هل يجوز للحاج صيام العشر من ذي الحجة

هل يجوز للحاج صيام العشر من ذي الحجة وما حكم صيام يوم عرفة للحاج، هي اسئلة مهمة لكل حاج قد عقد النية على اداء فريضة الحج، وتأتي تلك الأسئلة تزامنًا مع قرب دخولنا في شهر ذي الحجة المبارك الذي يحمل مناسك الحج لكل مسلم، فقد بيّن الرسول محمد -لى الله عليه وسلم- فضل الاعمال الصحالة في تلك العشر وشدّد على اغتنامها، وعبر موقع المرجع يمكن للحاج ان يتعرف معنا على حكم صيام العشر من ذي لحجة.

حكم صيام العشر من ذي الحجة

إنّ صيام العشر الاوائل من شهر ذي الحجة أحد الامور المستحبّة في الشرع، وقد حثَّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم على اداء افضل الأعمال في تلك الأيام المباركة، في قوله: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ).[1] ومن الجدير بالذكّر ان الرسول محمد صلوات الله وسلامه عليه لم يقيّد تلك الأيام بغمل دون غيره، بل فتح المجال على مصراعيه للأعمال الصالحة ويشتمل ذلك على كل من ترتيل القرآن والذكر وصلاة القيام والصيام وكل ما يندرج تحت تصنيف الأعمال الصالحة.

ممّا يعني اجتماع أجلّ العبادات في الإسلام وأفضلها في هذه الأيّام، ولفظ الأيّام الوارد في الحديث المذكور يدلّ على أنّ العمل الصالح يستغرق اليوم كلّه، ومن المتعارف عليه في الشرع أنَّ اليوم في يبدأ منذ طلوع الفجر وحتَّى غروب الشمس، وأفضل عمل يستغلّ به المسلم نهار هذه الأيّام هو الصيام، كما يكون أفضل عمل يستغل به المسلم فترة الليل هي قراءة القرآن او صلاة القيام، ، أمّا حُكم صيام العشر الأوائل من ذي الحجّة فهو مندوب، بينما حُكم قيام الليل أنّه سُنّة.

شاهد أيضًا: متى يبدا صيام العشر الاوائل من ذى الحجة

هل يجوز للحاج صيام العشر من ذي الحجة

إنّ الإجابة على سؤال هل يجوز للحاج صيام العشر من ذي الحجة هو نعم يجوز للحاج ان يصوم تطوّعًا العشر من ذي الحجة اذا لم يكن به مشقّة عليه إلا يوم عرفة فالصوم مشقّه على الحاج، حيث قال الإمام الشافعي في الأمر فأحب صومها إلا أن يكون حاجاً فأحب له ترك صوم يوم عرفة، لأنه حاج مضح مسافر، ولترك النبي صلى الله عليه وسلم صومه في الحج، وليقوى بذلك على الدعاء، وأفضل الدعاء يوم عرفة.[2]

وفي خصوص اليوم العاشر من أيام الأوائل لشهر ذي الحجة فصومه حرام على الحاج وغيره، أما الصيام الواجب لمن لم يجد الهدي وهو صيام ثلاثة أيام، فهذا واجب في الحج، والدليل على ذلك من الآية الكريمة : فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ (البقرة:196)، وقد رخص للحاج كثير من أهل العلم  صيامها أيام التشريق أي يوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة( في حال كان عليه صوم)، أمَّا إذا لم يكن عليه صوم فليس له صيام هذه الأيام.

شاهد أيضًا:  افضل الذكر في العشر الاوائل من ذي الحجة

متى يبدأ صيام العشر من ذي الحجة

إنّ صيام العشر من شهر ذي الحجة يبدأ منذ بداية شهر ذي الحجّة، ويستمر حتّى اليوم التاسع من الشهر الفضيل، والذي يُسمّى يوم عرفة، على ان لا يُصام اليوم العاشر منه وهو يوم عيد الأضحى، وهو اليوم الذي يحرم صيامه، ويستند على ذلك بحديث الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-: ما من أيّام العمل الصالح فيهنَّ احب إلى الله من هذه الأيّام العشر)[1]

شاهد أيضًا: فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة

كيف يكون صيام العشر من ذي الحجّة

يكون صيام العشر الاوائل من شهر ذي الحجة عبر ترك المفطرات كصيام الأيام الاخرى في شهر رمضان، فيترك الشخص الذي عقد النية على الصيام الطعام والشراب وغيرهما، منذ طلوع الفجر إلى غروب الشمس مع النيّة بفعل ذلك العمل الصالح، وتنضوي النيّة على ان يقوم بها الشخص تقربًا لله عز وجل بطاعة الصيام.[3]

وقد ذهب جُمهور الفُقهاء من الحنفية، والشافعية، والحنابلة إلى أنّ صيام التطوُّع، كصيام التسع من ذي الحجّة لا يُشترط له تبييت النيّة من فترة الليل، إلّا أنّهم اختلفوا في آخر وقت للنيّة، فكان قول الحنفية إنّه يمتدّ إلى الضحوة الكُبرى، التي تعرف بأنّها وقت نصف النهار، أمّا الشافعية، فقد قالوا إنّه يمتدّ إلى ما قبل زوال الشمس، بينما ذهب الحنابلة إلى جواز تأخيرها إلى ما بعد زوال الشمس، أمّا عن جمهور المالكية  فهم يشترطون تبييت النيّة قبل الفجر، واشترط الجُمهور عدم فِعل أيّ شيءٍ من المُفطرات قبل النيّة في حال تأخيرها.

قد يهمك أيضًا: هل الدعاء يوم عرفة مستجاب لغير الحاج

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي أجبنا فيه على سؤالكم هل يجوز للحاج صيام العشر من ذي الحجة  لننتقل عبر سطور المقال للتعريف بفضل صيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة كما اوصى الرسول ضصلى الله عليه وسلم بفعل كافّة الاعمال الصالحة التي تستحب في تلك الأيام المبارك من صيام وقيام وتلاوة قرآن.