حديث يدل على محبة الرسول للانصار

حديث يدل على محبة الرسول للانصار رضي الله عنهم أجمعين، فالأنصار هم القوم الذين قد أعزّ الله -تعالى- بهم الإسلام وارتفعت فيهم راية التوحيد وانخرط رجالهم في جيوش الإسلام فاتحين لا تسقط لهم راية بإذن الله، وفي هذا المقال سوف يتوقف موقع المرجع لبيان حديث قد ذكره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدلّ على محبّته لأولئك القوم، إضافة إلى الإضاءة على كثير من الجزئيات التي تتصل بهذا الموضوع.

حديث يدل على محبة الرسول للانصار

لقد كان النبي -صلى الله عليه وسلّم- يعيش في مكّة ولقي من قومه من الأذى ما لقي، ثمّ هاجر إلى المدينة المنورة ليجد هنالك النصرة والمنعة والغلبة، وهناك حديث يدل على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم للانصار يقول فيه:

  • “الأنْصارُ لا يُحِبُّهُمْ إلَّا مُؤْمِنٌ، ولا يُبْغِضُهُمْ إلَّا مُنافِقٌ، فمَن أحَبَّهُمْ أحَبَّهُ اللهُ، ومَن أبْغَضَهُمْ أبْغَضَهُ اللهُ”.[1]

شاهد أيضًا: اذا قرعت الكؤوس حرم ما فيها صحة الحديث

من هم الأنصار

الأنصار هم الشعوب التي كانت تسكن المدينة المنورة قبل الإسلام، وبعد الإسلام هاجر إليهم النبي -صلى الله عليه وسلّم- فنصروه وآزروه واستعملوا سيوفهم في سبيل نصرة هذا الدين، وآخى النبي -عليه الصلاة والسلام- بينهم وبين المهاجرين حين وصل إلى المدينة المنوّرة.

قبائل الأنصار

لقب الأنصار هو لقب أطلقه القرآن الكريم على أبناء قبيلتي الأوس والخزرج الذين نصروا الإسلام وعزّروه ومنعوا عنه كيد المعتدين، والأوس والخزرج هما قبيلتان يمانيّتان يرجع نسبهم إلى أمّ واحدة هي “قيلة”، وأمّا أبواهم فهما الأوس بن حارثة والخزرج بن حارثة، فكانوا يُنادَون إذا ما أُريد جمعهم معًا “أبناء قيلة”، ولكنّ الله -تعالى- أبدلهم لقبًا خيرًا منه مرتبطًا بالإسلام وهو لقب الأنصار؛ أي الذين ناصروا الدين والملّة، يقول تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.[2][3]

سبب تسمية الأنصار بهذا الاسم

لقد اتفق المسلمون على أنّ سبب تسمية الأنصار بهذا الاسم هو نصرتهم لدين الإسلام وتجريد سيوفهم واموالهم وأنفسهم وأولادهم في سبيل نصرته وإعلاء كلمته، ولذلك استحقّوا ثناء الله -تعالى- في القرآن الكريم وثناء النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الشريف، وكانوا آخر ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم؛ ففي الحديث الذي يرويه أنس بن مالك -رضي الله عنه- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “أُوصِيكُمْ بالأنْصَارِ، فإنَّهُمْ كَرِشِي وعَيْبَتِي، وقدْ قَضَوُا الذي عليهم، وبَقِيَ الذي لهمْ، فَاقْبَلُوا مِن مُحْسِنِهِمْ، وتَجَاوَزُوا عن مُسِيئِهِمْ”.[4][5]

شاهد أيضًا: ما الشرط في طلب العلم لتحقيق الوعد المذكور في حديث أبي هريرة رضي الله عنه؟

قصة الأنصار والغنائم

إنّ قصة الأنصار مع الغنائم هو ما حدث يوم حنين بعد أن قسم النبي -صلى الله عليه وسلم- الغنائم بين المسلمين، فقد أعطى حديثي العهد بالإسلام وأعطى المهاجرين الفقراء ولم يُعطِ الأنصار، فحزن الأنصار لذلك كثيرًا وعاتبوا النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك، فجاءه سعد بن عبادة -رضي الله عنه- يشكو إليه ما يجد قومه، فلمّا علم النبي -صلى الله عليه وسلم- مقالتهم جمعهم وخطب فيهم فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال:[6]

“يا مَعشَرَ الأنصارِ، ما قالَةٌ بلَغَتْني عنكم، وجِدَةٌ وجَدْتُموها في أنفسِكم؟ ألم آتِكم ضُلَّالًا فهداكم اللهُ بي، وعالةً فأغناكم اللهُ بي، وأعداءً فألَّف اللهُ بين قلوبِكم؟ قالوا: اللهُ ورسولُهُ أمَنُّ وأفضَلُ، ثم قال: ألَا تُجِيبوني يا مَعشَرَ الأنصارِ؟ قالوا: بماذا نُجِيبُك يا رسولَ اللهِ؟ للهِ ولرسولِهِ المَنُّ والفضلُ، قال: أمَا واللهِ لو شِئْتُم لقُلْتُم، فلَصدَقْتُم ولَصُدِّقْتُم: أتَيْتَنا مكذَّبًا فصدَّقْناك، ومخذولًا فنصَرْناك، وطريدًا فآوَيْناك، وعائلًا فآسَيْناك، أوجَدْتُم عليَّ يا مَعشَرَ الأنصارِ في أنفسِكم في لُعَاعةٍ مِن الدُّنيا، تألَّفْتُ بها قومًا ليُسلِموا، ووكَلْتُكم إلى إسلامِكم؟ ألَا تَرضَوْنَ يا مَعشَرَ الأنصارِ أن يَذهَبَ الناسُ بالشاءِ والبعيرِ، وتَرجِعون برسولِ اللهِ إلى رحالِكم؟! فوالذي نفسُ محمَّدٍ بيدِهِ، لَمَا تنقلِبون به خيرٌ ممَّا ينقلِبون به، ولولا الهجرةُ لكنتُ امرأً مِن الأنصارِ، ولو سلَك الناسُ شِعْبًا وواديًا، وسلَكتِ الأنصارُ شِعْبًا وواديًا، لسلَكْتُ شِعْبَ الأنصارِ وواديَها، الأنصارُ شِعارٌ، والناسُ دِثارٌ، اللهمَّ ارحَمِ الأنصارَ، وأبناءَ الأنصارِ، وأبناءَ أبناءِ الأنصارِ، قال: فبكى القومُ حتى أخضَلُوا لِحاهم، وقالوا: رَضِينا برسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قِسْمًا وحظًّا، ثم انصرَف رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وتفرَّقوا”.[7][6]

سبب محبة الرسول صلى الله عليه وسلم للانصار

إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمّا وجد من الأنصار المنعة والحماية والدفاع المستميت عن الدين والكرم والحفاوة التي كانت منهم تجاه المهاجرين فإنّ ذلك قد ترك في نفسه الشريفة أثرًا بالغًا جعله يتعاطف مع الأنصار ويرجو لو كان منهم، ويظهر ذلك في قوله في الحديث آنف الذكر: “لولا الهجرةُ لكنتُ امرأً مِن الأنصارِ، ولو سلَك الناسُ شِعْبًا وواديًا، وسلَكتِ الأنصارُ شِعْبًا وواديًا، لسلَكْتُ شِعْبَ الأنصارِ وواديَها، الأنصارُ شِعارٌ، والناسُ دِثارٌ”.[7]

شاهد أيضًا: هو أقل مرتبة من باقي السنن وغالب ما ينفرد به يكون ضعيفا

حديث يدل على محبة الرسول لامته

لقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أكثر الأنبياء رأفة بقومه وبأمّته، وقد جاءت الآيات القرآنيّة الكثيرة تخبر بأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- هو خير نبي مرسل لخير أمّة، ومن الآيات الدالة على محبته البالغة لأمّته قوله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ}،[8] ويتجلّى ذلك في قوله -صلى الله عليه وسلّم- في الحديث الشريف: “لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجابَةٌ، فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ، وإنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتي شَفاعَةً لِأُمَّتي يَومَ القِيامَةِ، فَهي نائِلَةٌ إنْ شاءَ اللهُ مَن ماتَ مِن أُمَّتي لا يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا”.[9][10]

شاهد أيضًا: شرح حديث من ذا الذي يتألى علي إسلام ويب

مظاهر محبة الرسول وعلاماتها

إنّ محبّة النبي -صلى الله عليه وسلّم- لها مظاهر وعلامات تدلّ عليها، ومنها:[11]

  • اتباع سنّته والتزامها وعدم الميل عنها.
  • الإكثار من ذكره -عليه الصلاة والسلام- والصلاة عليه.
  • تمنّي رؤيته والشوق إلى لقياه.
  • محبّة الكتاب الذي أنزل إليه والاهتداء به والاحتكام إليه وجعله دستورًا للحياة.

شاهد أيضًا: صحة حديث سيدخل عليكم عكرمة بن أبي جهل مسلم

وإلى هنا يكون قد تم مقال حديث يدل على محبة الرسول للانصار بعد الوقوف على الحديث المُراد والتطرّق إلى مسائل متنوّعة تخصّ الانصار وسبب محبتهم ومحبة النبي -عليه الصلاة والسلام- لهم ولأمّته وغير ذلك مما مرّ في المقال.

المراجع

  1. صحيح البخاري , البخاري، البراء بن عازب، الرقم: 3783، حديث صحيح.
  2. سورة التوبة , الآية: 100
  3. saaid.net , الأوس والخزرج , 05/10/2021
  4. صحيح البخاري , البخاري، أنس بن مالك، الرقم: 3799، حديث صحيح.
  5. alukah.net , منزلة الأنصار في الإسلام , 05/10/2021
  6. islamstory.com , موقف الأنصار من توزيع غنائم حنين , 05/10/2021
  7. تخريج زاد المعاد , شعيب الأرناؤوط، أبو سعيد الخدري، الرقم: 3/416، حديث إسناده صحيح.
  8. سورة التوبة , الآية: 128
  9. صحيح مسلم , مسلم، أبو هريرة، الرقم: 199، حديث صحيح.
  10. ar.islamway.net , من صور حب النبي صلى الله عليه وسلم لأمته , 05/10/2021
  11. islamonline.net , محبة النبي صلى الله عليه وسلم , 05/10/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *