صحة حديث يأتي زمان على أمتي تمات فيه الصلوات
جدول المحتويات
صحة حديث يأتي زمان على أمتي تمات فيه الصلوات وهو من الأحاديث التي تتحدث عن الفتن التي تقع في آخر الزمان، وما يصاحبها من أحداث ووقائع، لذلك يهتم موقع المرجع في تبيان صحة حديث يأتي زمان على أمتي تمات فيه الصلوات، وفي توضيح معنى الحديث الموقوف، ومعنى الحديث المرفوع، وفي ذكر أحاديث صحيحة عن الفتن وما يقع في آخر الزمان، وأحاديث مشابهة لحديث يأتي زمان على أمتي.
صحة حديث يأتي زمان على أمتي تمات فيه الصلوات
إن حديث يأتي زمان على أمتي تمات فيه الصلوات هو حديث ضعيف موقوف على ابن مسعود رضي الله عنه، وهذا الحديث له حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ورد ذكره في كتاب العزلة والانفراد لابن أبي الدنيا، فعن واصل مولى أبي عيينة قال: “هَذِهِ خُطْبَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أُنْبِئْتُ أَنَّهُ كَانَ يَقُومُ كُلَّ عَشِيَّةِ خَمِيسٍ يَخْطُبُ بِهَذِهِ الْخُطْبَةِ عَلَى أَصْحَابِهِ، فِيهَا: إِنَّهُ سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تُمَاتُ فِيهِ الصَّلاةُ، وَيُشْرِفُ فِيهِ الْبُنْيَانُ، وَيَكْثُرُ فِيهِ الْحَلْفُ وَالتَّلاعُنُ، وَتَفْشُو فِيهِ الرِّشَى وَالزِّنَا، وَتُبَاعُ الآخِرَةُ بِالدُّنْيَا، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، فَالنَّجَاةُ فَالنَّجَاةُ، قَالُوا: وَكَيْفَ النَّجَاةُ؟ قَالَ: كُنْ حِلْسًا مِنْ أَحْلاسِ بَيْتِكَ وَكُفَّ لِسَانَكَ وَيَدَكَ”.[1]
شاهد أيضًا: ما صحة حديث لا تقوم الساعة حتى يكتفي الرجل
معنى الحديث الموقوف
الحديث الموقوف هو قول الصحابي وفعله، هذا إذا أطلقت كلمة الموقوف -أي قيل موقوف فقط ولم يزد عليه قولهم على فلان- وأما إذا قيدت بقولهم على فلان كقولهم -مثلاً- موقوف على الشافعي أو موقوف على سعيد بن المسيب ونحو ذلك فهو كلام من ذكر، والموقوف على الصحابي قسمان: الأول؛ ما كان للرأي فيه مجال -أي يمكن أن يقوله الصحابي عن اجتهاد- فهذا ليس بحجة إلا إذا وافقه الصحابة عليه، فإنه يكون إجماعاً، والثاني؛ ما لا مجال فيه للرأي، وهذا له حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ إلا إذا علم أن هذا الصحابي كان يأخذ من كتب أهل الكتاب.[2]
شاهد أيضًا: صحة حديث من ترك صلاة الفجر فليس في وجهه نور
معنى الحديث المرفوع
الحديث المرفوع يقصد به: كل ما أضيف إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو تقرير، صح السند أو لم يصح، اتصل أو انقطع، واشترط الخطيب البغدادي -رحمه الله- أن يكون الرفع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- من صحابي، وبعض علماء الحديث يقصد بالمرفوع: ما اتصل سنده فيجعله مقابلاً للمرسل، والحديث المرفوع إذا توفرت فيه شروط الصحة أو الحسن وجب قبوله.[2]
اقرأ أيضًا: صحة حديث الجنة تحت اقدام الامهات
أحاديث صحيحة عن الفتن وما يقع في آخر الزمان
مما يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث عن الفتن وما يقع في آخر الزمان، ما يأتي:
- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “يَأْتي علَى النَّاسِ زَمانٌ، يُبْعَثُ منهمُ البَعْثُ فيَقولونَ: انْظُرُوا هلْ تَجِدُونَ فِيكُمْ أحَدًا مِن أصْحابِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ؟ فيُوجَدُ الرَّجُلُ، فيُفْتَحُ لهمْ به، ثُمَّ يُبْعَثُ البَعْثُ الثَّانِي فيَقولونَ: هلْ فيهم مَن رَأَى أصْحابَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ؟ فيُفْتَحُ لهمْ به، ثُمَّ يُبْعَثُ البَعْثُ الثَّالِثُ فيُقالُ: انْظُرُوا هلْ تَرَوْنَ فيهم مَن رَأَى مَن رَأَى أصْحابَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ؟ ثُمَّ يَكونُ البَعْثُ الرَّابِعُ فيُقالُ: انْظُرُوا هلْ تَرَوْنَ فيهم أحَدًا رَأَى مَن رَأَى أحَدًا رَأَى أصْحابَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ؟ فيُوجَدُ الرَّجُلُ فيُفْتَحُ لهمْ بهِ. وفي رواية : قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: خَيْرُ أُمَّتي القَرْنُ الَّذِينَ يَلُونِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهادَةُ أحَدِهِمْ يَمِينَهُ ويَمِينُهُ شَهادَتَهُ. لَمْ يَذْكُرْ هَنَّادٌ القَرْنَ في حَديثِهِ، وقالَ قُتَيْبَةُ: ثُمَّ يَجِيءُ أقْوامٌ”.[3]
- عن زينب أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “اسْتَيْقَظَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ النَّوْمِ مُحْمَرًّا وجْهُهُ يقولُ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، ويْلٌ لِلْعَرَبِ مِن شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليومَ مِن رَدْمِ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ مِثْلُ هذِه وعَقَدَ سُفْيَانُ تِسْعِينَ أوْ مِئَةً قيلَ: أنَهْلِكُ وفينَا الصَّالِحُونَ؟ قالَ: نَعَمْ، إذَا كَثُرَ الخَبَثُ”.[4]
- عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: “سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: تُعْرَضُ الفِتَنُ علَى القُلُوبِ كالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فأيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَها، نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ سَوْداءُ، وأَيُّ قَلْبٍ أنْكَرَها، نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ بَيْضاءُ، حتَّى تَصِيرَ علَى قَلْبَيْنِ، علَى أبْيَضَ مِثْلِ الصَّفا فلا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ ما دامَتِ السَّمَواتُ والأرْضُ، والآخَرُ أسْوَدُ مُرْبادًّا كالْكُوزِ، مُجَخِّيًا لا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، ولا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إلَّا ما أُشْرِبَ مِن هَواهُ”.[5]
- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “فتنةُ الأحلاسِ هربٌ وحربٌ، ثم فتنةُ السَّرَّاءِ، دخنُها من تحتِ قدمِ رجلٍ من أهلِ بيتي، يزعم أنه مني، وليس مني وإنما أوليائي المتَّقون، ثم يصطلِحُ الناسُ على رجلٍ، كوَرْكٍ على ضِلَعٍ، ثم فتنةُ الدُّهَيماءِ، لا تدَع أحدًا من هذه الأمةِ إلا لطمَتْه لطمةً، فإذا قيل: انقضَتْ، تمادَتْ، يصبحُ الرجلُ فيها مؤمنًا، ويُمسي كافرًا، حتى يصيرَ الناسُ إلى فسطاطَين، فسطاطُ إيمانٍ لا نفاقَ فيه، وفُسطاطُ نفاقٍ لا إيمانَ فيه، فإذا كان ذاكم فانتظِروا الدَّجَّالَ من يومِه أو غدِه”.[6]
شاهد أيضًا: صحة حديث الله اكبر كبيرا عدد الشفع
أحاديث مشابهة لحديث يأتي زمان على أمتي
هناك العديد من الأحاديث التي تشبه هذا الحديث، لكن أغلب هذه الأحاديث هي أحاديث ضعيفة، ومن هذه الأحاديث:
- “سَيأتي علَى أمَّتي زمانٌ يَكثُرُ فيهِ القرَّاءُ، ويقِلُّ الفُقَهاءُ، ويُقبَضُ العِلمُ، ويَكثُرُ الهَرْجُ، ثمَّ يأتي بعدَ ذلكَ زمانٌ يقرَأُ القُرآنَ رجالٌ مِن أمَّتي لا يجاوِزُ تراقيَهُم، ثمَّ يَأتي مِن بعدِ ذلكَ زمانٌ يجادِلُ المشرِكُ باللَّهِ المؤمِنَ في مثلِ ما يقولُ”.[7]
- “يأتي على الناسِ زمانٌ المُتمسِّكُ فيه بسُنَّتي عند اختلافِ أُمَّتي كالقابضِ على الجَمرِ”.[8]
- “يأتي على الناسِ زمانٌ يَحُجُّ أغنياءُ أمتي للنُّزْهةِ، وأوساطُهم للتجارةِ وقُرَّاؤُهم للرياءِ والسمعةِ، وفقراؤُهم للمسألةِ”.[9]
شاهد أيضًا: صحة حديث حرم على النار كل هين لين سهل
وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي بينا فيه صحة حديث يأتي زمان على أمتي تمات فيه الصلوات، ووضحنا معنى الحديث الموقوف، ومعنى الحديث المرفوع، وذكرنا أحاديث صحيحة عن الفتن وما يقع في آخر الزمان، وأحاديث مشابهة لحديث يأتي زمان على أمتي.
المراجع
- islamweb.net , لا تعارض بين أحاديث الفتن والاعتزال وبين القيام بواجب الدعوة , 13/08/2021
- islamweb.net , معنى الحديث المرفوع والموقوف وحكم العمل بهما , 13/08/2021
- صحيح مسلم , مسلم، أبو سعيد الخدري، 2532، صحيح.
- صحيح البخاري , البخاري، زينب أم المؤمنين، 7059، صحيح.
- صحيح مسلم , مسلم، حذيفة بن اليمان، 144، صحيح.
- صحيح الجامع , الألباني، عبد الله بن عمر، 4191، صحيح.
- ضعيف الجامع , الألباني، أبو هريرة، 3295، ضعيف.
- السلسلة الصحيحة , الألباني، عبد الله بن مسعود، 2/646، في إسناده ضعف.
- السلسلة الضعيفة , الألباني، أنس بن مالك، 1093، ضعيف.
التعليقات