لماذا سمي المتنبي بهذا الاسم

لماذا سمي المتنبي بهذا الاسم من الأمور التي تكثر التساؤلات عنها، حيث إنّ أبو الطيّب المتنبّي من أبرز الشعراء العرب الذين اشتهرت قصائدهم بالتناغم والانسجام ما بين الواقع وجميل الأوصاف، لذا يتساءل عديد النّاس حول اللقب الذي أُلقي عليه، ما هو سرّه؟ وما هي الأمور التي يجهلها الكثير من النّاس حوله؟ كلّ ذلك وأكثر يقدّمه بين أيديكم موقع المرجع عبر هذا المقال، والذي سيذكر كذلك نبذةً عن أبو الطيب المتنبي وعن أشعاره ومزاياها.

أبو الطيب المتنبي

قبل كل شيء وقبل الخوض في بيان لماذا سمي المتنبي بهذا الاسم لا بدّ من ذكر نبذة عن نسبه ونشأته، فهو أبو الطيب أحمد بن الحسين المتنبي الكندي من أشهر الشعراء العرب وأعظمهم، وُلـد في مدينة الكوفـة في منطقة تسمّى كنـدة عام 915، وفارق الحياة في مدينة النعمانيّة في العراق عن عمرٍ يناهز الخمسين، في الثالث والعشرين من شهر سبتمبر لعام 965 ميلادي، نشأ المتنبي في الشّـام وانتقل فيما بعد إلى أهل البادية ليتعلّم الأدب والشعر وعلوم اللغة العربيّة، وقد تغنّى بالشعر مذ كان صبيًّا، وقد ألقى الشعر بالأمراء والولاة ليحظى عندهم بالسمعة والمكانة، وكان من لا يجزيه حقّه من الشعر ينصرف ويهجوه كما فعل بأحد حكام الدولة الإخشيدية في مصر، والمعروف بكافور الإخشيدي، وقد حاول خصوم المتنبي من الشعراء أن ينزلوا من مكانته بتعييره بالمكان الذي ولد فيه، وقد أدرك المتنبي ذلك حتّى أنّه كان بشعره يفخر بنفسه لا بقومه ونسبه، فقد قال:[1]

لا بقومي شَرُفتُ بل شَرُفُوا بي      وبنفسي فَخَرْتُ لا بجدودي

شاهد أيضًا: من هو الشاعر علي بن حمري القحطاني ويكيبيديا

لماذا سمي المتنبي بهذا الاسم

سميّ المتنبي بهذا الاسم لأنّه كان قد ادّعى النبوّة، وقيل أنّ سبب التسمية يعود إلى ورعه واهتمامه بذكر الأنبياء في شعره، وقيل لأنّه كان يتشبه بالأنبياء في شعره، العديد من الأسباب التي جعلت له هذا اللقب على خلاف الروايات، فقد ذكرت بعض الكتب التاريخيّة أنّ المتنبي كان قد ادّعى النبوة في سن الشبـاب في بادية يقال لها باديـة السمـاوة، ممّا دفع والي حمص إلى سجنه في ذلك الوقت، وذكرت كتبٌ أخرى أنّ حادثة النبوءة والسجن ما هي إلّا من الحيل السياسية التي أقامها الولاة للتّخلّص منه، كما ذكر أبو العلاء المعري أنّ هذا اللقب مأخوذٌ من النبـوة وهي تعني المكان المرتفع من الأرض، وكان المتنبي صاحب مكانةٍ ورفعةٍ في الشعر، وأمّا عن تشبهه بالأنبياء في شعره فقد ورد من أقواله:[2]

ما مقامي بأرض نحلة إلا كمقام المسيح بين اليهود
أنا في أمة تداركها الله غريب كصالح في ثمود

