اذا قرعت الكؤوس حرم ما فيها صحة الحديث

اذا قرعت الكؤوس حرم ما فيها صحة الحديث تنتشر بين الناس الكثير من الأحاديث الموضوعة وغير الصحيحة، والتي تنسب كذبًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فيسعى الناس للبحث عن صحة هذه الأحاديث، لذلك يهتم موقع المرجع في الحديث عن اذا قرعت الكؤوس حرم ما فيها صحة الحديث، وعن هل قرع الكؤوس حرام، وعن الحكمة من تحريم الخمر.

اذا قرعت الكؤوس حرم ما فيها صحة الحديث

إن حديث اذا قرعت الكؤوس حرم ما فيها المنتشر بين الناس لا أصل له في السنة النبوية، ولم يرد له ذكره حتى في كتب الموضوعات، فيبدو أنه متأخر الوضع والانتشار بين الناس، وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن حديث: “ما تقارع كأسان إلا حرم ما فيهما”، فأجاب: “ليس له أصل”، وسئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: هل هذا القول حديث: “إذا قرع الكأس بالكأس حرم ما فيه”، وما درجة صحته إن كان حديثا؟ فأجاب بقوله: “لا يصح، لا يصح”.[1]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي قطع راسه وشرب الخمر في جمجمته

هل قرع الكؤوس حرام

إن حكم قرع الكؤوس عند الشرب فهو المنع والتحريم؛ لما فيه من تشبه ظاهر بعادات شاربي الخمور الذين يتخذون بعض المظاهر عادات لهم في وقوعهم في المعصية، يقول الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله: “لو اجتمع جماعة، وزينوا مجلسا، وأحضروا آلات الشرب وأقداحه، وصبوا فيها السكنجبين، ونصبوا ساقيا يدور عليهم ويسقيهم، فيأخذون من الساقي ويشربون، ويحيى بعضهم بعضا بكلماتهم المعتادة بينهم، حَرُمَ ذلك عليهم وإن كان المشروب مباحا في نفسه؛ لأن في هذا تشبها بأهل الفساد”، والسكنجبين: شراب مركب من حامض وحلو.[2]

الحكمة من تحريم الخمر

الخمر أم الخبائث، وقد حرم الإسلام قليلها وكثيرها، وتحريم المحرمات على هذه الأمة هو تحريم حفظ وصيانة، لا تحريم عقوبة وحرمان، ولما كانت الخمر تغطي عقل شاربها، فيتصرف تصرفات تضر البدن والروح، والمال والولد، والعرض والشرف، والفرد والمجتمع ونحو ذلك من المفاسد المترتبة على زوال العقل، ولما تسببه من الأمراض والضغط والبله والجنون، ولما تسببه من العداوة والبغضاء، والصد عن ذكر الله والصلاة، وتعطيل العمل، وانتهاك الحرمات والمحرمات، ولما في تناولها من الجناية على العقل الذي شرف الله به الإنسان على غيره، ولما فيها من الخبث والضرر على القلب والعقل والدماغ والكبد، فلهذه الأسباب وغيرها حرم الله الخمر من كل وجه تناولاً، أو تجارة فيها، أو زراعة لها، صيانة للعقول من الفساد، وحفظاً للأموال والأعراض والنفوس والأخلاق من التلف والهلاك.[3]

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي تحدثنا فيه عن اذا قرعت الكؤوس حرم ما فيها صحة الحديث، وعن هل قرع الكؤوس حرام، وعن الحكمة من تحريم الخمر.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *