ما هي الحنطة السوداء

ما هي الحنطة السوداء تلك المادة الغذائية التي ينصح بها الكثير من أطباء التغذية، نظرًا لما تحتويه من عناصر غذائية تجعلها توفر فوائدًا صحية كثيرة، سواء فيما يتعلق بصحة القلب وفقدان الوزن وحتى السيطرة على مرض السكري، كل هذه الفوائد وأكثر، جعلتنا نسرد لكم مقالنا عبر موقع مرجع، لنوضح من خلاله ماهية هذه المادة وفوائدها المختلفة، بالإضافة إلى ما ينجم عنها من أضرار.

ما هي الحنطة السوداء

الحنطة السوداء هي بذور خالية من الغلوتين، تشبه الحبوب وتشاركها في العديد من الخصائص، إلا أنها لا تنتج من الأعشاب كما هو الحال في معظم أنواع الحبوب، ولكن يمكن استخدامها كبديل لحبوب القمح، إذ أخذت الحنطة السوداء شعبية واسعة كغذاء صحي لما تحتويه من معادن ومضادات الأكسدة وبروتينات، مما جعلها جزءًا أساسيًا في النظم الغذائية الصحية، وتتميز بطعم مائل للمرارة إلى حد ما إذا ما تم مقارنته مع الحبوب الشائعة مثل القمح والأرز والشوفان، كما أنها عنصر أساسي في العديد من المنتجات الغذائية اليومية، إذ تشكل الحِنطة السّوداء العمود الفقري للعديد من الأطباق التقليدية في جميع أنحاء آسيا وأوروبا، فنجدها في معكرونة سوبا الساخنة والباردة على حد سواء في اليابان، وفي كوريا يستخدم دقيق الحنطة السوداء والبطاطا أو نشا البطاطا الحلوة للحصول على طبق المعكرونة التقليدية.

في حين تنتج منطقة لومبارديا الإيطالية البيزوسكيري، وهو نوع من المعكرونة القصيرة المسطحة المصنوعة من الحنطة السّوداء ودقيق القمح، وفي أماكن أخرى في أوروبا يستخدم دقيق الحنطة السّوداء لصنع الغاليت، وتدخل في صناعة الكريب الشهير من منطقة بريتاني في فرنسا، ومن الجدير بالذكر انتشرت زراعتها في مناطق واسعة من العالم كالصين وأوروبا الوسطى والشرقية، ولكن تجدر الإشارة إلى أن تاريخ هذه الحنطة يعود إلى حوالي 4000 سنة قبل الميلاد في جنوب غرب الصين، ومنها انتشرت غربًا على طول طريق القوقاز في أوروبا، وشرقًا إلى اليابان، كما وصلت إلى أمريكا مع المستعمرين الأوروبيين الأوائل، وكانت تزرع في شمال شرق وشمال غرب البلاد، ولم تبلغ ذروة إنتاجها حتى عام 1886، ولكن وفق إحصائيات الأمم المتحدة، في عام 2016، تصدرت روسيا عالميًا في إنتاج الحنطة السوداء، وتلتها كل من الصين وأوكرانيا. [1]

شاهد أيضًا: السعرات الحرارية في الخبز الاسمر والابيض

أنواع الحنطة السوداء

يوجد نوعان شائعان للحنطة السّوداء، ألا وهما الحنطة السوداء المشتركة (Fagopyrum esculentum) والحنطة السوداء الطرطرية (Fagopyrum tartaricum)، مع العلم أن الاختلاف الرئيسي بينهما قائم على نظام تكاثرهما والمناخ المفضل، حيث أن الحنطة السوداء الطرطرية يمكن أن تنتج ذاتيًا، أو بما يعرف بالتكاثر الداخلي، وذلك باستخدام حبوب اللقاح الخاصة بها، كما أن هذا النوع قادر على النمو في المناخ البارد وعلى ارتفاعات عالية، في حين تفضل الحنطة السّوداء الشائعة الارتفاعات الأقل، وتنتشر على نطاق واسع في المناخات المعتدلة ضمن نصف الكرة الشمالي، ويتكاثر هذا النوع بحبوب من نبات مختلف، لذلك يعتمد على الحشرات للتلقيح. [1]

القيم الغذائية للحنطة السوداء

تحتوي الحنطة السّوداء على مجموعات متنوعة من مختلف المواد الغذائية الصحية، إذ أنها مصدر جيد لكل من البروتين والألياف والكربوهيدرات المعقدة الصحية، إذ قد تصيبك الدهشة عندما تعلم أن كوبًا واحدًا من هذه الحبوب أو ما يعادل 168 غرمًا يحتوي على العناصر الغذائية التالية: [2]

  • 5.68 غرام من البروتين.
  • 1.04 غرام من الدهون.
  • 33.5 غرام من الكربوهيدرات.
  • 4.5 غرام من الألياف.
  • 148 ملليغرام (ملغ) من البوتاسيوم.
  • 118 ملغ من الفوسفور.
  • 86 ملغ من المغنيسيوم.
  • 12 ملغ من الكالسيوم.
  • 1.34 ملغ من الحديد.

كما تحتوي الحنطة السوداء أيضًا على فيتامينات المتمثلة بكل من: الثيامين (B1)، والريبوفلافين (B2) والنياسين (B3)، والفولات، وفيتامين C، وفيتامين B6.

شاهد أيضًا: الاطعمة الطازجة وفوائدها في عشرة اسطر مع الصور بالتفصيل

الفوائد الصحية للحنطة السوداء

لا بد أن احتواء هذه الحبوب على كل تلك العناصر الغذائية، كان سببًا في دخولها ضمن العديد من الأنظمة الغذائية، هذا فضلًا عن تحقيقها للفوائد الصحية التالية: [3]

تعزيز صحة القلب

تحتوي الحنطة السوداء على الألياف والنياسين، مما يجعلها مفيدة في المحافظة على صحة القلب، وضبط مستويات ضغط الدم في الجسم، حيث تساعد الألياف على التحكم بالكوليسترول في الدم، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكري، بالإضافة إلى كونها تقي من السكتات الدماغية.

تحسين عمليات الهضم

تحتوي الحنطة السّوداء نوعًا من الكربوهيدرات النباتية التي لا يستطيع الجسم كسرها خلال عملية الهضم، لذلك تدعم تلك الألياف الأمعاء وتساعدها في عمليات هضم الطعام بكفاءة، إذ تساعد على تحريك الطعام ضمن الجهاز الهضمي، مما يجعلها مهمة لمن يرغب في فقدان الوزن والتخلص من السمنة، كما تساعد في تحويل الكربوهيدرات والدهون والبروتينات إلى طاقة تستخدمها مختلف خلايا الجسم.

تعزيز فقدان الوزن

يعد الشعور بالشبع مفهومًا مهمًا في عمليات إدارة الوزن، مما جعل الحنطة السوداء خيارًا ممتازًا لهذا الغرض، باعتبارها تزيد من فترات الإحساس بالشبع، هذا فضلًا عن غناها بالبروتين الضروري للسيطرة على الوزن، لأنه يعطي مزيدًا من شعور الشبع مع عدد سعرات حرارية أقل.

السيطرة على مرض السكري

تعد الحنطة السّوداء مصدرًا للكربوهيدرات المعقدة، ذلك النوع من الكربوهيدرات الذي يمكن أن يساعد في ضبط مستوى السكر في الدم، إذ تحتاج أجسادنا إلى وقت أطول لتحطيم هذا النوع، فيما إذا قورن بالكربوهيدرات البسيطة، الأمر الذي سيبطئ عملية الهضم ويحافظ على استقرار مستوى السكر، كما أن للحنطة السوداء تأثير إيجابي على الأنسولين والجلوكوز.

فوائد الحنطة السوداء في النظام البيئي

يمكن أن تنمو الحنطة السّوداء في التربة العقيمة، سيئة الصرف وتعد مناسبة تمامًا للأراضي الخام، وتعتبر هذه الحبوب محصولًا صغيرًا وغالبًا ما يزرع كغطاء للمحاصيل من أجل حماية التربة من التآكل بين مواسم الزراعة، كما توفر فترة نموها القصيرة مرونة الزراعة في وقت متأخر من الموسم، ويساعد نظامها الجذري العميق على منع التآكل، كما أنها قادرة على جذب الحشرات، ويمكن استخدامها أيضًا كشكل من أشكال السماد، إذ بدلًا من حصادها، يمكن تركها لتزيد من خصوبة التربة.

الآثار الجانبية للحنطة السوداء

على الرغم من أن الحنطة السّوداء آمنة عمومًا للاستهلاك، وينبغي ألا تسبب آثارًا جانبية عند معظم الناس، إلا أنها قد تسبب رد فعل عند الأشخاص الذين يعانون من حساسية الحنطة السوداء، وتتمثل أعراض تلك الحساسية بورم في الفم، والتهاب الجلد، والربو، بالإضافة إلى التهاب الأنف التحسسي، ونظرًا لأن حساسية الحنطة السّوداء يمكن أن تؤدي إلى أعراض شديدة، فمن المهم اختيار أفضل الطرق لإجراء تشخيص دقيق لردود الفعل الحساسية المحتملة، وينصح بإجراء اختبار OFC، ومن ناحية أخرى، يعد قياس الأجسام المضادة IgE لعناصر مسببات هذه الحساسية مفيدًا في تشخيص حساسية الحنطة السّوداء، ولخفض فرط الإصابة بالمضاعفات المذكورة، يفضل تناول الحنطة السوداء بشكل تدريجي مع زيادة كميتها في غذائك مع الوقت، كما يجب تجنبها عند إثبات وجود حساسية اتجاهها.

وفي نهاية مقالنا ما هي الحنطة السوداء الذي تحدثنا فيها عن أغلب الأمور المتعلقة بهذا النوع من الحبوب، سواء من تركيب أو فوائد أو حتى الأضرار، ننصح كل من يهتم بالغذاء الصحي أن يضع الحنطة السّوداء على قائمة طعامه.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *