من هو الصحابي الذي نزلت سورة المنافقين تصديقا له؟

من هو الصحابي الذي نزلت سورة المنافقين تصديقا له؟ هو السّؤال الّذي يشكّل محور المقال. وإنّ الله -سبحانه وتعالى- جعل لكلّ سورةٍ ينزل بها الوحي على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- سبباً معيّناً. حيث اختلفت هذه الأسباب وتعدّدت. فمنها ما يوضّح بعض المواقف والأحداث. و كذلك منها ما يأمر المسلمين بشيءٍ ما. كذلك منها ما ينبّه على حكمٍ إلهيّ. كما يساعدنا موقع المرجع على معرفة سبب نزول سورة المنافقين. و كذلك بيان من هو الصّحابي الذي نزلت تصديقا له. كما يهتمّ بذكر نبذاتٍ مختصرةٍ عن سيرته.

فضائل الصحابة

الصحابة الكرام هم الرّجال والنّساء الّذين عاشوا في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فهم الّذين رأوه وصدّقّوه واتّبعوه في دعوته الإسلاميّة المباركة، ثمّ لاقوا مناياهم وهم على ملّة الإسلام، والشّرط الأهمّ في احتساب المسلم من الصّحابة الكرام هو رؤية نبيّ الله، وقد اصطفى الله تعالى الصّحابة وفضّلهم على بقيّة البشر باستثناء الأنبياء والرّسل عليهم السّلام، كما جُعلت محبّتهم من محبّة الله -سبحانه وتعالى- ومحبّة رسوله الكريم، وإنّ فضائلهم ومناقبهم عديدةٌ، منها ما يأتي:[1]

  • هم خير القرون وأفضل البشر بعد الأنبياء والرّسل عليهم السّلام أجمعين.
  • كذلك هم من نقلوا العلم والشّريعة وتعاليم الإسلام من رسول الله بالتّواتر حتّى وصل لكلّ الأمّة ووصل لهذا اليوم.
  • فتحوا البلاد الإسلاميّة. و كذلك خاضوا المعارك العظيمة الّتي تخلّد ذكرها في التّاريخ.
  • هم من علّم الأمّة الفضائل. و كذلك نشروا فيها الأخلاق الحسنة وأعمال البرّ والخير والله أعلم.

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الملقب بأسد الله

من هو الصحابي الذي نزلت سورة المنافقين تصديقا له؟

إنّ الصحابي الذي نزلت سورة المنافقين تصديقا له هو الصّحابيّ الجليل زيد بن أرقم رضي الله عنه وأرضاه. و كذلك قد روى الحادثة وما حدث في هذا الموقف الصّحابيّ نفسه زيد بن أرقم حيث قال: “كُنْتُ مع عَمِّي فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بنَ أُبَيٍّ ابْنَ سَلُولَ، يقولُ: لا تُنْفِقُوا علَى مَن عِنْدَ رَسولِ اللَّهِ حتَّى يَنْفَضُّوا، ولَئِنْ رَجَعْنَا إلى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأعَزُّ منها الأذَلَّ، فَذَكَرْتُ ذلكَ لِعَمِّي، فَذَكَرَ عَمِّي للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَدَعَانِي فَحَدَّثْتُهُ، فأرْسَلَ إلى عبدِ اللَّهِ بنِ أُبَيٍّ وأَصْحَابِهِ، فَحَلَفُوا ما قالوا، وكَذَّبَنِي النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وصَدَّقَهُمْ، فأصَابَنِي غَمٌّ لَمْ يُصِبْنِي مِثْلُهُ قَطُّ، فَجَلَسْتُ في بَيْتِي، وقالَ عَمِّي: ما أرَدْتَ إلى أنْ كَذَّبَكَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومَقَتَكَ؟ فأنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِذَا جَاءَكَ المُنَافِقُونَ قالوا: نَشْهَدُ إنَّكَ لَرَسولُ اللَّهِ} وأَرْسَلَ إلَيَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَرَأَهَا، وقالَ: إنَّ اللَّهَ قدْ صَدَّقَكَ”.[2]

وحدث هذا الموقف العظيم في غزوة بني المصطلق. عندما أتى جيش المسلمين إلى مياهٍ يقال له المريسيع. فحدث بأن منع المنافقون المسلمين من الماء. واشتكوا لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فشهد زَيد بن أرقم. ونزلت سورة المنافقون تصديقاً لقوله وإثباتاً لشهادته والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي روى عنه النبي

زيد بن أرقم

كما إنّ بيان من هو الصحابي الذي نزلت سورة المنافقين تصديقا له؟ يقتضي التعريف أكثير بهذا الصحابي. وهو زَيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النّعمان بن الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري، رضي الله عنه وأرضاه. ولد في المدينة المنوّرة وكان يتيماً وكان يكنى بأبي سعد أو أبي أنيس. كما شهد مع مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- العديد من الغزوات والمشاهد. و كذلك كانت أوّل غزوةٍ يغزوها هي غزوة المريسيع. فقد رفض رسول الله أن يشارك في غزوتي أحد وبدر. وذلك لأنّه كان فتىً صغيراً، ثبت صدقه في غزوة المريسيع بنزول سورة المنافقون. فأعزّه الله تعالى بذلك، وثبتت صحّة قوله بنزول الآيات الكريمة في غير موقفٍ، وهذه إحدى فضائله.

كما روى عن رسول الله العديد من الأحاديث الشّريفة ومنها قوله عليه الصّلاة والسّلام: “من قال لا إلهَ إلا اللهُ مخلصًا دخل الجنةَ , قيل وما إخلاصُها قال : تحجِزُه عما حرَّمَ اللهُ”.[4] وقيل عن زَيد بن أرقم أنّه شهد سبعة عشر مشهداً، وقد قيل أنهم تسعة عشر مشهداً، وكان له رضي الله عنه العديد من المواقف مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وكذلك مع أصحابه الكرام والله أعلم.[5]

مواقف زيد بن أرقم مع رسول الله

كان للصّحابيّ الجليل زَيد بن أرقم رضي الله عنه العديد من المواقف مع رسول الله، ومنها أنّه سمع رضي الله عنه ذات مرّة، رجالاً يتحدّثون عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقالوا إن كان محمّدٌ نبيّاً فنحن السّعداء به، وإن كان محمّدٌ ملكاً سنعيش في حكمه، فأخبر زَيد بن أرقم رسول الله بما سمعه، ثمّ أتى الرّجال الّذين كانوا يتحدّثون بذلك، وراحوا ينادون رسول الله باسمه من خارج منزله، فنزل بذلك قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}.[6]  فقال رسول الله لزيد بأنّ الله تعالى قد صدّق الله قوله وأثبته بنزول هذه الآيات.

كما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّه: “سمع زَيد بن أرقمَ رجلًا من المنافقينَ يقول والنبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يخطب : لئن كان هذا صادقًا لنحن شرٌّ من الحميرِ ، فقال زيدٌ : قد واللهِ صدقَ ، ولأنتَ شرٌّ من الحمارِ ، ورفع ذلك إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فجحدَهُ القائلُ ، فأنزل اللهُ على رسولِه يَحْلِفُونَ بِاللهِ مَا قَالُوْا الآيةُ ، فكان مما أنزلَ اللهُ في هذه الآيةِ تصديقًا لزيدٍ”.[7] وكان له غيرها الكثير من المواقف الّتي ثبت بها صدق قوله، ينزول الآيات الكريمة على رسول الله، رضي الله عنه وأرضاه.[5]

من مواقف زيد مع الصحابة

كذلك الخوض في بيان من هو الصحابي الذي نزلت سورة المنافقين تصديقا له؟ يدفع إلى ذكر بعض من مواقف زَيد مع الصحابة . فقد كان زَيد بن أرقم يتيماً، فربّاه عبد الله بن رواحة رضي الله عنه. وذات مرّة عندما كان صغيراً، فخرجا في سفر، وكان يحمله على رحله. فسمعه ينشد بعضاً من الأبيات الشعريّة المؤثرة. وعندما سمعها زَيد بن أرقم رضي الله عنها، تأثر وبكى. فقال له عبدالله بأن لا عليك وهوّن عليك، لعلّ الله يرزقني شهادة وترجع بين شعبتي الرحل. كما له موقفٌ بارزٌ مع أبو بكر وعثمان وعمر رضي الله عنهم، بأنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعثه لهم ليبشّرهم بالجنّة يوم القيامة. كما حدث أن زار عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه زيداً. فسأله زَيد بن أرقم إذا ما كان هو من قتل عثمان بن عفّان رضي الله عنه. فأجابه عليّ: لا والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ما قتلته ولا أمرت بقتله، والله أعلم.[5]

