هل تعلم لماذا يصوم المسلمين التسع الأوائل من ذي الحجة

هل تعلم لماذا يصوم المسلمين التسع الأوائل من ذي الحجة في كل عام هو ما سنتعرف عليه في هذا المقال، ففي كل عام وقبل فريضة الحج بعدة أيام يقوم عدد كبير من المسلمين بصيام أول تسعة أيام من ذي الحجة وهي الأيام التي تسبق عيد الأضحى المبارك، وسوف يقدم موقع المرجع تعريفًا بصيام النافلة والتعرف على سبب صيام المسلمين للتسع الأوائل من ذي الحجة وفضل هذه الأيام بشكل مفصل.

صيام النوافل في الإسلام

لقد شرعَ الله تعالى للمسلمين صيامَ العديد من الأيام غير صيام رمضان المبارك، ففي بعض الأيام يكون فيها فضائل غير بقية الأيام ولذلك شرع الله تعالى صيامها، وجعل للصيام أجر كبير عظيم لا يعلمه إلا هو تعالى، حيثُ وردَ في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: “كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إلى سَبْعمِئَة ضِعْفٍ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وَأَنَا أَجْزِي به”.^[1]

اقرأ أيضًا: فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة

هل تعلم لماذا يصوم المسلمين التسع الأوائل من ذي الحجة

يصوم المسلمين التسع الأوئل من ذي الحجة لأنَّ هذه الأيام أفضل وأعظم أيام الدنيا، ولا يوجد أيام يكون العمل الصالح فيها أحب إلى الله مثل العشر الأوائل من ذي الحجة، وقد وردَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير من الأحاديث الصحيحة التي تدلُّ على فضل هذه الأيام وعظمتها وأنه كان يصومها.^[2]

اقرأ أيضًا: موعد صيام العشر من ذي الحجة

فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

إنَّ العشر الأوائل من شهر ذي الحجة في السنة الهجرية عند المسلمين في أفضل الأيام في كل عام، ولا يوجد أوقات أفضل منها عند المسلمين، ولذلك تستحب فيها العبادات والأعمال الصالحة جميعها، وتكون أحب إلى الله تعالى منها في بقية الأيام، وتعد هذه الأيام موسمًا للطاعات والعبادات يغتنمه المسلمون لنيل رضى الله تعالى ومغفرته، وقد تمَّ تفضيل العشر الأوائل من ذي الحجة بسبب اجتماع العبادات الكبيرة فيها وهي اهم العبادات في الإسلام وهي الصلاة والحج والصيام والصدقة وغير ذلك، ولا تجتمع هذه العبادات معًا إلى في العشر الأوائل من ذي الحجة كل عام.^[2]

اقرأ أيضًا: أحاديث فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

حكم صيام العشر من ذي الحجة

وردَ في الأحاديث الشريفة أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم أول تسعة أيام من ذي الحجة، ففي الحديث عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ”، لذلك فقد أجمع أئمة المذاهب الأربعة وعدد كبير من العلماء غيرهم مثل النووي والقرطبي وابن حزم إلى أنَّ صيام هذه الأيام مستحبٌّ في الإسلام، لأنَّها أيام فضيلة العمل الصالح أحب إلى الله فيها والصيام من العمل الصالح، ويعدُّ من أعظم العمل الصالح، وبما أنَّ رسول الله صام هذه الأيام فإنَّ صيامها سنة مستحبة عنه صلى الله عليه وسلم.^[2]

اقرأ أيضًا: موعد صيام العشر من ذي الحجة

فضل صيام 9 أيام من ذي الحجة

لقد وردَ في فضل صيام 9 أيام الأوائل من ذي الحجة عدد من الأحاديث والأخبار عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفيما يأتي بعض النقاط التي تدلُّ على فضل صيام تسع أيام من ذي الحجة:^[3]

•  أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصومها وهذا يدل على الفضل العظيم للصوم فيها
• من الأحاديث التي تدلُّ على فضل كل يوم من عشر ذي الحجة ما وردَ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: “مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ؟ قَالُوا: وَلاَ الجِهَادُ؟ قَالَ: وَلاَ الجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ”.^[4]
• إنَّ الصيام يعدُّ من جنس الأعمال الصالحة، وهو أفضل العمل الصالح وأكبرها أجرًا، لذلك كان فضل صيام هذه الأيام عظيم جدًّا، ويكون في هذه الأيام أعظم من الجهاد.
• ورد في فضل صيام يوم عرفة الكثير من الأحاديث حيث إنه يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صِيامُ يومِ عَرَفَةَ ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ ، و السنَةَ التي بَعدَهُ”^[5]

اقرأ أيضًا: هل صيام العشر من ذي الحجة سنة مؤكدة

متى يبدأ صيام العشر من ذي الحجة

يبدأ صيام أول تسعة أيام من ذي الحجة في أول أيام ذي الحجة، ويستمر الصيام لمدة تسعة أيام حتى يوم عرفة ويكون يوم عرفة آخر يوم يصومه المسلمون من العشر الأوائل من ذي الحجة، ولا يصوم المسلمون يوم عيد الأضحى لأن الصيام فيه محرَّم بإجماع الفقهاء  حسب أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام الست من شوال مع الايام البيض

فضل كل يوم من عشر ذي الحجة

يتم التعرف فيها يأتي على فضائل العشر الأوائل من ذي الحجة:^[3]

• في العشر الأوائل من ذي الحجة يضاعف الله تعالى الحسنات والثواب للمسلمين.
• تعد هذه الأيام هدية من الله تعالى لعباده وهي أيام معلومات، وثواب الأعمال فيها عظيم وكبير، ويقول الله تعالى عن عظمة هذه الأيام في كتابه العزيز: “يَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ”.
• لقد أقسم الله تعالى بليالي هذه الأيام لعظمتها فهي الليالي العشر المقصودة في قوله تعالى في بداية سورة الفجر: “وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ”.
• في هذه الأيام يؤدي المسلمون فريضة الحج وهي من أعظم أركان الإسلام الخمسة.
• تكون الأعمال الصالحة في هذه الأيام أحب إلى الله تعالى من الأعمال في بقية الأيام.
• في هذه الأيام يوم التروية وهي اليوم الثامن من ذي الحجة وفيه تبدأ أركان فريضة الحج.
• في هذه الأيام يوم عرفة وهو تاسع يوم من ذي الحجة، وهو أعظم أيام المسلمين، ويغفر الله تعالى فيه الذنوب ويكفر الخطايا للمسلمين.

اقرأ أيضًا: فضل صيام يوم عرفة لغير الحاج

حكم الإفطار في العشر الأوائل من ذي الحجة

إنَّ الصيام في هذه الأيام من العبادات المستحبة في الإسلام، ومن صامها ينال أجرًا كبيرًا من الله تعالى، ويرجى أن ينال مغفرة الله وعفوه، وصيامها سنة مستحبة عن رسول الله وليس فريضة أو واجبًا، لذلك لا يأثم المسلم إذا أفطر في هذه الأيام، ولكن يفوته أجر كبير والله أعلم.

في نهاية مقال هل تعلم لماذا يصوم المسلمين التسع الأوائل من ذي الحجة تعرفنا على صيام النافلة بشكل مختصر، وعلى سبب صيام المسلمين للتسع الأوائل من ذي الحجة، كما تعرفنا على فضل هذه الأيام وعلى حكم صيامها والأحاديث التي ورد في فضائل الأيام والصيام فيها.