من اول الانبياء الذي قال الشعر

من اول الانبياء الذي قال الشعر يعد الشعر أحد أكثر الفنون الأدبية التي استخدمها العرب منذ عصور طويلة، إذ يعتبر الرمز الأساسي الذي يشير إلى قدرتهم على الوصف، والمدح، والغزل، والتحدث على ما يحيط بهم من أمور أو أشخاص من خلال مجموعة أبيات شعرية، لتنظم في النهاية ما يُعرف باسم (القصيدة)، وعبر موقع المرجع سوف يتم التعرف على أول من قال الشعر على وجه الأرض، وكذلك من أول الأنبياء الذي قال الشعر.

تعريف الشعر وتاريخه

إن الشعر هو كلام موزون مقفى دال على المعنى، ولكن من الجدير بالذكر أنه من الصعب تعريف الشعر بأسلوب يتضمن على جميع أنواعه في اللغات المختلفة، بينما يوجد العديد من التعريفات التي قد تمنح معنى واضح عن ماهية الشعر، ومنها ما تم ذكره بالفعل، ويكون عبارة عن أكثر من بيت، بالإضافة إلى قول آخرون أن الشعر عبارة عن الكلام الذي تم القصد بوزنه وتقفيته قصدًا أوليًا، بينما ما جاء في عفوية الحديث ولم يقصد به الشعر، فليس من الممكن أن يُقال عليه هذا، حتى لو كان موزونًا.

ومن ناحية تاريخ الشعر، فإن اللغة عبارة عن كائن غير ثابت، فهو يتغير ويتبدل، ويعود هذا لكون اللغة العربية الفصحى قد مرت بالعديد من التغيرات والتطورات، كما مر عليها سنوات طويلة منذ وضع قواعدها لأول مرة، وإقرار نظام النحو والصرف والإعراب لها، إلى جانب أنه جاءت عليها ثقافات مختلفة ومتقلبة.[1]

الشعر عند العرب

لقد كان العرب في العصر الجاهلي من الأقوام الأمية، فقد كانت المشافهة هي الأسلوب الغالب عليها، حيث تقل فيها الكتابة ويكثر الحديث، ولذلك، لم يكن الشعراء الجاهليون يعملون على تدوين أشعارهم، وإنما كان الرواة يقومون بحفظ الشعر ونشره بين الناس، ويكونون في الغالب من ناشئة الشعراء، وأيضًا، فإن هؤلاء الرواة قد تمكنوا من الشعر بعد ذلك، فأصبح البعض منهم من الشعراء المشاهير، إذ أنه يوجد مصادر ذكرت أن زهير بن أبي سُلمى كان الراوي الخاص بأوس بن حجر، ومن ثم بات من أكثر الشعراء شهرةً.[1]

شاهد أيضًا: من هو امير الشعراء في العصر الجاهلي

من اول الانبياء الذي قال الشعر

إن أول الأنبياء الذي قال الشعر هو نبي الله آدم عليه السلام، وهذا ما ذُكر من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حينما سُئل عن هذا الأمر، فقد كان سيدنا آدم عليه السلام يرثي ابنه هابيل بعدما عرف بخبر مقتله بواسطة أخيه قابيل، إذ قال في قصيدته ما يلي:[2]

وجاورنا عدوًا ليس يفنى

لعينَ ألا يموتُ فنستريحُ؟

أهابلُ إن قُتلتَ فإنَّ قلبي

عليك اليوم مكتئبٌ جريح

فأجاب إبليس قائلاً

تنحَّ عن الجنان وساكنيها

ففي الفردوس ضاق بك الفسيحُ

وكنتَ بها وأهلك في رخاءٍ

وهمُّكَ عن أذى الدنيا مريح

فما برحت مكابدتي ومكري

إلى أن فاتك الثمنُ الرَّبِيْحُ

بكفِّك من جنان الخلد ريحُ

أول من قال الشعر على وجه الأرض

لقد ذُكر أن أول من قال الشعر على وجه الأرض هو سيدنا آدم عليه السلام، وذلك مثلما ورد عن ابن جرير الطبري خلال تفسيره عن علي رضي الله عنه، حيث قيل أنه لما قام قابيل بقتل أخاه هابيل حزن آدم عليه السلام كثيرًا وبكى على فقده، فرثاه بواسطة أبيات شعرية، وقد قال فيها:[3]

