حديث ان الله يطلع على عباده ليلة النصف من شعبان

حديث ان الله يطلع على عباده ليلة النصف من شعبان واحدٌ من الأحاديث التي وردت في فضل ليلة النصف من شعبان في شهر شعبان المبارك، فليلة النصف هي الليلة الخامسة عشرة في الشهر الثامن الهجري، والذي يسبق شهر رمضان المبارك، وهو موطئه ومقدّمةٌ له، فلذلك يسعى المسلمون لاغتنام بركة وقته باحثين عن كلّ الأحاديث والأدلة الشرعية التي ذكرت فضله، ومن خلال موقع المرجع سيتمّ تقديم كلّ المعلومات عن واحدٍ من الأحاديث الشريفة التي بيّنت وذكرت فضائل النصف من شعبان.

حديث ان الله يطلع على عباده ليلة النصف من شعبان

روى الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: “إنَّ اللهَ تعالى لَيطَّلِعُ في ليلةِ النصفِ من شعبانَ فيغفرُ لجميعِ خلْقِه، إلا لمشركٍ أو مشاحنٍ“.[1] وهذا الحديث يضمّ عدّة مسائل شرعية، فاطّلاع الله سبحانه وتعالى على عباده يكون في كلّ زمانٍ ومكان، فلماذا تخصيص النصف من شعبان، حيث إن أهل العلم ذكروا أنّ الإخبار للعباد بهذا الأمر وتذكيرهم بإحاطة الله بأخبارهم وأحوالهم، يلفت انتباههم ويجدد عزائمهم، فالإنسان بطبيعته ينسى، وقد خصّ الله سبحانه ليلة النصف من شعبان بالاطلاع الإلهي والمغفرة لجميع الخلق لأنّ في هذه الليلة بركة وتفضيل على غيرها من الليالي، وهي من ليالي شهرٍ مبارك، وقد عمّت المغفرة لجميع الخلق إلا المشرك والمشاحن، من عبد غير الله وأشرك به، ومن باغض وحاسد وخاصم وقاطع وحاقد، والذي يملك صفات الإفساد ذات البين، ولذلك خصّ الله المؤمنين المسلمين بالمغفرة والبركة في هذه الليلة والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: صحة حديث يطلع الله ليلة النصف من شعبان

صحة حديث ان الله يطلع على عباده ليلة النصف من شعبان

إنّ حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، والذي رواه عن فضل ليلة النصف من شعبان، وتمّ ذكره فيما سبق، فإنّ أهل العلم اختلفوا في صحّته، فمنهم من ضعّفه ومنهم من حسّنه، ففي الزوائد ورد أنّ إسناد ضعيف لضعف عبد الله لن لهيعة فيه، وتدليس الوليد بن مسلم، وفي الحديث اضطراب بيّنه الدار قطني في العلل وقال فيه أنّه غير ثابت، وقد روي الحديث عن معاذ بن جبل وعن عائشة أمّ المؤمنين وعن أبي هريرة أبي ثعلبة رضي الله عنهم جميعًا، لكنّ طرقه كلّها لا تخلو من الضعف، وبعضها فيه ضعفٌ شديد، وقد قال وقد ذكر ابن رجب الحنبلي: “وفي فضل ليلة نصف شعبان أحاديث متعددة، وقد اختُلف فيها، فضعّفها الأكثرون، وصحّح ابن حبان بعضها” وقد حسّنه الشيخ الألباني بمجموع طرقه والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: دعاء اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان مكتوب

هل ينزل الله إلى السماء الدنيا في ليلة النصف من شعبان

بعد بيان وذكر حديث إن الله يطلع على عباده ليلة النصف من شعبان، فإنّ من الضروري الإشارة أنّ نزول الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا لا يقترن بليلة النصف من شعبان فقط إنّما قد ثبت في الصحيحين أنّه ينزل إلى السماء الدنيا في كلّ ليلة في الثلث الأخير من الليل، فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ينزِلُ ربُّنا تبارَكَ وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى سماءِ الدُّنيا حينَ يبقى ثلثُ اللَّيلِ الآخرِ، فيقولُ: مَن يدعوني فأستجيبَ لَه؟ من يسألُني فأعطيَهُ؟ من يستغفِرُني فأغفرَ لَهُ”. [4] وفي النزول في ليلة النصف من شعبان أحاديث كثيرة فيها لين، وفي النزول كلّ ليلة أحاديث صحيحة وثابتة وليلة النصف من شعبان تشملها والله ورسوله أعلم.

أحاديث في ليلة النصف من شعبان

إنّ أكثر الأحاديث والآثار الواردة في ليلة النصف من شعبان ضعيفة أو موضوعة، ومن جملة الأحاديث الواردة فيها نذكر ما يأتي:[5]

• عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا كان ليلةُ النِّصْفِ من شعبانَ فقُومُوا ليلتَها، وصُومُوا يومَها، فإنَّ اللهَ ينزلُ فيها لغروبِ الشمسِ إلى سماءِ الدنيا فيقولُ: أَلَا مُسْتَغْفِرٌ فأَغْفِرَ له؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فأَرْزُقَه؟ أَلَا مُبْتَلًى فأُعافِيَه؟ أَلَا سائلٌ فأُعْطِيَه؟ إلا كذا إلا كذا؟ حتى يَطْلُعَ الفجرُ”. [6]
• عن راشد بن سعد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: “في لَيلةِ النَّصفِ مِن شَعبانَ يوحي اللَّهُ إلى ملَكِ الموتِ بِقبضِ كلِّ نفسٍ يريدُ قبضَها في تلكَ السَّنةِ”. [7]
• ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: “ينسخُ اللهُ في أربعِ ليالٍ الآجالَ والأرزاقَ: في ليلةِ النصفِ من شعبانَ، والأضحى، والفطرِ، وليلةِ عرفةَ”. [8]

فضل ليلة النصف من شعبان

إنّ من يطّلع على حديث إن الله يطلع على عباده ليلة النصف من شعبان فإنّه يدرك أنّ لليلة النصف من شعبان الفضل الكبير، فقد خصّها الله سبحانه وتعالى بمزية خاصة، فهو يطلع فيها على جميع خلقه، وجعلها ليلةً لمعرفة الذنوب والخطايا، فيغفر لهم جميعًا إلا مشركاً ومشاحن، حتى يترك شحناءه، ويصطلح مع من خاصمه، ولم يصحّ في فضلها أي حديثٍ آخر كما ذكر أهل العلم والله ورسوله أعلم.[9]

شاهد أيضًا: فضائل شهر شعبان والأعمال المستحبة فيه

حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان

اختلف أهل العلم فيما جاء بخصوص ليلة النصف من شعبان من أحاديث فمنهم من ضعفها ومنهم من صحح طائفةً منها، ولكن لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته الكرام أيّ حديثٍ أو أثر يدلّ على تخصيص هذه الليلة بنوعٍ معيّن من العبادة أو العمل، لكنّ التابعين اختلفوا فيها فمنهم من قال بجواز تخصيصها بالصلاة والذكر، وأنكره جمهورهم، وآخرون قالوا أنّه يصحّ ذلك لكن فرادى من غير جماعة، وقد كان التابعون من أهل الشام يحيونها في العبادة، وأخذ الناس عنهم ذلك، ولكن أنكر علماء الحجاز عليهم ذلك وعلماء المدينة وغيرهم، فلا يصحّ تخصيصها بأقوى الأقوال بعبادةٍ مخصوصة، ومن كان حريصًا من المسلمين على إحيائها عليه أن يعمل بما ثبت في الأثر وعدم اختراع عبادات حتّى لا يقع في البدع والإحداث في الدين فيقع في المحظورات والله أعلم.

شاهد أيضًا: حكم قول اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان

بهذا نصل لختام مقال حديث ان الله يطلع على عباده ليلة النصف من شعبان، والذي بيّن صحة الحديث الشريف وذكر معناه، وسلط الضوء على صحّة نزول الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا في كلّ ليلة، مع بيان بعض الأحاديث التي وردت في ليلة النصف، وبيان فضلها.