هل للعلكة أية فوائد في علاج الحموضة؟

هل للعلكة أية فوائد في علاج الحموضة؟ يتواجد في المعدة مادة حمضية، مكوّنة من HCL حمض كلور الماء أو حمض الهيدروكلوريك، والذي يساعد في عملية الهضم عن طريق تفكيك الطعام وتحطيم الروابط المتواجدة في المغذيات، لتسهيل هضمها وامتصاصها، وهناك عدة أسباب تجعل هذا الحمض يرتجع ويخرج من المعدة إلى أنبوب المريء، مما يسبب الحرقة المعديّة المريئية، فكيف يمكن السيطرة والوقاية من هذه الظاهرة؟ سوف يجيبنا موقع المرجع عن سؤالنا حول الحموضة وعلاجها، وعن علاقة مضغ العلكة بها.

ما هي العلكة

العلكة Chewing Gum، أو اللبان، عُرفت منذ قديم الزمان، حيث استخرجها الإنسان منذ عدة آلاف من السنين من لحاء الشجر، وخاصّة شجر القطران، ومن لحاء أشجار المسك أيضاً، أما اليوم، فهي مزيج من المواد القابلة للاستهلاك البشري، والتي يتم صناعتها ضمن معامل خاصة، وتتكون العلكة من: [1]

• المادة المطاطية: وهي إحدى أهم مكونات العلكة، وتشكّل حوالي 30% من وزنها، وهي الأساس الذي يُبنى عليه قوام العلكة.
• المادة المُحلية: ومنها محليات سكرية طبيعية أو محليات صناعية، مثل السكروز، الدكستروز، المانيتول، السوربيتول، وبعض المحليات المكثفة مثل السكرين أو السكارالوز.
• الجلسرين: وهو مادة مرطبة تحافظ على رطوبة العلكة.
• مادة ملدّنة: وهي مادة صناعية تقوم برفع المرونة، وخفض الهشاشة، ومنها زيوت نباتية مهدرجة، أو سيترات الصوديوم أو البوتاسيوم.
• المُنكهات: وهي المواد التي توضع ضمن قوام العلكة، ومنها ما هو سائل مصنوعة من مستحلبات قابلة للذوبان في الماء، أو حتى قابلة للذوبان ضمن الزيت ومتشتتة ضمن الماء، والأخيرة تُديم النكهة لفترة أطول داخل الفم،وذلك لأن اللثة لها طبيعة كارهة للماء، ومنجذبة للمواد التي تذوب بالزيت، ومن المنكهات: النعناع الطبيعي، أو مواد صناعية مثل: حمض الستريك وحمض الطرطر وحمض الفورماريك.
• الملونات: وهي مواد جاذبة للعين، منها ما هو طبيعي ومنها ما هو صناعي.
• مواد حافظة: تستخدم المواد الحافظة في ثباتية مكونات العلكة ومنع تلفها أو تخربها أثناء الحفظ.
• طلاء خارجي: وهو مادة صلبة مصنوعة من البوليبول، وهو مسحوق يمتص الرطوبة، ويحافظ على قوام العلكة وعمرها الافتراضي على الرف.

هل للعلكة أية فوائد في علاج الحموضة؟

يفصل بين المعدة والمريء مصرة عضلية، تُسمّى فتحة الفؤاد، وتمنع هذه المصرة الحمض المعدي من الخروج من المعدة باتجاه المريء، ولأن المريء لا يحوي على جدار داخلي يحميه من هذه الأحماض، فإنّ أي ارتداد للحمض باتجاهه سوف يسبب شعوراً بالحرقة، وألماً وانزعاجاً، لذلك دائما يبحث الناس عن أساليب وقائية، تمنع حدوث هذه الظاهرة، وخاصة عندما يرتفع الحمض إلى نهاية المريء، ويصل إلى البلعوم، فإننا أيضاً نشعر بتلك الحموضة داخل الحلق، ويسمى (الارتجاع الحنجري البلعومي)، وقد وُجدَ أن العلكة لها فوائد في علاج الحموضة، لأنها تقوم بموازنة درجات الحموضة، وبالتالي التقليل من هذه الحموضة، فتمنع بذلك حدوث الحرقة.[2]

الفوائد الصحية للعلكة

للعلكة أيضاً العديد من الفوائد، مثل:[3][2]

• حرق سعرات حراريّة: يساعد مضغ العلكة على حرق السعرات الحرارية، calories، حيث أنها تحرق 11 سعره خلال ساعة واحدة.
• تحسين وتقوية الذاكرة: يعزز مضغ العلكة التروية الدموية في المنطقة المحيطة بالفك السفلي المتحرك، مما يزيد التروية الدموية ضمن الرأس بالكامل، وهذا ما يساهم في تنشيط الذاكرة وتقويتها.
• التقليل من الغثيان: تساعد العلكة على التقليل من أعراض الدوار والغثيان، وخاصة عند أشهر الحمل، فيساعد إفراز اللعاب عند مضغ العلكة على الشعور بحالة أفضل.
• يساعد مضغ العلكة في التخفيف من التوتر.

شاهد أيضًا: علاج ارتجاع المريء نهائيا وما أسبابه وأعراضه وطرق الوقاية من حدوثه

اضرار العلكة على الصحة

العلكة كأي مادة صناعية، لها أضرار متنوعة على صحة الإنسان، مثل:[4]

• العلكة الحاوية على كمية كبيرة من السكر قد تسبب تسوساً بالأسنان.
• قد يزيد مضغ العلكة من عدد نوبات الصداع النصفي، وخاصة لمن لديهم سوابق حدوث هذه النوبات، حيث أثبتت دراسات أن نوبات الصّداع النصفي لعدد من المرضى المُراهقين قد قلّ بعد توقفهم عن مضغ العلكة لمدة شهر كامل.
• مشاكل هضمية: قد يؤدي مضغ العلكة لفترات طويلة إلى تفاقم أعراض الكولون العصبي، وقد يؤدي أيضاً إلى عسر هضم بسبب بلع كمية كبيرة من اللعاب مما يؤدي إلى تخفيف حموضة السائل المعدي الهاضم.
• زيادة في الوزن: لان العلكة تتكون من مواد تسبب زيادة الوزن، مثل (البوليمرات – الراتنجات – مواد بلاستيكية – ملونات – زيوت نباتية – سكريات ).

 شاهد أيضًا: إلى أين يتجه الطعام بعد هضمه جزئيا في المعدة

اضرار بلع العلكة

 إنّ بلع العلكة عند الأطفال الصغار أو حتى الكبار، وسواء تم ذلك بقصدٍ أو دون قصد،  فإنه يؤدي إلى أضرار قد تكون جسيمة، حيث يمكننا تمييز حالتين:[5]

• في حال كانت الكمية المبلوعة كبيرة، أو كانت الكمية المبلوعة صغيرة ولكن تم البلع مع مواد أخرى غير قابلة للهضم، تتسبب هذه الكمية في سد الأمعاء، الذي قد يؤدي إلى موت أجزاء منها في حال لم يتم معالجتها، وتكون المعالجة عن طريق تناول الأدوية في الحالات البسيطة، أو قد يضطر الشخص إلى إجراء عملٍ جراحيّ في حال تفاقم الحالة.
• في حال كانت الكمية المبلوعة صغيرة: يتم تفتيت العلكة ثم تتحرك من المعدة إلى الأمعاء، وتخرج بعد تفتتها مع البراز، يستغرق تفتيت بقايا العلكة في جسم الإنسان فترة طويلة قد تصل إلى ما يقارب 9 ساعات، وقد تترافق هذه العملية مع آلام في البطن، لذلك لا يجب بلع العلكة وخاصة للأطفال الصغار، لأنها تُجهد المعدة وتؤثر على حركة الجهاز الهضمي وتؤذيه.

شاهد أيضًا: علاج جرثومة المعدة بالثوم والزبادي

هل يستطيع جسم الإنسان هضم العلكة

 لا يستطيع جسم الإنسان هضم العلكة، حتى في حال كانت الكمية المبلوعة صغيرة، لأن أجسامنا لاتفرز الأنزيمات الخاصة التي تستطيع هضم المواد التي تتكوّن منها العلكة، مع العلم ان أحماض المعدة تُعد من الأحماض القوية جدا، ولكن هذا لا يكفي لهضم العلكة، وإنما يساعد فقط في تفتيتها إلى أجزاء صغيرة للمسارعة إلى التخلص منها خارج الجسم .

شاهد أيضًا: علاج حموضة المعدة بالأعشاب الطبيعية

مدة تحلل العلكة في الطبيعة 

تعد العلكة من البقايا الصلبة الصّعبة التحلل، والّتي تعد من أكثر أنواع القمامة تواجداً في البيئة، ولم يتم التخلص إلا من 20٪ منها بشكل آمن، وتحتاج إلى حوالي ال 5 سنوات على الأقل لكي تتحلّل في الطّبيعة وذلك بسبب طبيعة المواد المكوّنة منها والتي تسبّب أضرار كثيرة للبيئة. [6]

شاهد أيضًا: ما المصطلح المناسب الذي يصف المعدة ؟

لماذا لا تهضم المعدة نفسها

تُشكّل اللحوم وجبة غذائية هامة وأساسية ضمن المغذيات التي يجب على الإنسان تناولها، ويحتوي جسم الإنسان العديد من الأنزيمات والعوامل التي تستطيع هضم اللحوم عند تناولها، وأهم تلك العوامل، هو درجة الحموضة المعدية، ولكن، يتراود إلى أذهاننا سؤالٌ مهم: لماذا لا تؤثر هذه العوامل والأنزيمات على جدار المعدة الداخلي؟ والإجابة هي أنّ الله تعالى خلق للمعدة جداراً داخليّاً معززاً بمادة مخاطية، تُبطن جدار المعدة من الداخل، وتمنع تأثير الحمض الضار عليه، لهذا لا يتم تلف المعدة بتأثير الحمض والأنزيمات الهاضمة الموجودة داخلها. [7]

وبتلك المعلومات ننهي هذا المقال، ونكتفي بهذا القدر، حيث تكلمنا عن العلكة، وعددنا العناصر التي تتكون منها، وأجبنا عن السؤال: هل للعلكة أية فوائد في علاج الحموضة؟ وكانت الإجابة نعم تفيد في ذلك، وعددنا أيضاً بعض فوائد وبعض أضرار مضغ العلكة، وتحدثنا عن مضار بلع العلكة، ولماذا لا يمكن هضمها في جسم الإنسان، وختمنا بالحديث عن المعدة وعن السبب الذي يجعلها محمية من تأثير الحموض والأنزيمات الهاضمة.