وفاة الصحابي زيد بن أرقم

توفّي الصّحابيّ الجيليل زَيد بن أرقم رضي الله عنه في الكوفة. في العام الثّامن والسّتّين للهجرة المباركة. وكان ذلك بعد قتل الحسين بقليل، فقد عاش حياته في ظلّ الإسلام بكلّ عزٍّ. و كذلك نال شرف الجهاد مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. ومع أصحابه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي يدخل الجنة بغير حساب

مقالات مقترحة

نرشح لك المزيد من مقالات الصحابة:

من هو الصحابي الذي نزلت سورة المنافقين تصديقا له؟ هو الصحابي الجليل زَيد بن أرقم رضي الله عنه. وقد تكرّر هذا الأمر في غير موقفٍ مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. كما قد ذكر المقال مقتطفاتٍ مختصرةٍ عن سيرته الشّرفة. و كذلك عن جهاده ونسبه ومواقفه مع رسول الله وأصحابه.

المراجع

  1. alukah.net , فضل الصحابة , 2023-04-30
  2. صحيح البخاري , البخاري/زيد بن أرقم/4904/صحيح
  3. islamweb.net , أسباب النزول سورة المنافقون , 2023-04-30
  4. تخريج الإحياء , العراقي/زيد بن أرقم/98/2/إسناده حسن
  5. islamstory.com , زيد بن أرقم , 2023-04-30
  6. سورة الحجرات , الآية 4
  7. فتح الباري لابن حجر , ابن حجر العسقلاني/محمد بن مسلم بن شهاب الزهري/519/8/مرسل جيد

مقالات ذات صلة

اعطي مزمار من مزامير ال داود هو الصحابي الجليل

اعطي مزمار من مزامير ال داود هو الصحابي الجليل

من هو الصحابي الجليل الذي حج سرا

من هو الصحابي الجليل الذي حج سرا

من هو الصحابي الطيب المطيب

من هو الصحابي الطيب المطيب

من هو الصحابي الملقب بذي الرأي

من هو الصحابي الملقب بذي الرأي

سيد القراء في دمشق هو الصحابي

سيد القراء في دمشق هو الصحابي

من هو الصحابي الذي اعطاه الرسول مفتاح الكعبه

من هو الصحابي الذي اعطاه الرسول مفتاح الكعبه

من هو الصحابي الذي لقب ببحر الجود لكرمه

من هو الصحابي الذي لقب ببحر الجود لكرمه

من هو الصحابي الذي حمى الله جسده بالنحل

من هو الصحابي الذي حمى الله جسده بالنحل

من هو الصحابي الجليل الذي لقب بالباحث عن الحقيقة

من هو الصحابي الجليل الذي لقب بالباحث عن الحقيقة

من هو الصحابي الذي تزوج ابنتي الرسول

من هو الصحابي الذي تزوج ابنتي الرسول

من هو الصحابي الذي اشتهر بحسن صوته بالقران

من هو الصحابي الذي اشتهر بحسن صوته بالقران

من هو الصحابي الذي ادى فريضه الحج بسريه تامه

من هو الصحابي الذي ادى فريضه الحج بسريه تامه

من هو الصحابي الذي أدى فريضة الحج بسرية تامة؟

من هو الصحابي الذي أدى فريضة الحج بسرية تامة؟

من هو الصحابي الذي اذا ذكرت اسمه كُتبت لك ثلاثين حسنة

من هو الصحابي الذي اذا ذكرت اسمه كُتبت لك ثلاثين حسنة

من هو الصحابي الذي دعا له النبي بكثرة المال والولد

من هو الصحابي الذي دعا له النبي بكثرة المال والولد

من هو الصحابي الذي بايع على الموت في معركة اليرموك

من هو الصحابي الذي بايع على الموت في معركة اليرموك

الصحابي الذي رده النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد لصغر سنه هو

الصحابي الذي رده النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد لصغر سنه هو

من هو الصحابي الذي اعطي مزمار من مزامير داود

من هو الصحابي الذي اعطي مزمار من مزامير داود

من هو الصحابي الذي كان مستجاب الدعوة

من هو الصحابي الذي كان مستجاب الدعوة

الصحابي الذي اخذ سبعين سورة مشافهة من النبي

الصحابي الذي اخذ سبعين سورة مشافهة من النبي

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *