صحة حديث خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي

صحة حديث خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي يوم عرفة من أعظم أيام الله، تغفر فيه الزلات، وتجاب فيه الدعوات، وهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة على المسلمين، لذلك يهتم موقع المرجع في الحديث عن صحة حديث خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي، وعن ما هو يوم عرفة، وعن فضائل هذا اليوم، بالإضافة إلى تبيان شروط العمل بالحديث الضعيف.

صحة حديث خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي

إن حديث خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي، هو حديث ضعيف الإسناد، رواه الإمام الترمذي في سننه عن جد عمرو بن شعيب، وقال عنه غريب من هذا الوجه، فيه حماد بن أبي حميد وليس بالقوي عند أهل الحديث، وقد حسنه الألباني، وهو حديث صحيح المعنى، ويؤخذ به في فضائل الأعمال، فعن جد عمرو بن شعيب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “خيرُ الدعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ وخيرُ ما قلتُ أنا والنبيونَ مِن قبلي لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ”،[1] وقد جاء في تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي: “لا يخفى أن عبارة هذا الحديث لا تقتضي أن يكون الدعاء قوله لا إله إلا الله.. إلخ بل المراد أن خير الدعاء ما يكون يوم عرفة أي دعاء كان وقوله وخير ما قلت إشارة إلى ذكر غير الدعاء فلا حاجة إلى جعل ما قلت بمعنى ما دعوت ويمكن أن يكون هذا الذكر توطئة لتلك الأدعية لما يستحب من الثناء على الله قبل الدعاء”.[2]

شاهد أيضًا: صحة الحديث من صام 9 ذي الحجة كمن تعبد عامين

شروط العمل بالحديث الضعيف

بعد أن بينا أن حديث خير الدعاء دعاء يوم عرفة هو حديث ضعيف، سنتعرف على شروط العمل بالحديث الضعيف، فالراجح عند جمهور العلماء جواز العمل بالحديث الضعيف ولكن بشروط، وهي على النحو الآتي:[3]

• أن يكون الحديث في فضائل الأعمال.
• أن يكون العمل مندرجاً تحت أصل معمول به.
• أن لا يكون الحديث شديد الضعف.
• أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته بل يعتقد صاحبه الاحتياط، مع التنبه للمراد من العمل بالحديث الضعيف.

شاهد أيضًا: أحاديث فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

ما هو يوم عرفة

بعد أن تعرفنا على صحة حديث خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي، سنتحدث عن يوم عرفة، فيوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة، وعرفة أو عرفات هو موقف الحاج في ذلك اليوم، وهو جبل على بعد ثلاثة وعشرين كيلومترًا تقريبًا شرقي مكة المكرمة، والوقوف بعرفة ركن من أركان الحج، ولا يصح الحج إلا به، ومن فاته الوقوف بعرفة فاته الحج، قال الله تعالى: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ}،[4] وعن عبدالرحمن بن يعمر رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: {الحجُّ عَرَفةُ}.[5][6]

شاهد أيضًا: هل الدعاء يوم عرفة مستجاب لغير الحاج

فضائل يوم عرفة

وفي ختام الحديث عن صحة حديث خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي، سنتعرف على فضائل يوم عرفة، إن يوم عرفة يوم عظيم، وهو من أفضل أيام السنة، وقد تظافرت النصوص من الكتاب والسنة على فضله، نوردها كما يلي:[7]

• يوم عرفة أحد الأيام المعلومات التي أثنى الله عليها في كتابه، قال تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}،[8] قال ابن عباس رضي الله عنهما: الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة.
• يوم عرفة أحد الأيام العشر التي أقسم الله بها منبها على عظم فضلها وعلو قدرها، قال تعالى: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ}،[9] قال ابن عباس رضي الله عنهما: إنها عشر ذي الحجة.
• يوم عرفة أحد الأيام العشرة المفضلة في أعمالها على غيرها من أيام السنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذه، قالوا: ولا الجِهادُ؟ قالَ: ولا الجِهادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنَفْسِه ومالِه، فلَمْ يَرْجِعْ بشَيءٍ”.[10]
• يوم عرفة أكمل الله فيه الملة، وأتم به النعمة، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، “إن رجلًا من اليهود قال: يا أميرَ المؤمنينَ، آيةٌ في كتابِكم تَقْرَؤُونها، لو علينا -معشَرَ اليهودِ- نَزَلَت، لاتَّخَذْنا ذلك اليومَ عيدًا، قال: أيُّ آيةٍ؟ قال: {اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا}، قال عُمَرُ: قد عَرَفْنا ذلك اليومَ، والمكانَ الذي نَزَلَتْ فيه على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وهو قائمٌ بعَرَفةَ يومَ جُمعةٍ”.[11]
• صيام يوم عرفة، فقد جاء الفضل في صيام هذا اليوم على أنه أحد أيام تسع ذي الحجة التي حث النبي صلى الله عليه وسلم على صيامها، فعن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ”،[12] كما جاء فضل خاص لصيام يوم عرفة دون هذه التسع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ”،[13] وهذا لغير الحاج وأما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة لأنه يوم عيد لأهل الموقف.
• أنه يوم العيد لأهل الموقف، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يومُ عرفةَ ويومُ النَّحرِ وأيَّامُ التَّشريقِ عيدُنا أهلَ الإسلامِ وهي أيَّامُ أكلٍ وشربٍ”.[14]
• عظم الدعاء يوم عرفة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “خيرُ الدعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ”،[1] قال ابن عبد البر رحمه الله: وفي ذلك دليل على فضل يوم عرفة على غيره.
• كثرة العتق من النار في يوم عرفة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ”.[15]
• مباهاة الله بأهل عرفة أهل السماء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إنَّ اللهَ يُباهي بأهلِ عرفاتٍ ملائكةَ السماءِ ، فيقولُ : انظُروا إلى عبادي هؤلاءِ ، جاءوني شُعْثًا غُبْرًا”.[16]
• التكبير، فقد ذكر العلماء أن التكبير ينقسم إلى قسمين: التكبير المقيد الذي يكون عقب الصلوات المفروضة ويبدأ من فجر يوم عرفة، وأما التكبير المطلق فهو الذي يكون في عموم الأوقات ويبدأ من أول ذي الحجة حيث كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهم يخرجون إلى السوق يكبرون ويكبر الناس بتكبيرهما.
• فيه ركن الحج العظيم قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الحجُّ عَرَفةُ”.[5]

شاهد أيضًا: فضل صيام يوم عرفة لغير الحاج

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال، الذي تحدثنا فيه عن صحة حديث خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي، وعن ما هو يوم عرفة، وعن فضائل هذا اليوم، بالإضافة إلى تبيان شروط العمل بالحديث الضعيف.