شاهد أيضًا: من هو الشاعر تركي بن عبدالرحمن وسيرته الذاتية كاملة

رأي القدماء والمحدثين في نبوة المتنبي

بعد بيان لماذا سمي المتنبي بهذا الاسم بذكر عديد الأسباب منها أنّه قد ادّعى النبوّة، لا بدّ من بيان رأي القدماء والمحدثين في نبوة المتنبي، حيث شغـلت هذ المسألة بال أهل العلم، واختلفت آراؤهـم حول ذلك، وقد انقسموا إلى ثلاث فرق، منهم من أكّد على أنّ المتنبي قد ادّعى النبوة كابن خلكان والخطيب البغدادي، ومنهم من تحفظ عن الجزم في ذلك أو نكرانه، كالثعالي ومحمود العقاد، ومنهم من أنكر كونه قد ادّعى النبوة كأبو علاء المعري ومحمود شاكر وغيرهم، وفيما يأتي سنستعرض لكم جملة من آراء أهل العلم المحدثين في نبوة المتنبي:[3]

  • بطرس البستاني: والذي أشار إلى أنّه يوجد بعض الأمور في ديوان المتنبي والتي تدلّ على تأليهه لنفسه، كتشبهه بالأنبياء، ولكنّ ذلك ليس دليلًا كافياً على ادعائه للنبوة.
  • محمود شاكر: أنكر ما قيل في المتنبي، وذكر أنّ سبب دخوله للسجن كانت الدعوة العلوية وليس ادعائه للنبوة.
  • الدكتور مصطفى الشكعة: والذي أخذ على نفسه موقف المحايد، فلم ينفي ولم يثبت، وقال: “كنت صاحب ميل إلى أن المتنبي قد فعلها وتنبأ”.
  • طه حسين: والذي قال: “وأنا لا أتردد في رفضي من أنه ادعى النبوة، وأحدث المعجزات أو زعم إحداثها، وضلل فريقاً من خاصة الناس أو عامتهم، كما لا أتردد في رفضي هذا السخف الذي يتنبأ أن المتنبي زعم أن قرآناً أنزل عليه”.

شاهد أيضًا: من هو الشاعر واحد؟ وأهم الإنجازات والتكريمات التي حققها الشاعر واحد

كيف مات المتنبي؟

خرج المتنبي من مدينة أصفهان في العام 354 للهجرة وكان متّجهًا نحو العراق، ولمّا كان في طريقه إلى العراق نصب له أعداءه كمينًا في طريقه، وكان من نصب هذا الكمين هو فاتك الأسدي، وأغاروا عليه وعلى من معه، حتّى قتلوه رفقة ابنه مُحسّد وكذلك غلام مفلح، وكان ذلك بالقرب من مكان يقال له دير عاقول التي تقع غرب مدينة بغداد، وذكرت الكتب التاريخية أنّه قد قتل عن عمرٍ يناهز الخمسين عامًا في الثالث والعشرين من شهر سبتمبر لعام 965 ميلادي.[1]

شاهد أيضًا: اسماء الادباء السعوديين الشعراء كتاب القصه وكتاب الروايه والنقاد

خصائص شعر المتنبي

كذلك الخوض في ذكر لماذا سمي المتنبي بهذا الاسم والذي كنا قد ذكرنا لذلك عدة أسباب منها علوّ مكانته وعظيم شعره، فكان حريًّا بنا أن نذكر خصائص شعر المتنبي فيما يأتي:

  • حبّ العظمـة.
  • الثّقـة في النّفـس.
  • الحكمـة والفلسفـة.
  • القوّة والعظـمة.
  • المبالغـة والغمـوض.
  • تنوّع أغراض الشعـر: كالمدح، والرثاء، والوصف، والغزل، والهجاء، والفخر.
  • الإيجـاز فـي غيـر خلل.
  • الدّقّـة فـي الوصـف.
  • استحضـار الصورة المبتكـرة.
  • الإغـراب فـي التّخيّل.
  • تكثيـف المعانـي فـي البيـت الواحـد.
  • التلاؤم الصّـوتـي وآليّـة التكـرار.

شاهد أيضًا: من هو حاتم الطائي ولماذا قيل أكرم من حاتم الطائي

من شعر المتنبي

كان المتنبي من الشعراء الذين يبحثون عن المجد، فقد أمضى حياته راحلًا في أنحاء البلاد بطموحه الذي ناطح السحاب، وسطّر خلال رحلته العديد من الأبيات والقصائد الشعرية، وفيما يأتي بعضٌ من أبرز ما قاله المتنبي:

شاهد أيضًا: من هو الشاعر المخضرم

قصيدة دمع جرى فقضى في الربع ماوجبا

دَمعٌ جَرى فَقَضى في الرَبعِ ماوَجَبا
لِأَهلِهِ وَشَفى أَنّى وَلا كَرَبا
عُجنا فَأَذهَبَ ما أَبقى الفِراقُ لَنا
مِنَ العُقولِ وَما رَدَّ الَّذي ذَهَبا
سَقَيتُهُ عَبَراتٍ ظَنَّها مَطَراً
سَوائِلاً مِن جُفونٍ ظَنَّها سُحُبا
دارُ المُلِمِّ لَها طَيفٌ تَهَدَّدَني
لَيلاً فَما صَدَقَت عَيني وَلا كَذَبا
ناءَيتُهُ فَدَنا أَدنَيتُهُ فَنَأى
جَمَّشتُهُ فَنَبا قَبَّلتُهُ فَأَبى
هامَ الفُؤادُ بِأَعرابِيَّةٍ سَكَنَت
بَيتاً مِنَ القَلبِ لَم تَمدُد لَهُ طُنُبا
مَظلومَةُ القَدِّ في تَشبيهِهِ غُصُناً
مَظلومَةُ الريقِ في تَشبيهِهِ ضَرَبا
بَيضاءُ تُطمِعُ فيما تَحتَ حُلَّتِها
وَعَزَّ ذَلِكَ مَطلوباً إِذا طُلِبا
كَأَنَّها الشَمسُ يُعيِي كَفَّ قابِضِهِ
شُعاعُها وَيَراهُ الطَرفُ مُقتَرِبا
مَرَّت بِنا بَينَ تِربَيها فَقُلتُ لَها
مِن أَينَ جانَسَ هَذا الشادِنُ العَرَبا
فَاِستَضحَكَت ثُمَّ قالَت كَالمُغيثِ يُرى
لَيثَ الشَرى وَهوَ مِن عِجلٍ إِذا اِنتَسَبا
جاءَت بِأَشجَعَ مَن يُسمى وَأَسمَحَ مَن
أَعطى وَأَبلَغَ مَن أَملى وَمَن كَتَبا
لَو حَلَّ خاطِرُهُ في مُقعَدٍ لَمَشى
أَو جاهِلٍ لَصَحا أَو أَخرَسٍ خَطَبا
إِذا بَدا حَجَبَت عَينَيكَ هَيبَتُهُ
وَلَيسَ يَحجُبُهُ سِترٌ إِذا اِحتَجَبا
بَياضُ وَجهٍ يُريكَ الشَمسَ حالِكَةً
وَدُرُّ لَفظٍ يُريكَ الدُرَّ مَخشَلَبا
وَسَيفُ عَزمٍ تَرُدُّ السَيفَ هِبَّتُهُ
رَطبَ الغِرارِ مِنَ التَأمورِ مُختَضِبا
عُمرُ العَدوِّ إِذا لاقاهُ في رَهَجٍ
أَقَلُّ مِن عُمرِ ما يَحوي إِذا وَهَبا
تَوَقَّهُ فَمَتى ما شِئتَ تَبلُوَهُ
فَكُن مُعادِيَهُ أَو كُن لَهُ نَشَبا
تَحلو مَذاقَتُهُ حَتّى إِذا غَضِبا
حالَت فَلَو قَطَرَت في الماءِ ما شُرِبا
وَتَغبِطُ الأَرضُ مِنها حَيثُ حَلَّ بِهِ
وَتَحسُدُ الخَيلُ مِنها أَيَّها رَكِبا
وَلا يَرُدُّ بِفيهِ كَفَّ سائِلِهِ
عَن نَفسِهِ وَيَرُدُّ الجَحفَلَ اللَجِبا
وَكُلَّما لَقِيَ الدينارُ صاحِبَهُ
في مُلكِهِ اِفتَرَقا مِن قَبلِ يَصطَحِبا
مالٌ كَأَنَّ غُرابَ البَينِ يَرقُبُهُ
فَكُلَّما قيلَ هَذا مُجتَدٍ نَعَبا
بَحرٌ عَجائِبُهُ لَم تُبقِ في سَمَرٍ
وَلا عَجائِبِ بَحرٍ بَعدَها عَجَبا
لا يُقنِعُ اِبنَ عَليٍّ نَيلُ مَنزِلَةٍ
يَشكو مُحاوِلُها التَقصيرَ وَالتَعَبا
هَزَّ اللِواءَ بَنو عِجلٍ بِهِ فَغَدا
رَأساً لَهُم وَغَدا كُلٌّ لَهُم ذَنَبا
التارِكينَ مِنَ الأَشياءِ أَهوَنَها
وَالراكِبينَ مِنَ الأَشياءِ ما صَعُبا
مُبَرقِعي خَيلِهِم بِالبيضِ مُتَّخِذي
هامِ الكُماةِ عَلى أَرماحِهِم عَذَبا
إِنَّ المَنِيَّةَ لَو لاقَتهُمُ وَقَفَت
خَرقاءَ تَتَّهِمُ الإِقدامَ وَالهَرَبا
مَراتِبٌ صَعِدَت وَالفِكرُ يَتبَعُها
فَجازَ وَهوَ عَلى آثارِها الشُهُبا
مَحامِدٌ نَزَفَت شِعري لِيَملَأَها
فَآلَ ما اِمتَلَأَت مِنهُ وَلا نَضَبا
مَكارِمٌ لَكَ فُتَّ العالَمينَ بِها
مَن يَستَطيعُ لِأَمرٍ فائِتٍ طَلَبا
لَمّا أَقَمتَ بِإِنطاكِيَّةَ اِختَلَفَت
إِلَيَّ بِالخَبَرِ الرُكبانُ في حَلَبا
فَسِرتُ نَحوَكَ لا أَلوي عَلى أَحَدٍ
أَحُثُّ راحِلَتَيَّ الفَقرَ وَالأَدَبا
أَذاقَني زَمَني بَلوى شَرِقتُ بِها
لَو ذاقَها لَبَكى ما عاشَ وَاِنتَحَبا
وَإِن عَمَرتُ جَعَلتُ الحَربَ والِدَةً
وَالسَمهَرِيَّ أَخاً وَالمَشرَفِيَّ أَبا
بِكُلِّ أَشعَثَ يَلقى المَوتَ مُبتَسِماً
حَتّى كَأَنَّ لَهُ في قَتلِهِ أَرَبا
قُحٍّ يَكادُ صَهيلُ الخَيلِ يَقذِفُهُ
عَن سَرجِهِ مَرَحاً بِالغَزوِ أَو طَرَبا
فَالمَوتُ أَعذَرُ لي وَالصَبرُ أَجمَلُ بي
وَالبَرُّ أَوسَعُ وَالدُنيا لِمَن غَلَبا

شاهد أيضًا: من هو الشاعر الذي هجا نفسه وامه وزوجته

قصيدة الخيل والليل والبيداء تعرفني

وَاحَـرّ قَلْبـاهُ مـمّنْ قَلْبُـهُ شَبِـمُ
وَمَنْ بجِسْمـي وَحالي عِنـدَهُ سَقَـمُ
ما لي أُكَتِّمُ حُبًّا قَدْ بَـرَى جَسَـدي
وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلـةِ الأُمَـم ُ
إنْ كَـانَ يَجْمَعُنَـا حُـبٌّ لِغُرّتِـهِ
فَلَيْتَ أنّـا بِقَـدْرِ الحُـبّ نَقْتَسِـمُ
قد زُرْتُهُ وَسُيُـوفُ الهِنْـدِ مُغْمَـدَةٌ
وَقـد نَظَـرْتُ إلَيْـهِ وَالسّيُـوفُ دَمُ
فكـانَ أحْسَـنَ خَلـقِ الله كُلّهِـمِ
وَكانَ أحسنَ ما فِي الأحسَنِ الشّيَـمُ
فَوْتُ العَـدُوّ الـذي يَمّمْتَـهُ ظَفَـرٌ
فِـي طَيّـهِ أسَـفٌ فِي طَيّـهِ نِعَـمُ
قد نابَ عنكَ شديدُ الخوْفِ وَاصْطنعتْ
لَكَ المَهـابَـةُ ما لا تَصْنَـعُ البُهَـمُ
ألزَمْتَ نَفْسَكَ شَيْئـاً لَيـسَ يَلزَمُهـا
أنْ لا يُـوارِيَهُـمْ أرْضٌ وَلا عَـلَـمُ
أكُلّمَا رُمْتَ جَيْشـاً فانْثَنَـى هَرَبـاً
تَصَرّفَـتْ بِـكَ فِي آثَـارِهِ الهِمَـمُ
عَلَيْـكَ هَزْمُهُـمُ فِي كـلّ مُعْتَـرَكٍ
وَمَا عَلَيْـكَ بِهِمْ عَـارٌ إذا انهَزَمُـوا
أمَا تَرَى ظَفَراً حُلْـواً سِـوَى ظَفَـرٍ
تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الـهِنْدِ وَاللِّمـمُ
يا أعدَلَ النّـاسِ إلاّ فِـي مُعامَلَتـي
فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَـمُ
أُعِيذُهـا نَظَـراتٍ مِنْـكَ صادِقَـةً
أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمـهُ وَرَمُ
وَمَا انْتِفَـاعُ أخـي الدّنْيَـا بِنَاظِـرِهِ
إذا اسْتَوَتْ عِنْـدَهُ الأنْـوارُ وَالظُّلَـمُ
سَيعْلَمُ الجَمعُ مـمّنْ ضَـمّ مَجلِسُنـا
بأنّني خَيـرُ مَنْ تَسْعَـى بـهِ قَـدَمُ
أنَا الذي نَظَـرَ الأعْمَـى إلى أدَبـي
وَأسْمَعَتْ كَلِماتـي مَنْ بـهِ صَمَـمُ
أنَامُ مِلْءَ جُفُونـي عَـنْ شَوَارِدِهَـا
وَيَسْهَـرُ الخَلْـقُ جَرّاهَـا وَيخْتَصِـمُ
وَجاهِلٍ مَـدّهُ فِي جَهْلِـهِ ضَحِكـي
حَتَّـى أتَتْـه يَـدٌ فَـرّاسَـةٌ وَفَـمُ
إذا رَأيْـتَ نُيُـوبَ اللّيْـثِ بـارِزَةً
فَـلا تَظُـنّـنّ أنّ اللّيْـثَ يَبْتَسِـمُ
وَمُهْجَةٍ مُهْجَتـي من هَمّ صَاحِبـها
أدرَكْتُـهَا بجَـوَادٍ ظَـهْـرُه حَـرَمُ
رِجلاهُ فِي الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَـدٌ
وَفِعْلُـهُ مَا تُريـدُ الكَـفُّ وَالقَـدَمُ
وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَيـنِ بـهِ
حتَّى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَـوْتِ يَلْتَطِـمُ
الخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي
وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ
صَحِبْتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداً
حتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ
يَا مَـنْ يَعِـزّ عَلَيْنَـا أنْ نُفَارِقَهُـمْ
وَجدانُنا كُلَّ شـيءٍ بَعدَكـمْ عَـدَمُ
مَا كـانَ أخلَقَنَـا مِنكُـمْ بتَكرِمَـةٍ
لَـوْ أنّ أمْرَكُـمُ مِـن أمرِنَـا أمَـمُ
إنْ كـانَ سَرّكُـمُ ما قالَ حاسِدُنَـا
فَمَـا لجُـرْحٍ إذا أرْضـاكُـمُ ألَـمُ
وَبَيْنَنَـا لَـوْ رَعَيْتُـمْ ذاكَ مَعـرِفَـةٌ
إنّ المَعارِفَ فِي أهْـلِ النُّهَـى ذِمَـمُ
كم تَطْلُبُونَ لَنَـا عَيْبـاً فيُعجِزُكـمْ
وَيَكْـرَهُ الله مـا تَأتُـونَ وَالكَـرَمُ
ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شَرَفِـي
أنَـا الثّرَيّـا وَذانِ الشّيـبُ وَالهَـرَمُ
لَيْتَ الغَمَامَ الذي عنـدي صَواعِقُـهُ
يُزيلُهُـنّ إلـى مَـنْ عِنْـدَهُ الدِّيَـمُ
أرَى النّـوَى يَقتَضينـي كلَّ مَرْحَلَـةٍ
لا تَسْتَقِـلّ بِهَـا الوَخّـادَةُ الرُّسُـمُ
لَئِـنْ تَرَكْـنَ ضُمَيـراً عَنْ مَيامِنِنـا
لَيَحْـدُثَـنّ لـمَنْ وَدّعْتُهُـمْ نَـدَمُ
إذا تَرَحّلْـتَ عن قَـوْمٍ وَقَد قَـدَرُوا
أنْ لا تُفـارِقَهُـمْ فالرّاحِلـونَ هُـمُ
شَرُّ البِـلادِ مَكـانٌ لا صَديـقَ بِـهِ
وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسـانُ ما يَصِـمُ
وَشَـرُّ ما قَنّصَتْـهُ رَاحَتـي قَنَـصٌ
شُهْبُ البُـزاةِ سَـواءٌ فيهِ والرَّخَـمُ
بأيّ لَفْـظٍ تَقُـولُ الشّعْـرَ زِعْنِفَـةٌ
تَجُوزُ عِنـدَكَ لا عُـرْبٌ وَلا عَجَـمُ
هَـذا عِتـابُـكَ إلاّ أنّـهُ مِـقَـةٌ
قـد ضُمّـنَ الـدُّرَّ إلاّ أنّـهُ كَلِـمُ

شاهد أيضًا: من هو عميد الأدب العربي

قصيدة تضاحك منا دهرنا لعتابنا

تضاحَكَ مِنّا دهرُنا لعتابنا
وعلَّمَنا التمويهَ لو نَتَعَلَّمُ
شريفٌ زُغاوِيٌّ وزانٍ مُذَكَّرٌ
وأعمَشُ كحّالٌ وأعمى مُنَجِّمُ

شاهد أيضًا: لماذا سمي الشاعر المتنبي بهذا الإسم

قصيدة أفاعل بي فعال الموكس الزاري

أفاعِلٌ بي فعالَ الموكِسِ الزاري
ونحنُ نُسألُ فيما كان من عارِ
قُل لي بحُرمَةِ من ضيَّعتَ حُرمَتَهُ
أكان قدرَكَ ذا أم كان مقداري
لا عشتُ إن رضيَت نفسي ولا رَكِبَت
رجلٌ سعَيتُ بها في مثلِ دينارِ
وَليُّكَ اللَهُ لِمْ صيَّرتَني مَثَلاً
كالمُستَجيرِ من الرمضاءِ بالنارِ

شاهد أيضًا: من هو امير الشعراء في العصر الجاهلي

قصيدة ذي الأرض عما أتاها الأمس

ذي الأرضُ عمّا أتاها الأمسَ غانِيَةٌ
وغيرُها كان محتاجاً إلى المَطَرِ
شقَّ النباتَ عنِ البستان ريِّقُهُ
مُحَيّياً جارَهُ الميدانَ بالشجر
كأنَّما مُطِرَت فيه صوالجةٌ
تُطَرِّحُ السدرَ فيه موضِعَ الأُكَرِ

شاهد أيضًا: من هو الشاعر الذي لقب بسلطان العاشقين

لماذا سمي المتنبي بهذا الاسم مقالٌ فيه تمّ ذكر نبذة مختصرة عن حياة المتنبي ونسبه ونشأته، كما ذكر المقال الأسباب المحتملة التي من خلالها تمّ إطلاق لقب المتنبي على أبي الطيب، كما ذكر المقال جملة من القصائد الشعرية التي تغنّى بها المتنبي.

المراجع

  1. marefa.org , أبو الطيب المتنبي , 07/10/2021
  2. uobabylon.edu.iq , المتنبي شعب بوان , 07/10/2021
  3. noor-book.com , رأي القدماء والمحدثين في نبوة المتنبي , 07/10/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *