بحث عن فضل سورة الفاتحة

بحث عن فضل سورة الفاتحة وأهميتها، فسورة الفاتحة تحوي فضائل عظيمة جدًا، والمسلم مطالب بقراءتها في اليوم الواحد مالا يقل عن سبعة عشرة مرة، وفي هذا المقال سنعرض نبذة مختصرة عن سورة الفاتحة، كما سنستعرض بحث عن فضل سورة الفاتحة، وسنبين كيف أن سورة الفاتحة شفاء للقلوب والأبدان، ويساعدنا موقع المرجع على معرفة المعلومات والأحكام الشرعية الهامة.

سورة الفاتحة

فيما يلي سنوضح نبذة مختصرة عن سورة الفاتحة:[1]

  • هي أول سورة في ترتيب المصحف الشريف، وتليها سورة البقرة.
  • بدأت السورة بأسلوب المدح والثناء، قال الله -تعالى-: “الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ”.[2]
  • هي ‌‌سورة نزلت في مكة المكرمة.
  • عدد آياتها سبع آيات، نزلت بعد المدّثّر.
  • لها العديد من الأسماء، فقد استنبط العلماء للفاتحة ما يقارب الخمس والعشرين اسمًا، ومنها: أم القرآن أو أم الكتاب، الحمد، السبع المثاني.
  • محور السورة هو بيان طريق العبودية لله وحده.

شاهد أيضًا: كم عدد حروف سورة الفاتحة

بحث عن فضل سورة الفاتحة

إن لسورة الفاتحة العديد من الفضائل، وفيما يلي تفصيل لتلك الفضائل:

  • أنها أفضل وأعظم سورةٍ وردت في كتاب الله عزو جل، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم، لأبي سعيدِ بنِ المُعَلَّى – رضي الله عنه-: ”لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن، فقال عليه السلام: الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته”.[3]
  • لم يقتصر فضل سورة الفاتحة على أنها أعظم سورة في القرآن بل هي أفضل سورة في جميع الكتب السماوية، قال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: “والذي نفْسي بيَدِه، ما أُنزِلَ في التوراةِ، ولا في الإنجيلِ، ولا في الزَّبورِ، ولا في الفُرقانِ مِثلُها”.[4]
  • تضمنت السورة على جميع معاني القرآن الكريم ومقاصده الأساسية فاشتملت على أصول الدين وفروعه، وتناولت العقيدة، والعبادة، والتشريع ولهذا كانت أعظم سورة في القرآن فهي مجملة لجميع مقاصد القرآن، ولهذا أيضًُا سُميّت بأمّ القرآن وأمّ الكتاب، فمعنى الأم مقدمة الأمر ومرجعه.[1]
  • السورة الوحيد في كتاب الله – عز وجل- التي يفرض على المسلم قراءتها في كلّ ركعةٍ يؤدّيها، فهي ركن من أركان الصلاة لا تُقبل الصلاة إلّا بها، ويفرض على المسلم  تكريرها على الأقل سبعة عشرة مرة كل يومٍ، وذلك مصداقاً لقول رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-: “لا صَلاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفاتِحَةِ الكِتابِ”.[5]
  •  في قراءتها في الصلاة تتحقّق للمناجاة بين العبد وربه، فقد قالَ اللَّهُ -تَعالَى- في الحديث القدسي: “قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: “الحمد لله رب العالمين”، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: “الرحمن الرحيم”، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: “مالك يوم الدين”، قال: مجدني عبدي، وقال مرة فوض إلي عبدي، فإذا قال: “إياك نعبد وإياك نستعين ” قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: “اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين” قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل”.[6]
  • تشتمل سورة الفاتحة أفضل الدعاء، لأنها استملت طلب الهداية من الله إلى الصراط المستقيم، كما وتشتمل على آداب الدعاء؛ بالحمد أولاً، ثمّ الثناء، ثمّ التمجيد، وإفراد العبودية لله، والاستعانة به دون سواه، قال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: “إذا صلَّى أحدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللهِ والثَّناءِ عليهِ ثُمَّ لَيُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثُمَّ لَيَدْعُ بَعْدُ بِما شاءَ”.[7]
  • مع قصر السورة إلا أنها  تضمنت على أنواع التوحيد الثلاثة، توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.[8]

إقرأ أيضًا: كيف نستدل بسورة الفاتحة على اقسام التوحيد

التداوي بسورة الفاتحة

إن من فضائل سورة الفاتحة المباركة أنها شفاء للقلوب والأبدان:[8]

  • فهي رقيةٌ للمريض، وشفاء، ومما يدل على ذلك الأحاديث التي وردت في السنة المطهرة، ومنها إقرار الرسول -صلى الله عليه وسلم- لجماعةٍ من الصحابة الرقية بالفاتحة، فقد قرأها الصحابة على اللديغ لما مروا عليه في بعض أحياء العرب، فشفاه الله تعالى، وقد قال -عليه السلام- للصحابي الذي رقى بها اللديغ: “وما أدْرَاكَ أنَّهَا رُقْيَةٌ”.[9]
  • وأما اشتمالها على شفاء القلوب: لأن سبب فساد القلب أمران وهما: فساد العلم، وفساد القصد، ويترتب عليهما داءان قاتلان وهما: الضلال الذي هو نتيجة فساد العلم، والغضب الذي هو نتيجة فساد القصد، وهذان المرضان هما ملاك أمراض القلوب جميعها، فهداية الصراط المستقيم تتضمن الشفاء من مرض الضلال، والتحقيق بـ “إياك نعبد وإياك نستعين” علماً ومعرفة وعملاً وحالاً يتضمن الشفاء من مرض فساد القلب والقصد.

دروس مستفادة من سورة الفاتحة

بينا أن سورة الفاتحة أعظم سورة في القرآن الكريم، ومع قصرها فهي تحوي دروس غاية في البلاغة، وهي كما يلي:[10]

  • أنه يسن للمسلم التأمين بعد الانتهاء من قراءتها أو سماعها، وذلك لقول النبي -عليه السلام-:” كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا فرَغ مِن قراءةِ أُمِّ القُرآنِ رفَع صوتَه وقال: آمينَ”.[11]
  • ورد في سورة الفاتحة الكثير من ضمائر الجمع، وهذا يدل على أن الأصل في التربية في الشريعة الإسلامية أن تكون بصورة جماعية وليس بصورة فردية.
  • أن الهداية الأساس الذي يقوم عليه الدين الإسلامي، ففي نهاية سورة الفاتحة كان الدعاء بأن يهدينا الله الصرط المستقيم، وكانت بداية سورة البقرة، بيان أنّ القرآن هو السبيل إلى هذه الهداية، فقد قال -تعالى-:”الم * ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ”.[12]

أسماء سورة الفاتحة

بينا أن لسورة الفاتحة العديد من الأسماء التي ذكرها أهل العلم في كتبهم، وأن لكل اسم منها معنى مِن معانيها، وفائدة مِن فوائدها، وفيما يلي بعض تلك الأسماء، وسبب تسميتها:[13]

  •  الفاتحة أو فاتحة الكتاب: وقد سميت بذلك لأنها أول ما يكتبه الكاتب من المصحف، وأول ما يتلوه التالي من القرآن العظيم، فهي أول سورة في كتاب الله تعالى.
  • أم الكتاب وأم القرآن: والعرب تطلق لفظ الأم على مقدمة الأمر، ولأن سورة الفاتحة أول ما يبدأ بها القرآن سميت بذلك.
  • القرآن العظيم: لتضمنها جميع علوم القرآن ومقاصده الأساسية.
  • السبع المثاني: لأنها تثنى في كل ركعة في الصلاة.
  •  الوافية: لأنها وافية بما في القرآن مِن المعاني.
  • الكافية: لأنها تكفي عن سواها في الصلاة، ولا يكفي سواها عنها.
  • الأساس: لأنها أصْل القرآن، وأول سورة فيه.
  •  الحمد: لأن فيها ذكر الحمد.

شاهد أيضًا: مواقيت الصلاة في الشرقية, المملكة العربية السعودية

لطائف من سورة الفاتحة

هناك بعض اللطائف التي تضمنتها سورة البقرة وفيما يلي أبرزها:[14]

  • خص الله نفسه بلفظ الجلالة “الله”، لأن هناك فرق بين لفظ الله والإله؛ فاسم الله هو مختص لله عز وجل، والمتصف به هو المستحق للعبادة، أما الإله فهو عام لمن يستحق العبادة أو لمن لا يستحقها.
  • أن من الأدب مع الله سبحانه، نسب النعم والفضل له سبحانه.
  • أن أنواع الهداية هي: الإرشاد والتوفيق والتثبيت، والإنسان محتاج لجميع هذه الانواع.
  • بينت السورة أهم عملين للقلوب وهم: التوكل والإخلاص، ودون الإخلاص لا تقبل الاعمال الصالحة.

قدمنا بحث عن فضل سورة الفاتحة وأهميتها، فسورة الفاتحة مع قصرها إلا أن لها فوائد عظيمة جدًا، وهي أعظم سورة في كتاب الله عز وجل، وبينا في هذا المقال كيف أن سورة الفاتحة شفاء للقلوب كما أنها شفاء للأبدان.

المراجع

  1. د وهبة الزحيلي، التفسير المنير، دار الفكر المعاصر - دمشق، الطبعة الثانية، ١٤١٨ هـ، الصفحة 53، الجزء1.
  2. سورة الفاتحة - آية 1.
  3. الراوي : أبو سعيد بن المعلى | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 4474 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
  4. الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن جرير الطبري | المصدر : تفسير الطبري الصفحة أو الرقم: 8/2/74 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
  5. الراوي : عبادة بن الصامت | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 756 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
  6. لراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 395 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
  7. الراوي : فضالة بن عبيد | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند الصفحة أو الرقم: 23937 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
  8. islamqa.info , فضل سورة الفاتحة وأهميتها، وذكر بعض فضائلها , 2021-1-12
  9. الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 5736 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
  10. ar.islamway.net , تفسير سورة الفاتحة رابط المادة: http://iswy.co/e2832a , 2021-1-12
  11. الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان الصفحة أو الرقم: 1806 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
  12. سورة البقرة - الآية 1-2.
  13. alukah.net , أسماء سورة فاتحة الكتاب , 2021-1-12
  14. عبد الرحمن القماش، الحاوي في تفسير القرآن الكريم (الطبعة الاولى)، موقع دار الإيمان: موقع دار الإيمان، صفحة 253-254، جزء 2. بتصرّف.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *