من هو الصحابي الذي روى عنه النبي

من هو الصحابي الذي روى عنه النبي -صلّى الله عليه وسلّم- سؤالٌ تتطلّب الإجابة عليه الحديث عن سير الصّحابة الكرام، فكلمة الصّحابيّ هو لفظٌ يُطلق على كلّ شخص صاحب النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، ومات وهو مؤمنٌ به سواءً كان طفلاً أو رجلاً أو امرأة، ومن واجب المسملين أن يحبّوا أصحاب النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ويفضّلونهم على بقيّة الخلق بعد الأنبياء، ويهتمّ موقع المرجع في هذا المقال بإخبارنا عن واحد من أعظم الصّحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين.

من هو الصحابي الذي روى عنه النبي

إنّ الصحابي الذي روى عنه النبي -صلّى الله عليه وسلّم- هو الصّحابيّ الجليل تميم بن أوس الدّاري. لقد كان الصّحابة الكرام الوساطة بين الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- وبين أمّته فهم نقلوا الشّريعة الإسلاميّة إلى الأمّة. و كذلك  كانوا خير الأمم لما لهم من الأثر في الحياة، وعلى أيديهم حدثت فتوحاتٌ عظيمة في مشارق الأرض ومغاربها، وكانت سبباً في انتشار الإسلام في شتّى بقاع الأرض، وقد كان للصّحابة الفضل في نشر مكارم الأخلاق التي أخذوها عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم.[1]

كان من بين الصّحابة الكرام الصّحابي الجليل تميم بن أوس الداري، الذي كان نصرانياً قبل إسلامه، وكان له رضوان الله عليه الكثير من المواقف مع النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- والصّحابة الكرام، وقد كان إيجابياً في حياته ويظهر ذلك باقتراحاته على رسول الله، فقد اقترح تميم بن أوس على النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- أن يتّخذ له منبراً فوافق، وكان صاحب اقتراح إضاءة المسجد بالقنديل والزّيت بعد أن كانوا يسرجونه بسعف النّخل، وهو صاحب حديث الجساسة الذي رواه للنّبيّ ورواه النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عنه.[2]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي يدخل الجنة بغير حساب

تميم بن أوس الداري

إنّ تميم بن أوس الداري أحد أصحاب النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- اشتهر بقصّة الجساسة والمسيح الدّجال، وهو تميم بن أوس بن خارجة بن سود بن خزيمة ويصل نسبه إلى يعرب بن قحطان، ويعدّ من بني الدّار من قبيلة لخم من بين مرّة من قوم كهلان سبأيّ قحطانيّ من ذريّة ابراهيم عليه السّلام، سمّي بالدّاري نسبةً إلى جدّه من عبد الدار خادم بيت المقدس، ولم يذكر في الأثر أنّ له أبناءً ذكوراً، أقام الصّحابيّ تميم الدّاري بصحبة النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بعد إسلامه في المدينة المنوّرة، وشارك في الغزوات الإسلاميّة، وكان أحد المشاركين في عمليّة جمع القرآن الأولى، حفظ القرآن الكريم وواظب على تلاوته، وروى الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. و كذلك هو الصحابي الذي روى عنه النبي عليه الصلاة والسلام[3]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي المستجاب الدعاء

إسلام تميم رضي الله عنه

كذلك الخوض في بيان من هو الصحابي الذي روى عنه النبي على أنّه تميم بن أوس يدفع إلى الخوض في الحديث عن إسلام تميم رضي الله عنه. كان قوم تميم بن أوس وهم الدّاريّون يقيمون في أرض إبراهيم عليه السّلام، وكانوا يدينون بالنّصرانيّة الدين الذي انتشر بين رعايا الدّولة الرومانيّة ي ذلك الزّمان، وكان تميم متبحّراً في الدّين المسيحيّ وملمّاً بالدّيانات الأخرى، وكان صاحب تجارة بين الشّام والحجاز ومكة والمدينة، فالتقى النّبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- وسمع منه الدّعوة الإسلاميّة، فوجد أنّها مصدّقة لما جاء به الرّسل من قبل، فأسلم وأعلن إسلامه، وقد اختلف أهل العلم في تاريخ إسلامه فيقال أنّه أسلم في السّنة التاسعة للهجرة، ويقال في رواية أخرى أنّه أسلم في السّنة الثّانية للهجرة، وبذلك كان ممّن حضر معركة بدر الأولى، ففي بعض الرّوايات أنّه شارك فيها، وأنّه أخذ أُعطيةً من عمر بن الخطّاب عندما فرضها لكلّ من شهد بدر والله ورسوله أعلم.[4]

حديث الجساسة

أخبر تميم بن أوس النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن ما حصل معه هو ونفرٌ كانوا معه عندما هاج عليهم البحر، ووصلوا إلى جزيرةٍ عليها المسيح الدّجال، وبذلك فقد كان جواب من هو الصحابي الذي روى عنه النبي هو تميم بن أوس. وقد روى النّبيّ ذلك عنه لأنّه وافق ما رواه هو نفسه عن المسيح الدّجال، في حديثٍ روته فاطمة بنت قيس عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: “يا أَيُّها الناسُ ! هل تَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكم ؟ إني واللهِ ما جمعتُكم لرَغْبةٍ ولا لرَهْبةٍ ، ولكن جَمَعْتُكم لأنَّ تَمِيمًا الداريَّ كان رجلًا نصرانيًّا ، فجاء فبايع وأَسْلَمَ ، وحَدَّثَنِي حديثًا وافق الذي كنتُ أحدثُكم عن المسيحِ الدَّجَّالِ ، حدثني أنه رَكِب في سفينةٍ بَحْريةٍ مع ثلاثينَ رجلًا من لَخْمٍ وجُذَامَ ، فلَعِب بهِمُ المَوْجُ شهرًا في البحرِ ، ثم أَرْفَؤُوا إلى جزيرةٍ في البحرِ حتى غروبِ الشمسِ ، فجلسوا في أَقْرُبِ السفينةِ فدخلوا الجزيرةَ ، فلَقِيَتْهم دابةٌ أَهْلَبُ ، كثيرُ الشَّعَرِ ، لا يَدْرُونَ ما قُبُلُه من دُبُرِه من كثرةِ الشَّعَرِ ، فقالوا : وَيْلَكِ ما أنتِ ؟ قالت : أنا الجَسَّاسَةُ.

قالوا : وما الجَسَّاسةُ ؟ قالت : أَيُّها القومُ انطَلِقوا إلى هذا الرجلِ في الدَّيْرِ ، فإنه إلى خَبَرِكم بالأشواقِ ، قال : لَمَّا سَمَّتْ لنا رجلًا ، فَرِقْنا منها أن تكونَ شيطانةً ، فانطلقنا سِرَاعًا حتى دَخَلْنا بابَ الدَّيْرِ ، فإذا فيه أعظمُ إنسانٍ رَأَيْناهُ قَطُّ خَلْقًا ، وأَشَدُّه وِثاقًا ، مجموعةٌ يَدَاه إلى عُنُقِهِ ، ما بين رُكْبَتَيْهِ إلى كَعْبَيْهِ بالحديدِ ، قلنا : وَيْلَكَ ما أنتَ ؟ قال : قد قَدَرْتم على خَبَرِي ، فأَخْبِروني ما أنتم ؟ قالوا : نحنُ أناسٌ من العربِ ، رَكِبْنا في سفينةٍ بَحْرِيَّةٍ ، فصادَفْنا البحرَ حين اغْتَلَم ، فلَعِب بنا المَوْجُ شهرًا ثم أَرْفَأْنا إلى جزيرتِك هذه ، فجَلَسْنا في أَقْرُبِها ، فدَخَلْنا الجزيرةَ فلَقِيَتْنا دابةٌ أَهْلَبُ ، كثيرُ الشَّعَرِ ، ما يُدْرَى ما قُبُلُه من دُبُرِه من كثرةِ الشَّعَرِ ، فقُلْنا وَيْلَكِ ما أنتِ ؟ قالت : أنا الجَسَّاسَةُ ، قلنا ؛ وما الجَسَّاسَةُ ؟

