خمس احاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد مختصر

خمس احاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد مختصر هو موضوع هذا المقال. فقد فرض الإسلام على الإنسان نظاماً أخلاقيّاً شاملاً. يضمن انضباط المسلم وحسن سلوكه مع ربّه جلّ جلاله. و كذلك مع نفسه أو مع غيره من المسلمين. كما شكّل هذا النّظام القواعد واللّبِنات الأساسيّة لبناء المجتمع الإسلاميّ الصّحيح والسّليم. و كذلك يساعدنا موقع المرجع على شرح بعضٍ من مبادئ الأخلاق ونظامها. و ذكر الدّلائل عليها من السّنّة النّبويّة الشّريفة. كما يهتمّ ببيان وتعريف مكارم الأخلاق وأهميّتها.

شمائل الرسول

خلق الله تعالى الرّسول محمّد بن عبد الله الهاشميّ. كامل الأخلاق والصّفات الخارجيّة والباطنيّة. وجعله أحسن البشر وأفضلهم على الإطلاق. كما لم يشهد العالم أحسن منه خلُقاً وطبعاً، وقد اصطفاه ليكون هو نبيّ الأمّة. وخاتم الأنبياء والرّسل عليهم السّلام، وحامل أعظم الرّسالات السّماويّة. رسالة الإسلام والقرآن الكريم، وقد عصمه الله تعالى عن كلّ ذنب ٍوكلّ سوءٍ كان يفعله البشر في أيّام الجاهليّة. حيث كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على ملّة التّوحيد. أي ملّة جدّه إبراهيم عليه السّلام.

وإنّ في سيرته العطرة وصفٌ دقيقٌ لصفاته الخَلْقيّة والخلُقيّة، وممّا لا شكّ فيه إطلاقاً أنّه كان كالبدر. لشدّة جماله وكمال خِلْقته، يخرج النّور من وجهه وثناياه، كما أنّه كان -عليه الصّلاة والسّلام- فصيح اللّسان، شجاعاً، صادقاً وأميناً. و كذلك لقّبته قريشٌ بالصّادق الأمين. وكان كريماً جواداً، صبوراً حليماً، وفيّاً إذا عاهد، رحيماً بالكبير والصّغير، متواضعاً مسامحاً ومسالماً.  شديداً أي أنّه كان يسيطر على غضبه. كما قد قال الله تعالى بوصف  حسن خلقه: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ}.[1] ومهما جُمع من الكلام والحديث، فلن يصف رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وصفاته العظيمة، وأخلاقه الحسنة الكريمة، صلّى الله عليه وسلّم.[2]

خمس احاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد مختصر

أمر الله تعالى المسلمين بالتّحلّي بالأخلاق الحسنة. كما أوصى رسوله الكريم -عليه الصّلاة والسّلام- بذلك أيضاً. وذلك لما للأخلاق الحسنة من أهميّةٍ وفضلٍ في حياة الفرد و كذلك المجتمع. فالأخلاق الحسنة هي جوهر الإسلام وسنّة الأنبياء والمرسلين، وأهمّ الصّفات الحسنة وأعظمها، والّتي يجب أن يتحلّى بها كلّ مسلمٍ هي الصّبر والحِلم والوفاء بالعهد والعفو، فإن تواحدت هذه الصّفات بالمسلم، صلُح حاله وانتظم سلوكه بإذن الله تعالى، وفيما يأتي ستذكر خمس احاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد :[3]

  • قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له”.[4]
  • كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- في حديثه: “ومن يتصبَّرْ يصبرْه اللهُ، وما أُعطيَ أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسعُ من الصبرِ”.[5]
  • كذلك قال -صلّى الله عليه وسلّم- في الحِلم: “ليسَ الشَّدِيدُ بالصُّرَعَةِ، إنَّما الشَّدِيدُ الذي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ”.[6]
  • و كذلك قال النّبيّ عليه أفضل الصّلاة والسّلام: ” ما نقصت صدقةٌ من مالٍ ، وما زاد اللهُ عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا ، وما تواضع عبدٌ إلا رفعه اللهُ”.[7]
  • كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ” مَن كانَ بَينَهُ وبَينَ قومٍ عهدٌ، فَلا يَشُدَّ عُقدةً ولا يَحُلَّها حتَّى ينقضيَ أَمَدُها، أو يَنْبِذَ إليْهِمْ على سواءٍ”.[8]
  • وإنّ المسلم إن تحلّى بهذه الصّفات والأخلاق المحمودة والحسنة، فقد أطاع الله تعالى ورسوله الكريم، ويجزيه الله بها عظيم الأجر والثّواب والله أعلم.

شاهد أيضًا: أحاديث نبوية تحث على التحلي بالأخلاق الحسنة

أحاديث عن الصبر

إنّ الخوض في ذكر خمس احاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد يقتضي ذكر أحاديث عن الصبر . فالصبر من الأخلاق العظيمة، الّتي يهبها الله تعالى لعباده في الأرض، وإنّ الصبر فضله عظيمٌ وثمراته كثيرة، وذكرت السّنّة النّبويّة الشّريفة، العديد من الأحاديث الّتي تحثّ المسلم أن الصّبر في مختلف المواقف، ليعوضه الله تعالى بصبره واحتسابه خير الجزاء، ومن هذه الأحاديث ما يأتي:[9]

  • قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “قال اللهُ عزَّ وجلَّ : إذا ابتليتُه بحبيبَتِيه يريد عينَيه ثم صبَر ، عوَّضتُه الجنَّةَ”.[10]
  • عن أنس رضي الله عنه قال: “مَرَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بامْرَأَةٍ عِنْدَ قَبْرٍ وهي تَبْكِي، فَقالَ: اتَّقِي اللَّهَ واصْبِرِي”.[11]
  • ومن الأحاديث يفهم المسلم ويتعلّم أن يصبّر نفسه عند المصيبة والبلاء، فما ذلك البلاء إلّا امتحانٌ من الله تعالى، وفيه عظيم الأجر، والصّبر هو ديلل النّجاح في هذا الامتحان والله أعلم.

شاهد أيضًا: حكم وأمثال عن الصبر

أحاديث عن الحلم

الحِلم هو التّأنّي في الأمور، وهو إمساك النّفس وقت غضبها وثورانها، والحلم من أهمّ الصّفات الّتي وجب للمؤمن أن يتّصف بها، والحِلم من صفات الله -تبارك وتعالى- فهو الحليم. وممّا ورد في الحديث عن الحلم:[12]

  • قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لأشجّ عبد القيس: “إِنَّ فيكَ لَخَصْلَتَيْنِ يحبُّهُما اللهُ : الحِلْمُ والأناةُ”.[13]
  • كما حثّ النّبيّ على التّحلّي بصفة الحلم في حديثه: “التَّأَنِّي مِنَ اللهِ والعَجَلَةُ مِنَ الشيطانِ”.[14]
  • إنّ من واجب المسلم أن يطيع الله تعالى فيما أمر، وأن يتّصف بالصّفات الّتي يحبّها الله تعالى ويرضى عنها والله أعلم.

أحاديث عن العفو

و كذلك بعد ذكر خمس احاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد لا بدّ من ذكر أحاديث عن العفو. وإنّ معنى العفو هو الصّفح والتّجاوز عن الخطايا والزلّات، ولا يتّصف بصفة العفو إلّا كلّ كريمٍ، أخلص وجهه لله تعالى، وامتنع عن حبّ الدّنيا، فيصفح عن من أخطأ معه أو ظلمه أو ضرّه بسوء، وأوصى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أن يكثر الإنسان من طلب لعفو والغفران من الله تعالى، فهو منجاه الوحيد، ومن الأحاديث الّتي تحدّثت عن خلُق العفو:[15]

  • قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ارْحموا تُرحَموا واغفروا يُغفرْ لكم”.[16]
  • كذلك قال عليه الصّلاة والسّلام: “جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ – صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ – ، فقالَ : يا رسولَ اللَّهِ كم نَعفو عنِ الخادِمِ ؟ ! فصمَتَ ، ثمَّ أعادَ علَيهِ الكلامَ ؟ فصَمتَ فلمَّا كانتِ الثَّالثةُ ؛ قالَ : اعفوا عنهُ كلَّ يومٍ سبعينَ مرَّةً”.[17]
  • والعفو عند المقدرة يجزي به الله تعالى صاحبه بالخير الكثير والفضل العظيم في الدّنيا والآخرة والله أعلم.

أحاديث عن الوفاء بالعهد

الوفاء بالعهد من صفات المؤمنين الصّادقين، وهي من صفات الأنبياء والرّسل والصّحابة الكرام، ونقض العهود من أخطر الصّفات وأسوءها،وممّا ورد في الحديث عن الوفاء بالعهد:[18]

  • حذر رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- من نقض العهد وغدره بقوله: “أربعةٌ من كنَّ فيهِ كانَ مُنافقًا ،أو كانَت فيهِ خصلةٌ منَ الأربعِ كانت فيهِ خَصلةٌ منَ النِّفاقِ حتَّى يدعَها، وإذا وعدَ أخلفَ ، وإذا عاهدَ غدرَ”.[19]
  • كذلك قال عليه الصّلاة والسّلام: “إنَّ خيارَ عبادِ اللهِ الموفون المطَيَّبون”.[20]
  •  على المسلم أن يتحلّى بالوفاء وألّا ينقض العهود، فيحاسبه الله تعالى يوم القيامة أشدّ الحساب على ذلك، والله أعلم.

