حديث عن الوطن وحبه
جدول المحتويات
حديث عن الوطن وحبه، إنّ الوطن هو المحيا والمُتنفس، وهو الذي يُثبتُ كيان الإنسان منذ لحظة وجودهِ، والإنسانُ الحق هو منْ يدافع عن وطنه، ويحبه، ويبذل الغالي والنفيس في سبيل رفعته وعلوهُ ونهضته، ويجب على الإنسان أن يكون وفيًا ومحبًا لوطنه، وحاميًا ومدافعًا عنه بكل ما يستطيع، ومن خلال موقع المرجع سندرجُ مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة عنْ حب الأوطان.
حديث عن الوطن
إنّ الوطنُ هو المكان الذي يقيمُ فيه الإنسان ويستقر، وهو مأمن الإنسان وأمنهُ، وحبه وكيانه، ووُجِب عليه أن يدافع عنه، ويضحي من أجله بكل ما يملكه، ويستطيعه من قول أو فعل، وهذه هيّ فطرة الإنسان النقية، والعقيدة الإسلامية، وسنة رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، ومن الأحاديث النبوية التي جاءت عن الوطن وحبهُ ما يأتي:
- عن عبد الله بن عدي بن الحمراء -رضي الله عنه- قال: “أنَّهُ سمعَ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- وَهوَ واقفٌ بالحَزوَرةِ في سوقِ مَكَّةَ، وَهوَ يقولُ واللَّهِ إنَّكِ لخيرُ أرضِ اللَّهِ، وأحبُّ أرضِ اللَّهِ إليَّ ولولا أن أَهْلَكِ أخرَجوني منكِ ما خَرجتُ“.[1]
- ورد في حديث سكت عنه عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “كان النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يقولُ للإنسانِ إذا اشتَكى، يقولُ برِيقِهِ، ثمَّ قال به في التُّرابِ: تُربةُ أَرضِنا، برِيقةِ”.[2]
شاهد أيضًا: حديث نبوي شريف عن الوطن
حديث عن حب الوطن
إن حب الأوطان يزرعُ في كيان الإنسان ونفسهُ وروحهُ منذ الصغر، فحب الوطن يأتي من فطرة الإنسان السليمة دونَ تكلف أو تعلم، فمن لا يحب الوطن الذي ينتمي إليه ويتجسد في كيانه، فالوطن هو الدفء والطمأنينة والمستقر، وقد حثّت الشرائع والديانات السماوية على حب الوطن، ويتجسدُ ذلك في حب رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، حيث قال في الأحاديث النبوية الشريفة ما يأتي:
- قال رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-: “ما أطيبَكِ من بلَدٍ وأحبَّكِ إلَيَّ، ولولا أنَّ قومِي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيرَكِ”.[3]
- روي عن عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ لَقَلَّ يَوْمٌ كَانَ يَأْتِي عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَّا يَأْتِي فِيهِ بَيْتَ أَبِي بَكْرٍ أَحَدَ طَرَفَيْ النَّهَارِ، فَلَمَّا أُذِنَ لَهُ فِي الْخُرُوجِ إِلَى الْمَدِينَةِ لَمْ يَرُعْنَا إِلَّا وَقَدْ أَتَانَا ظُهْرًا، فَخُبِّرَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ مَا جَاءَنَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلَّا لِأَمْرٍ حَدَثَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا هُمَا ابْنَتَايَ يَعْنِي عَائِشَةَ وَأَسْمَاءَ قَالَ أَشَعَرْتَ أَنَّهُ قَدْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ قَالَ الصُّحْبَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الصُّحْبَةَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عِنْدِي نَاقَتَيْنِ أَعْدَدْتُهُمَا لِلْخُرُوجِ، فَخُذْ إِحْدَاهُمَا قَالَ قَدْ أَخَذْتُهَا بِالثَّمَنِ.[4]
شاهد أيضًا: موضوع تعبير عن حب الوطن بالعناصر والمقدمة والخاتمة قصير
حديث عن حب الأوطان من الايمان
يعتقد بعض الأشخاص أن مقولة (حب الأوطان من الايمان) مما ورد عن قول رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولكن الصواب أن ذلك من الكذب والوضع عليه صلى الله عليه وسلم، ولكن هذا لا يمنع ولا يعارض أن يكون الإنسان محبًا لوطنه، وفيًا ومخلصًا له، فحب الوطن من الفطرة السليمة التي يشبُّ عليها الإنسان منذ صغرهِ، ولحب الوطن صور عدة منها: حبّ الأوطان بالسلوكات والأفعال السليمة والسويّة، مع الالتزام بالقيم والمبادئ الحسنة، والحرص على تقديم النصيحة للآخرين، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والتضحية لأجل الوطن، والدفاع عنه، وإيثاره، وتقديمه على المصلحة الفردية.
شاهد أيضًا: قصة قصيرة عن حب الوطن السعودية
أحاديث عن حب النبي لوطنه
عرف عن نبي الله محمد -صلى الله عليه وسلم- حبه لمكة المكرمة في كثير من المواقف والأفعال، ويكفينا حرصه على تطهيره من عبادة الأوثان، والدفاع عنه، ورفع الظلم عن أرضه، ومن الأحاديث النبوية عن حب النبي -صلى الله عليه وسلم- لوطنه ما يأتي:
- قال رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-: “اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في مَدِينَتِنَا، اللَّهُمَّ إنَّ إبْرَاهِيمَ عَبْدُكَ وَخَلِيلُكَ وَنَبِيُّكَ، وإنِّي عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وإنَّه دَعَاكَ لِمَكَّةَ، وإنِّي أَدْعُوكَ لِلْمَدِينَةِ بمِثْلِ ما دَعَاكَ لِمَكَّةَ، وَمِثْلِهِ معهُ”.[5]
- قال رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-: “اللَّهُمَّ حَبِّبْ إلَيْنا المَدِينَةَ كَحُبِّنا مَكَّةَ، أوْ أشَدَّ وصَحِّحْها وبارِكْ لنا في صاعِها ومُدِّها”.
شاهد أيضًا: اذاعة مدرسية عن حب الوطن السعودي كاملة
حديث عن الوطن للاذاعة المدرسية
لا بدّ من إدراج الثقلين في الإذاعة المدرسية، وهما آيات من كتاب الله -عز وجل-، وأحاديث من سنة رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، حيث أن فيهما تأكيد ودليل واضح وصريح على مدى أهمية حب الأوطان، والدفاع عنها، وحمايتها، وفيما يأتي حديث عن الوطن للاذاعة المدرسية:
- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “لَمَّا قَدِمَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- المَدِينَةَ، وُعِكَ أبو بَكْرٍ وبِلَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، قَالَتْ: فَدَخَلْتُ عليهمَا، قُلتُ: يا أبَتِ كيفَ تَجِدُكَ؟ ويَا بلَالُ كيفَ تَجِدُكَ؟ قَالَتْ: وكانَ أبو بَكْرٍ إذَا أخَذَتْهُ الحُمَّى، يقولُ: كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ في أهْلِهِ… والمَوْتُ أدْنَى مِن شِرَاكِ نَعْلِهِ، وَكانَ بلَالٌ إذَا أقْلَعَتْ عنْه يقولُ: أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هلْ أبِيتَنَّ لَيْلَةً… بوَادٍ وحَوْلِي إذْخِرٌ وجَلِيلُ؟ وَهلْ أرِدَنْ يَوْمًا مِيَاهَ مِجَنَّةٍ… وهلْ تَبْدُوَنْ لي شَامَةٌ وطَفِيلُ قَالَتْ عَائِشَةُ: فَجِئْتُ إلى رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فأخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ حَبِّبْ إلَيْنَا المَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أوْ أشَدَّ، اللَّهُمَّ وصَحِّحْهَا، وبَارِكْ لَنَا في مُدِّهَا وصَاعِهَا، وانْقُلْ حُمَّاهَا فَاجْعَلْهَا بالجُحْفَةِ“.[6]
- قال رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-: “اللَّهُمَّ اجْعَلْ بالمَدِينَةِ ضِعْفَيْ ما جَعَلْتَ بمَكَّةَ مِنَ البَرَكَةِ”.[7]
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا حديث عن الوطن وحبه، حيث أدرجنا ثلةٌ كبيرة من الأحاديث النبوية المطهرة عن حب الوطن والإخلاص له والدفاع عنهُ وحمايته.
المراجع
- صحيح مسلم , مسلم،أبو هريرة،1373،صحيح
- سنن أبي داود , أبو داود،عائشة أم المؤمنين،3895،سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]
- الاستذكار , ابن عبد البر،عبد الله بن عدي بن الحمراء،2/451،حسن صحيح ثابت ولم يأت من وجه صحيح شيء يعارضه
- صحيح البخاري , البخاري، عائشة ام المؤمنين، 2138، صحيح
- صحيح ابن حبان , ابن حبان، أبو هريرة، 3747، أخرجه في صحيحه
- صحيح البخاري , البخاري،عائشة أم المؤمنين،5654،صحيح
- صحيح البخاري , البخاري،أنس بن مالك،1885،صحيح
التعليقات