ما صحة حديث تابعوا بين الحج والعمرة

ما صحة حديث تابعوا بين الحج والعمرة؟ فهو أحد الأسئلة الفقهية الشرعية في علم الحديث النبوي الشريف، كما أنّه من الأسئلة التي يبحث عنها الكثير من المسلمين، فهو من الأحاديث النبوية التي يكثر انتشارها بين الناس لأنه يتحدث عن عبادات عظيمة ينال من خلالها المسلم الأجر والمغفرة من الذنوب، ولكن ينبغي على الفرد التأكد من صحة أي حديث شريف وثبات روايته قبل تداوله، لذا وعبر هذا المقال ضمن موقع المرجع سوف نستعرض لكم صحّة الحديث تابعوا بين الحج والعمرة.

تابعوا بين الحج والعمرة

يعتبر حديث تابعوا بين الحج والعمرة بأنه أحد الأحاديث التي تظهر فَضلِ المتابعَةِ بين الحجِّ والعُمرةِ، فقد روى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه: (تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ ، فإنَّهما ينفِيانِ الفقرَ والذُّنوبَ ، كما ينفي الْكيرُ خبثَ الحديدِ والذَّهبِ والفضَّةِ وليسَ للحجِّ المبرورِ ثوابٌ دونَ الجنَّةِ)[1]، حيث إنّ الحجّ والعمرة من العبادات التي يتقرب بها العبد من الله -سبحانه وتعالى- ولهما فضل كبير عند المتابعة بينهما، فهما أحد العبادات التي تساهم في تعظيم شعائر الله -سبحانه وتعالى-، وتطهير الحاجّ أو المعتمر من ذنوبه، بالإضافة إلى مضاعَفة أجر الصلاة في الحَرَم، وإبعاده عن الفقر.

صحة حديث تابعوا بين الحج والعمرة

يعتبر حديث تابعوا بين الحج والعمرة بأنه حديث صحيح، فقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في فضل المتابعة بين الحج والعمرة حيث قال: “تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ ، فإنَّهما ينفِيانِ الفقرَ والذُّنوبَ ، كما ينفي الْكيرُ خبثَ الحديدِ والذَّهبِ والفضَّةِ وليسَ للحجِّ المبرورِ ثوابٌ دونَ الجنَّةِ”، فقد نقله عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-، كما صححه الألباني في صحيح النسائي، وأخرجه الترمذي في صحيحه (810)، والنسائي في صحيحه (2631) واللفظ له، وأحمد (3669).[2]

شرح حديث تابعوا بين الحج والعمرة

روى عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ ، فإنَّهما ينفِيانِ الفقرَ والذُّنوبَ ، كما ينفي الْكيرُ خبثَ الحديدِ والذَّهبِ والفضَّةِ وليسَ للحجِّ المبرورِ ثوابٌ دونَ الجنَّةِ)[1] والمقصود من الحديث الشّريف هو معرفة فضل المتابعة بين الحجّ والعُمرة، حيث يقصد بالمتابعة أي أن يجعل أحدهما تابعًا للآخر، فإذا حجّ المسلم يعتمر، وإذا اعتمر فيحج،” فإنَّهما ينفِيانِ الفقرَ والذُّنوبَ” حيث أنّ المتابعة بين الحج والعمرة من أسباب الرزق وزوال الفقر، ويعدّ سببًا لغفران الذنوب ومحوها، “كما يَنفي الكِيرُ خَبَثَ الحديدِ والذَّهبِ والفضَّةِ”، والكِيرُ هو ما يَنفُخُ به الحَدَّادُ في النَّارِ، أي كما يتم استخدام الكير في إزالة الشوائب العالقة بأصل المعادن.[3]

شاهد أيضًا: صحة حديث يا معشر النساء تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي رأيتكن أكثر أهل النَّارِ

المتابعة بين الحج والعمرة من ثمراتها

إنّ الحجِّ والعُمرةِ هما منَ الطَّاعات التي تُكفِّر الصَّغائر، حيث وَرَدَ عن رسُول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّ المُتابعة بين الحَجِّ والعُمرة هو أحد أسباب الرزق ومغفرة الذنوب ومحوها، فقد أوضح المناوي -رحمه الله- في فيض القدير بما يخص المتابعة بين الحج والعُمرة حيث قال:”إذا حججتم فاعتمروا، وإذا اعتمرتم فحجوا، ونظمها في سلك واحد ليفيد وجوب العمرة كالحج”، كما قال المحب الطبري: “يجوز أن يراد التتابع المشار إليه بقوله تعالى: فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ فيأتي بكل منهما عقب الآخر بلا فصل وهذا ظاهر لفظ المتابعة، وأن يراد اتباع أحدهما الآخر ولو تخلل بينهما زمن بحيث يظهر مع ذلك الاهتمام بهما ويطلق عليه عرفا أنه أتبعه”.[4]

الحج المبرور ليس له جزاء إلا

إنّ الحجّ المبرور هو من أفْضَل الأعمَال في الإسلام، كما أنّه من أعظم العبادات وأفضلها وأحبها إلى الله -سبحانه وتعالى-، حيث إنّ جزاء الحجّ المَبرُور هو الجَنَّة، بحيث يَناُلها الحاجّ المُسلم بحجّه، فقد أوضَحَ الحديث بأنَّه لا يُقتصَر لصاحبِه مِن الجَزاءِ على تَكفير بَعض ذُنوبه، بل لا بُدَّ أن يدخُلَ الجنَّةَ، حيث يعتبر الحج المبرور ذو منزلة عالية فهو يأتي بعد الجهاد في سبيل الله لأنّه من أركان الدين ودعائمه، كما أنه يُعبّر  عن الحج الذي سَلِمَ من الإثم والرياء، بالإضافة إلى أنّه الحج الذي لا يخالطه شيءٌ من الإثم، والذي وفيت أحكامه كاملة.[3]

شاهد أيضًا: صحة حديث يا اول الاولين واخر الاخرين