تغيرت البلاد ومن عليها ووجه الأرض مغبر قبيح        تغير كل ذي طعم ولون

وقل بشاشة الوجه الصبيح                               وبدل أهلها أثلا وخمطا

بجنات من الفردوس فيح                                  وجاورنا عدوا ليس ينسى

لعين ما يموت فنستريح                                     قتل قابيل هابيل أخاه

أقوال العلماء عن الشعر عند الأنبياء

قال مجموعة من العلماء إن الأنبياء ممنوع عليهم قول الشعر، ولكن في قصص النبي آدم عليه السلام لم يُذكر هذا، بجانب أنه لكل كاتب روايته، فهناك روايات عديدة تقول أن آدم هو أول من قال الشعر، بينما في روايات أخرى قال الأدباء إن أول من قال الشعر هو (العنبر بن تميم)، حيث كان المرادف لكلمة الشعر هي (الأناجيل) الخاصة بهم في عصر سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وحين قام عمر بن الخطاب بسؤال كعب الأحبار عن ماهية عثوره عن ذكر للشعر في الكتب المقدسة، فأجابه كعب بقوله:

“لقد وجدنا ذكر أناس أناجيلهم في صدورهم لا تعلمهم إلا العرب”

شاهد أيضًا: ما مكانة الشعر في الجاهلية؟

عناصر الشعر

يتكون الشعر العربي من مجموعة عناصر أساسية كما في التالي:

• الطريقة: وهي الأسلوب الذي يميز كل شاعر عن غيره.
• الخيال: يستعمله الشاعر من أجل تزيين القصيدة وإضافة الطابع المميز لها.
• الأنظمة: عندما ينظم الشاعر القصيدة بطريقة صحيحة، تصبح أكثر فصاحة.
• الشغف: وهو الشعور الذي ينتاب الشاعر خلال تأليف قصيدته، مثل: الفرح، الحزن، الغضب، أو الحب.
• الفكرة: حيث يقوم الشاعر عند كتابة الشعر بالاعتماد على فكرة رئيسية تعمل على الربط بين أبيات القصيدة الشعرية.

موضوعات الشعر

يتم تقسيم الشعر على أساس موضوعاته إلى ما يلي:

• الشعر القصصي: يتميز بكونه يروي قصة على هيئة شعر، حيث تتوافق فيه كافة العناصر الخاصة بالقصة.
• الشعر الغنائي: وهي القصيدة التي يغنيها الشاعر بجانب الآلة الموسيقية، وتم إطلاق عليه في الدراسات النقدية العربية ما يُعرف باسم (الشعر الوجداني).
• الشعر الملحمي: إنه الشعر الذي يحكي قصصًا عن البطولات، ويتضمن في أبياته الأخبار، الخوارق، القصص العظيمة، التضحية، النزعة الإنسانية، والأهداف القومية.
• الشعر المسرحي: وهو عبارة عن توظيف للشعر في شكل مسرحية، حيث إن المسرحية الشعرية تكون هي المسرحية المكتوبة بلغة الشعر أو لغة النثر التي لها طابع شعري، إذ يتضمن ذلك الشعر على حوار يشكل أساس الموضوع الذي تعتمد عليه المسرحية من حوارات خاصة بالممثلين، الأفعال، والمواقف.

أشكال الشعر

للشعر مجموعة من الأشكال ومنها التالي:[1]

• الشعر الحر: وهو أحد أنواع الشعر الحديث، وقد تم تسميته حرًا لأنه لا يلتزم قافية محددة، ولا حتى عدد محدد من التفعيلات، إنما يرتكز على تكرار تفعيلة ما لعدد من المرات، والتي تختلف من حيث العدد من شطر إلى آخر.
• الشعر العمودي: يُعرف بكونه الأساس في الشعر العربي، ومما يميز هذا النوع أن البيت الشعري فيه ينقسم إلى شطرين، الأول هو صدر البيت، بينما الثاني هو عجز البيت.
• الشعر المنثور: إنه مجموعة شعرية لا ترتكز على وزن أو قافية، وفي الغالب نجد القارئ لا يعتبره شعرًا في الأصل.
• شعر الرباعيات: هو أحد الأنواع الخاصة من الشعر، والذي يتميز عن غيره من حيث الشكل البنائي له، إذ يتكون من أربعة أبيات.

شاهد أيضًا: كتاب تجمع فيه قصائد شاعر من الشعراء

في نهاية مقالنا نكون قد ذكرنا تعريف الشعر وتاريخه، والشعر عند العرب، كما أوضحنا من اول الانبياء الذي قال الشعر، وأول من قال الشعر على وجه الأرض، بالإضافة إلى التعرف على أقوال العلماء عن الشعر عند الأنبياء، وعناصر الشعر، وكذلك موضوعات الشعر، أغراض الشعر، وأشكال الشعر.