانيّة من إرسال الرّسل والأنبياء للبشريّة، هو ألّا يكون للنّاس على الله حجّةٌ يوم القيامة، عند الحساب على الأعمال في الحياة الدّنيا، ولكي يهدي النّاس إلى الصّراط المستقيم وطريق الحقّ، ولتكون الأرض محكومة بكلمة الله تعالى وشريعته وعدله، لكنّ قلّةً من النّاس من اتّبعوا الأنبياء واتّبعوا الرّسل بما أنزل عليهم الله تعالى من بيّناتٍ وآياتٍ، فأطاعوا الله تعالى، وأطاعوا الرّسول، فأعدّ لهم الله تعالى جنان الخلد بمنازلها الرّفيعة، وأمّا من أعرض عن دعوة التّوحيد، فقد أُعدّت لهم نار جهنّم بعذابها الأليم والعظيم، والله أعلم.[1]
من هو النبي الذي قطعت النساء ايديهن عندما رأوه
إنّ النبي الذي قطعت النساء ايديهن عندما رأوه هو نبيّ الله يوسف عليه السّلام، وهو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وهو واحدٌ من أنبياء بني إسرائيل، وجعل الله تعالى له في القرآن الكريم سورةً كاملةً تحمل اسمه، وتتحدّث عن قصته، ومن احداث قصّته أن وقعت امرأة العزيز الّتي يقطن في قصرها في حبّه وانجذبت له لشدّه جماله، فبعد أن حاولت امرأة عزيز مصر الّتي قد تربّى عندها نبيّ الله يوسف، أن تراود نبيّ الله عن نفسه.
بدأت نسوة مصر بالحديث والكلام عنها. فارتأت أن تجمعهنّ جميعاً عندها لتريهم يوسف اللّاتي يلمنها فيما فعلته معه، فأعدّت لهم جلسةً ومتّكأً، ودعتهم جميعهم إليها، واستضافتهم في قصرها، وقد أعطت كلّ واحدةٍ منهنّ سكيناً حادّاً جدّاً، ووزّعت عليهنّ ثمرات الأترج، وهو نوعٌ من أنواع الحمضيّات، ويقالُ له في بعض البلدان الكبّاد، وهو يشبه البرتقال بمظهره، لكنّ قشرته رقيقةٌ جدّاً، وبعد ذلك أمرت نبيّ الله يوسف عليه السّلام، بان يدخل إليها، فعندما دخل، ولشدّة جماله وحسن خلقته، انبهرت به نسوة مصر جميعهنّ، وانشغلن بالنّظر إليه وتأمّله، عن شفرة السّكّين الحادّة بين أيديهن، وقطعت كلّ واحدة ٍيدها. وجرحت نفسها دون أن تشعر.
ولقد وهب الله تعالى يوسف عليه السّلام شطر الحسن، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في جمال يوسف عليه السّلام وذلك في حديثه عن ليلة الإسراء والمعراج، إذ رآه عندما صعد إلى السّماء فقال: “فَفُتِحَ لَنا، فإذا أنا بيُوسُفَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذا هو قدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الحُسْنِ”.[2] وقد ذكر القرآن الكريم في سورة يوسف الّتي احتوت على كامل قصّة نبيّ الله يوسف، وفي قوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ۚ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ}.[3] ومن أوتيّ شطر الحسن والجمال، فلا عجب بأن يأخذ عقل كل ّمن ينظر إليه ويسلبه تفكيره ونظره، والله أعلم.[4]
شاهد أيضًا: قصة النبي يوسف مختصرة
ماذا رأى يوسف في حلمه
بعد الإجابة عن سؤال من هو النبي الذي قطعت النساء ايديهن عندما رأوه، حيث تبيّن بعد البحث بأنّه نبيّ الله يوسف عليه السّلام، وأنّ النّساء قد قطّعن أيديهنّ بعد رؤيته لشدّة جماله وحسن وجهه، وسنتحدّث فيما يأتي عن رؤيا يوسف عليه السّلام في صغره، والّتي حذّره والده من أن يقصصها على أحدٍ من إخوته، وقد ذكر القرآن الكريم هذه الرّؤيا في سورة يوسف، وهي بقوله تعالى: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ}.[5] فقد كان ليوسف أحد عشرة أخ، من أبيه يعقوب النّبيّ عليه السّلام، ففسّر والد يوسف الرّؤيا له، بأنّه يوماً ما، سيتمّ الله تعالى نعمته عليه، وسيكون له شأنٌ عظيم ومقامٌ عليٌّ وكبير، وسيأمر الله تعالى إخوته بالسّجود له فهم الأحد عشر كوكباً، وأمّه وأباه هما الشّمس والقمر، ووصّاه بألّا يخبر أحداً عن رؤياه هذه، لكي لا يغار منه إخوته، فيحسدوه ويكيدوا له وينصبوا له الفخاخ أو يؤذوه، والله أعلم.[6]
إخوة يوسف
وفي سياق من هو النبي الذي قطعت النساء ايديهن عندما رأوه والذي هو نبيّ الله يوسف -عليه السّلام- ذُكر عن أهل العلم أنّ يوسف ابن نبيّ الله يعقوب -عليه السّلام- كان له من الأخوة أحد عشر من الأخوة، وقد روي أنّ أسماؤهم روبيل وشمعون ولاوى ويهوذا وزيالون ويشجر، وهم أبناء ليان زوجة يعقوب الأولى وابنة خاله، وكذلك من أولاد يعقوب دان ونفتالي وجاد وأشر، توفّيت ليا ليتزوّج يعقوب أختها راحيل التي أنجبت له يوف وبنيامين، وبذلك كان ليوسف أحد عشر أخ، وليعقوب اثنا عشر ولداً.[7]
شاهد أيضًا: من هو خطيب الانبياء
مكر الأخوة ودفع يوسف في البئر
كان يوسف -عليه السّلام- محبوباً من أبيه يعقوب كثيراً، وكان يهتمّ به أيّما اهتمام، وقد لاحظ أخوته هذا الحبّ وهذه المكانة من ابيهم ليوسف، فاعتصرت الغيرة قلوبهم وأعمى الحسد بصيرتهم وأبصارهم، فبعد أن رأى يوسف -عليه السلام- في منامه أحد عشر كوكباً يسجدون له، وأخبر أباه بما رأى والذي طلب منه بدوره ألّا يُخبر بها أحداً وخاصّةً إخوته، لأنّ يعقوب -عليه السّلام- كان يشعر بغيرتهم وحسدهم لأخيهم، لكن بالرّغم من ذلك وصل خبر تلك الرؤيا للأخوة الذي ازدادوا غيرةً وحسداً، فاجتمعوا يتشاورون فيما بينهم فيم سيفعلون بيوسف، فأجمعوا عاى أن يأخذوا يوسف ويلقوه في بئرٍ عميق ويتخلّصوا منه بذلك، فطلبوا من يعقوب أبيهم أن يُرسل أخيهم معهم لقضاء بعض الوقت في اللهو واللعب.
فخرج يوسف معهم إلى مكانٍ بعيد، وعندما وصلوا لمكانٍ مقفر ألقوا يوسف -عليه السلام- في بئرٍ عميق بلا شفقة ولا رحمة، ولم يكتفو بذلك بل مزّقوا قميصه ولوّثوه بدمٍ كذب، وذهبوا لأبيهم يتباكون ويكذبون وقالوا أنّ الذّئب أكل يوسف بينما هم يلهون وعلى غفلةٍ منهم، لم يصدّق يعقوب ما سمعه لكنّه فوّض أمره لله، وبينما يوسف في أسفل البئر أرسل الله له بعض المارّة ليلقوا دلوهم في البئر طلباً للماء والذين كانوا سببا في خروجه منه وانتقاله لمصر وسيادته عليها في قابل الأيام.[8]
تأويل سيدنا يوسف للأحلام
وهب الله سبحانه وتعالى لنبيّه يوسف عليه السلام القدرة على تأويل الأحلام، ورزقه العلم الوافر في علم التأويل، وقد مرّت في سيرته -عليه السلام- العديد من المواقف والقصص في علم التأويل، والتي نذكر منها قصة رؤيا صاحبي السجن، و كذلك قصة رؤيا الملك التي عجز عن تفسيرها المفسرون والسحرة والمشعوذون والكهنة ورجالات الدولة المصرية العظيمة.
رؤيا صاحبي السّجن وتفسيرها
إنّ يوسف -عليه السّلام- هو الإجابة على سؤال من هو النبي الذي قطعت النساء ايديهن عندما رأوه، وقد كان يوسف عليه السّلام قد تعرّض للسّجن ظلماً وبهتاناً، عندما افترت عليه زوجة العزيز التي راودته عن نفسه أنّه هو من راودها عن نفسها، فحُكم عليه بالسّجن وهو بريئ، وكان السّجن ابتعاداً له عن الفتنة وفاتحةُ خيرٍ لحياته، عندما أُدخل السّجن التقى فتَيان كانا قد سُجنا بتهمة التآمر على الملك، وعندما كانوا في السّجن رأى كلّ واحدٍ منهما رؤيا قصّها عللى نبيّ الله يوسف -عليه السّلام- فقد رأى الأول أنّه يحمل الخمر بيده وبعصره ويسقي منه الملك، أمّا الثّاني فقد رأى أنّه يحمل الخبز على رأسه وتأكل منه الطّير، وطلبا من يوسف -عليه السّلام- أن يفسّر لهما رؤياهما، بعد أن رأيا منه الصّلاح والإحسان.
فما كان من سيّدنا يوسف -عليه السّلام- إلّا أن يدعوهما للخير ولعبادة الله الواحد القهّار، ثمّ قام بتعبير الرّؤى لهما، فقال للذي رأى أنّه يحمل خمراً أنّه سيخرج من السّجن ثمّ سيكون قريباً من الملك وسيكون ساقي خمرٍ عنده، أمّا الآخر الذي رأى أنّه يحمل على رأسه خبزاً تأكل منه الطّير، فقد قال له أنّ هذه الرؤيا إشارةٌ له بأنّه سيُقتل ويصلب، قال تعالى في سورة يوسف: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا ۖ وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ ۚ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ}.[9] ثم طلب يوسف من السّاقي أن يذكره عند الملك.[10]
رؤيا الملك وتعبيرها
بعد تحقّق تأويل نبيّ الله يوسف -عليه السّلام- لرؤيا صاحبي السّجن، وخروج السّاقي الذي طلب منه أن يذكره عند الملك، فنسي هذا الفتى وصيّة النبيّ يوسف التي أوصاه إيّاها، وكان ذلك فتنةً من الشّيطان، فلبث يوسف عليه السّلام في سجنه بضع سنين، حتّى قدّر الله له سبباً كان سبب خروجه من السّجن، فقد رأى الملك رؤياً حيّرت المفسرين ومؤوّلي الرّؤى في عصره، فقد رأى الملك في منامه سبع بقراتٍ سمينات تأكلهنّ سبع بقراتٍ هزيلات، وسبع سنابل خضراء وسبع سنابل يابسات، وعندما عجز قوم الملك عن تفسيرها وأخبروه أنّها أضغاث أحلام لعجزهم عن تأويلها، لكنّ الملك أصرّ أنّ لها تفسيراً، حتّى تذكّر ذلك السّاقي نبيّ الله يوسف -عليه السّلام- فأخبر الملك بقصّته وكيف أوّل يوسف له ولصاحبه رؤياهما.
فأرسل الملك يطلب من يوسف في السّجن أن يفسّر له رؤياه، وقصّ عليه الرؤيا التي كان قد رآها الملك، فبادر يوسف عليه السّلام بتأويلها وتفسيرها، لكن قبل ذلك أخبره أنّهم سيزرعون سبع سنين بجهد وكثرة، فما زرعتم وحصدتّم من القمح ستدّخرونه وتحفظونه في سنابله، وتأكلون منه القليل فقط في هذه السّنين، وهذا تاويل البقرات السّبع السّمان وتأويل السّنبلات الخضر أنّها زرع السنين السبع، ثم يأتي من بعدهنّ سبعٌ شداد قاحلاتٌ ماحلات، تقتل الحرث والزّرع والحيوان فلا يبق شيء إلّا ما تمّ ادّخاره في سنين الخير، ثمّ سيكون بعدهم عامٌ يُغاث فيه النّاس، فسرّ الملك من تأويل يوسف وأرسل بطلبه، لكنّه رفض الخروج من السّجن حتّى تتمّ تبرئته من تهمته الباطلة.[10]
في نهاية المقال إنّ سيّدنا يوسف -عليه السّلام- أصبح عزيز مصر بفضل الله ومنّته بعد أن مكر له أخوته وحاولوا التّخلّص منه، وبعد أن راودته امرأة العزيز عن نفسه ورفضه للرّذيلة، وكان هو يوسف الإجابة عن سؤال من هو النبي الذي قطعت النساء ايديهن عندما رأوه لشدّة جماله، وكان الله قد علّمه تأويل الرؤى التي كانت سبباص في خروجه من السّجن وانتقاله ليكون عزيزاً على مصر.
المراجع
- islamweb.net , لا خلاف بين أهل السنة أن الأنبياء أفضل من الصحابة ومن جميع البشر , 16/06/2021
- صحيح مسلم , مسلم/أنس بن مالك/162/صحيح
- سورة يوسف , الآية 50
- islamweb.net , تقطيع النسوة أيديهن حين انبهرن بجمال يوسف , 16/06/2021
- سورة يوسف , الآية 4
- al-eman.com , رؤيا يوسف عليه السلام , 16/06/2021
- islamweb.net , أسماء إخوة يوسف عليه السلام , 16/06/2021
- islamweb.net , قصة يوسف عليه السلام في القرآن , 16/06/2021
- سورة يوسف , الآية 41
- alukah.net , قصة يوسف عليه السلام (3) , 16/06/2021
التعليقات