قالت : اعْمَدُوا إلى هذا الرجلِ في الدَّيْرِ ، فإنه إلى خَبَرِكم بالأشواقِ ، فأَقْبَلْنا إليكَ سِرَاعًا ، وفَرِقْنا منها ولم نَأْمَنْ أن تكونَ شيطانةً ، قال : أَخْبِروني عن نخلِ بَيْسانَ ، قلنا : عن أَيِّ شأنِها تَسْتَخْبِرُ ؟ قال : أسألُكم عن نخلِها هل يُثْمِرُ ؟ قلنا له : نعم ، قال : أَمَا إنها يُوشِكُ أن لا تُثْمِرَ ، قال : أَخْبِروني عن بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ ؟ قلنا : عن أَيِّ شأنِها تَسْتَخْبِرُ ؟ قال : هل فيها ماءٌ ؟ قلنا : هي كثيرةُ الماءِ ، قال : إنَّ ماءَها يوشِكُ أن يذهبَ ، قال : أَخْبِروني عن عينِ زُغَرَ . قلنا : عن أَيِّ شأنِها تَسْتَخْبِرُ ؟ قال هل في العينِ ماءٌ ؟ وهل يَزْرَعُ أهلُها بماءِ العَيْنِ ؟ قلنا له : نعم هي كثيرةُ الماءِ ، وأهلُها يَزْرَعون من مائِها ، قال : أَخْبِروني عن نبيِّ الأُمِّيِّينَ ما فعل ؟ قالوا : قد خرج من مكةَ ، ونزل يَثْرِبَ ، قال : أَقَاتَلَه العَرَبُ ؟ قلنا : نعم ، قال : كيف صنع بهِم .

فأَخْبَرْناه أنه قد ظهر على مَن يَلِيهِ من العربِ ، وأطاعوه ، قال : قد كان ذلك ! قلنا : نعم ، قال أَمَا إنَّ ذلك خيرٌ لهم ؛ أن يُطِيعُوهُ ، وإني أُخْبِرُكم عني ،أنا المسيحُ وإني أُوشِكُ أن يُؤْذَنَ لي بالخروجِ فأَخْرُجُ ، فأَسِيرُ في الأرضِ ، فلا أَدَعُ قريةً إلا هَبَطْتُها في أربعينَ ليلةً ، غيرَ مكةَ وطَيْبَةَ ، هما مُحَرَّمتانِ عَلَيَّ كِلْتاهما ، كُلَّما أَرَدتُ أن أدخلَ واحدةً منهما استقبلني مَلَكٌ بيدِه السيفُ صَلْتًا ، يَصُدُّني عنها ، وإنَّ على كلِّ نَقْبٍ منها ملائكةً يَحْرُسُونَها ، أَلَا أُخْبِرُكم ؟ هذه طَيْبَةُ ، هذه طَيْبَةُ . هذه طَيْبَةُ ، أَلَا كنتُ حَدَّثْتُكم ذلك ؟ فإنه أَعْجَبَنِي حديثُ تَمِيمٍ ؛ أنه وافق الذي كنتُ أُحَدِّثُكم عنه وعنِ المدينةِ ، ومكةَ ، أَلَا إنه في بَحْرِ الشامِ ، أو في بَحْرِ اليَمَنِ ، لا بل من قِبَلِ المَشْرِقِ ، ما هو من قِبَلِ المَشْرِقِ ، ما هو من قِبَلِ المَشْرِقِ ، ماهو”. [5] وبذلك إن النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- روى عن تميم بن أوس نظراً لمصداقيّته رضوان الله عنه.[6]

ملامح شخصية تميم الداري

إنّ من أهمّ ملامح شخصيّة الصحابي الذي روى عنه النبي تميم بن أوس أنّه كان كثير العبادة، فقد اشتهر بكثرة قيامه الليل وكثرة تلاوته للقرآن الكريم، وكان رضوان الله عنه ورعاً تقيّاً، فقد كتم صاحب أمانة مؤدياً الحقوق لأصحابها، وقد كان إيجابياً في حياته ونصائحه التي قدّمها للنّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وحتى للصّجابة الكرام، وقد كان له كلمات ذات معنى كبير، ورد عنه أنّه قال:” خذ من ذنبك لنفسك ومن نفسك لدينك، حتّى يستقيم بك الأمر على عبادةٍ تطيقها” والله ورسوله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي قتل مائة مشرك مبارزة

وفاة الصحابي تميم الداري

انتقل الصحابي الذي روى عنه النبي تميم بن أوس الداري من المدينة المنوّرة إلى الشّام وسكن فيها، وذلك بعد مقتل خليفة المسلمين حينئذٍ عثمان بن عفان رضي الله عنه، توفي تميم الداري في فلسطين في مدينة الخليل وكان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد أقطعه بها قرية عينون، حيث توفّي فيها في سنة أربعين للهجرة رحمه الله تعالى.[7]

من هو الصحابي الذي روى عنه النبي هو التّساؤل الذي أجاب عنه المقال، حيث عرّف المقال بتميم بن أوس الداري، وتحدّث عن إسلامه وذكر المقال حديث الجساسة الذي رواه النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن تميم، وورد في المقال ملامح شخصيّة تميم، وختم المقال بمكان وفاته وتاريخه رضوان الله عليه.