أحاديث عن التسامح

التسامح في الإسلام هو حسن المعاملة، وهو اللّين في كلام والمعاملة في شتّى أنواع العلاقات بين المسلمين، وقد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- سمحاً متسامحاً، ليّناً وطيّباً، في كلامه ومعاملته، وذلك مع أزواجه وخدمه وأصحابه وكلّ غريب، كما حثّ المسلمين على التّصاف بهذه الصّفة العظيمة، وذكرها في عدّة أحاديث مباركة، ومنها:[21]

  • قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “رحمَ اللَّهُ عبدًا سمحًا إذا باعَ سمحًا إذا اشترى سمحًا إذا اقتضى”.[22]
  • و كذلك قوله عليه الصّلاة والسّلام: “ألا أخبرُكم بمَن يُحرَّمُ على النَّارِ ، وبمَن تُحرَّمُ علَيهِ النَّارُ ؟ علَى كلِّ قَريبٍ هيِّنٍ سَهلٍ”.[23]
  • لكنّ الإسلام لم يحمد ويمدح هذا الخلق في كلّ الأحيان، فالمسلم لا يجب أ، يكون هيّناً وليّناً ومتساهلاً في كلّ الأمور، فعند العلم بحدوث المضرّة والأذى إذا اُستعمل اللّين والسّهل، فالأولى ألّا يكون المرء متسامحاً والله أعلم.

مكارم الأخلاق وواجب المسلم تجاهها

كذلك إنّ مكارم الأخلاق هي أساس كلّ دعوةٍ سماويّة. كما تلعب الأخلاق دوراً مهمّا ًفي تأسيس المجتمع الإسلاميّ الصّحيح الّذي يعيش أراده بانسجامٍ وفق نظامٍ أخلاقيٍّ يقوّم سلوكهم ومعاملاتهم. وعلى كلّ مسلم ٍأن يتحلّى بالصّفات الحميدة الّتي اتّصف بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. و كذلك أن يتّبع هديه فيطيع بذلك الله تعالى، ويجزيه بذلك الله تعالى عظيم الأجر والفضل في حياته الدّنيا والآخرة. كما أنّ من واجبه نشر الأخلاق والصّفات الحسنة بين المسلمين وغير المسلمين، وذلك لتحسين العالم الإسلاميّ، وإصلاح بعضٍ من فساد المجتمعات. و كذلك تنظيم سلوك الأفراد وطرق التّعامل مع بعضهم البعض، ولله أعلم.[24]

شاهد أيضًا: أحاديث فتن آخر الزمان الصحيحة

الأخلاق والصّفات الحميدة من أهمّ المقوّمات الاجتماعيّة والمعيشيّة. والّتي يجب أن يراعيها كلّ مسلمٍ ومسلمة. وقد حثّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على الاتّصاف بالأخلاق الحسنة. و كذلك بيّن فضلها وأهميّتها. كما قد ذكر هذا المقال خمس احاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد . والتي ينبغي على كلّ مسلمٍ التّحلّي بها. و كذلك نشرها بين النّاس في المجتمع الإسلاميّ.

المراجع

  1. سورة القلم , الآية 4
  2. alukah.net , من شمائل المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم , 25/04/2021
  3. dorar.net , الأَخلاق المحمودة , 25/04/2021
  4. صحيح مسلم , مسلم/صهيب بن سنان الرومي/2999/صحيح
  5. مجموع الفتاوى , ابن تيمية/أبو سعيد الخدري/575/10/صحيح
  6. صحيح البخاري , البخاري/أبو هريرة/6114/صحيح
  7. الاستذكار , ابن عبدالبر/أبو هريرة/624/7/محفوظ مسند صحيح، وروي من طرق شتى كثيرة
  8. تخريج شرح السنة , شعيب الأرناؤوط/عمرو بن عبسة/166/11/إسناده صحيح
  9. dorar.net , الترغيب في الصبر في السنة النبوية , 25/04/2021
  10. صحيح الأدب المفرد , الألباني/أنس بن مالك/414/صحيح
  11. صحيح البخاري , البخاري/أنس بن مالك/1252/صحيح
  12. dorar.net , التَّرغيب في الحِلْم في السُّنَّة النَّبويَّة , 25/04/2021
  13. صحيح الأدب المفرد , الألباني/ أبو سعيد الخدري/455/صحيح
  14. صحيح الترغيب , الألباني/أنس بن مالك/2677/حسن
  15. dorar.net , الترغيب في العفو والصفح في السنة النبوية , 25/04/2021
  16. الترغيب والترهيب , المنذري/عبدالله بن عمرو/286/3/إسناده جيد
  17. تخريج مشكاة المصابيح , الألباني/عبدالله بن عمر/3302/إسناده صحيح
  18. dorar.net , الترغيب في الوفاء بالعهد والوعد في السنة النبوية , 25/04/2021
  19. صحيح النسائي , الألباني/عبدالله بن عمرو/5035/صحيح
  20. صحيح الجامع , الألباني/أبو حميد الساعدي وعائشة/2062/صحيح
  21. islamweb.net , التسامح النبوي , 25/04/2021
  22. صحيح ابن ماجه , الألباني/جابر بن عبدالله/1804/صحيح
  23. صحيح الترمذي , الألباني/عبدالله بن مسعود/2488/صحيح
  24. dorar.net , أهميَّة الأخلاق , 25/04/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *